الحلقة الأولى ( مقارنة بين الديانة المسيحية والديانة الوثنية )
حديث الأستاذ الدكتور محمد جميل غازي
مقدمة ..
إن هدم دين كامل لا يمكن أن يحدث بجرة قلم . .
وإن قيام دين كامل لا يمكن أن يحدث بجرة قلم ، أيضا . . !
لأن الديانات ليست مسائل سهلة أو سطحية . . إنها دم ، إنها تاريخ ، إنها كيان ، إنها حياة ، إنها دنيا ، إنها آخرة ! ! !
ولا أتصور ، أنا- ولا تتصورون أنتم- أنه من الممكن أن يلغي الإنسان (كيانه الديني) في
جلسة واحدة . . ثم ينتقل بقفزة واحدة من دين إلى دين . . من واقع يعيشه ، إلى واقع آخر ينبغي أن يعيشه!
لهذا رأيت . . .
- ورأى معي المشاركون في هذا اللقاء ، أن نبدأ باستعراض (المقررات النصرانية) وإن كنا
نقرر- سلفًا- أن الديانة النصرانية ، ديانة مختصرة ، إذ أن قضاياها تكاد تنحصر في مسألة أو مسألتين هما عمادها وأساسها!
فإذا ما نوقشت هاتان المسألتان ، وثبت بطلانهما ، فإن هذه الديانة بكل مقولاتها ومنقولاتها تتهاوى وتنهار!
أما المسألة الأولى ، فهي القول بـــــ المَسِيح . . الإله !
لقد ناقشنا هذا الموضوع مناقشة واسعة . . . وبينا أن هذا الفكر إنما هو فكر وثني عاش
في خلد الوثنيات القديمة ، التي صورت لنفسها ، أو صور لها الكهنوت ، أن لله ابنًا ، أو أن له أبناء . . .
والوثنيات القديمة التي شاركت في صياغة هذا الإفك ، - أو الشرك- هي : الوثنيات
المصرية ، والإغريقية ، والرومانية ، والهندية ، والعربية . . وما إليها من وثنيات تواصت بالفكر ، والخرافة!!
ونقدم لهذا نموذجًا فيه مقارنة بين المسيحية والمثراسية (1) .
ويقول روبرتسون 338 . p pagan and christ : Ropertson ميثراس ،
هذه الديانة فارسية الأصل ، وقد ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بحوالي ستة قرون ،
ثم نزحت إلى روما حوالي عام 70 م . وانتشرت في بلاد الرومان ، وصعدت إلى الشمال
حتى وصلت إلى بريطانيا وقد اكتشفت بعض آثارها في مدينة يورك ، ومدينة شستر
وغيرها من مدن إنجلترا وتذكر هذه الديانة أن :
ميثراس كان وسيطا بين الله والناس .كان مولد ميثراس في كهف أو زاوية من الأرض .
وكان مولده في الخامس والعشرين من ديسمبر . كان له اثنا عشر حواريا .
مات ليخلص البشر من خطاياهم دفن ولكنه عاد للحياة بقيامته من قبره .
صعد إلى السماء أمام تلاميذه وهم يبتهلون له ويركعون . كان يدعى مخلصا ومنقذًا .
ومن أوصافه أنه كان الحمل الوديع . وفي ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني .
ومن شعائره التعميد Baptism .. واعتبار يوم الأحد يوم العبادة يوما مقدسا .
ويقول روبرتسون إن ديانة ميثراس لم تنته في روما إلا من بعد أن انتقلت عناصرها
الأساسية إلى المسيحية على هذا النحو .
وبالمثل فى الديانة المسيحية :
المسيح وسيط بين الله والناس : " وليس يأخذ غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت
السماء قد أعطي بين الناس ربه ينبغي أن نخلص " (أعمال الرسل 4 : 12) . ميثراس
وسيط بين الله والناس . ولد في مذود البقر : " فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في
المذود " . (إنجيل لوقا 2 : 7) . مولده في كهف . يحتفل الغربيون بمولد المسيح في يوم
25 ديسمبر . مولده في يوم 25 ديسمبر . كان له اثنا عشر حواريا : " ثم دعا تلاميذه
الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل
ضعف " . ( إنجيل متى 10 : 1 ) . كان له اثنا عشر حواريا . مات ليخلص العالم ،
هكذا كانت تعاليم بولس : " إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب) (كورنثوس
الأولى 15 : 3) . مات ليخلص العالم . دفن وقام في اليوم السادس ، هكذا كانت تعاليم
بولس : " أنه دفن وأنه قام في اليوم السادس حسب الكتب " (1 كو 15 : 4 ) . دفن
ولكنه عاد للحياة . صعد إلى السماء أمام تلاميذه : " ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون
وأخذته سحابة عن أعينهم " (أعمال الرسل 1 : 9 ) . صعد إلى السماء أمام تلاميذه .
خلع عليه بولس لقب المخلص والمنقذ : " منتظرين الرجاء
المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصا يسوع المسيح " . (تيطس 2 : 13) . كان
يدعى مخلصا ومنقذا . وصفه يوحنا المعمدان بحمل الله الوديع : " وفي الغد نظر يوحنا
يسوع مقبلا إليه فقال هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم " . (إنجيل يوحنا 1 : 29)
. ومن أوصافه أنه حمل الله الوديع . رسم بولس العشاء الرباني قائلًا : " . . أخذ خبزا
وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري . . " .
(1 كو 11 : 23-25) رسم العشاء الرباني . رسم المعمودية / بدأت بداية صحيحة : "
وأمر ( بطرس ) أن يعتمدوا باسم الرب " (أعمال الرسل 10 : 4 وانتهت بالتثليث :
" وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " . (متى 28 : 19) . رسم المعمودية .
تقديس يوم الأحد : " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع " . (متى 28 : 1) مع أن
الوصية الرابعة تقرر تقديس يوم السبت إذ تقول : " اذكر يوم السبت لتقدسه . .
" (خروج 20 : 8-11) . تقديس يوم الأحد .
انتظروا المزيد بعون الله تعالى فى الحلقة الثانية ..