عودوا الى خير الهدى ..2

سبيل المؤمنين 2



الفرقة والاختلاف



لو نظرت فى حال المسلمين اليوم لوجدتهم متفرقين مختلفين عن اليمين وعن الشمال
عزين

وكل حزب بما لديهم فرحون الا من رحم ربك وقليل هم.



فالفرقة والاختلاف من أسباب الهزيمة والضعف.

قال تعالى :{‏وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏‏.‏
ـــــــ
وبسبب ذلك ينال العدو نيله من الأمة , ويتمكن من التغلغل فيها والايضاع خلالها ابتغاء فتنتها وصدها عن دينها . توهين قواها.

وبسبب الخلاف تتفرق الكلمة , وتتبدد الجهود , وتنقبض الأيدى عن التعاون.

ولن يغرق المرء فى المثالية فيحلم بألا يوجد خلاف البتة , فذلك غير ممكن , فسنة الله


اقتضت وجود الخلاف , فليست المشكلة ان نختلف وانما المشكلة ألا نعرف كيف نختلف.

وليس الحل بألا نختلف أبدا , وانما هو بألا نصعد الخلاف , وألا نسعى فى اذكائه ,


وبأن نعرف كيف نختلف كما نعرف كيف نتفق , كما كان الصحابة رضوان الله عليهم


فهم خير الناس حال الوفاق وحال الخلاف , فقد كانوا مثلا يحتذى به , ونهجا يقتفى أثره


حتى فى حال الفتنة والقتال , فبرغم ماحصل بينهم من قتال وفتنة الا أن منار العدل والتقوى كان قائما فيهم.

الاختلاف أمر قدرى كونى :
ـــــــــــــــ
قال الله تعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ *إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )

سورة هود 118 , 119
قال بن كثير: _ رحمه الله _ (قال الحسن البصرى : الناس مختلفون على أديان شتى الا


من رحم ربك فمن رحم ربك غير مختلف.فقيل له : لذلك خلقهم ؟ قال خلق هؤلاء لجنته


وهؤلاء لناره وهؤلاء لرحمته وهؤلاء لعذابه , وكذا قال عطاء والأعمش ). انتهى كلام بن كثير.
وقد دلت الأدلة على أن الاختلاف الواقع بين الناس واقع لامحالة , وقضاء الله به نافذ


لسبق الكلمة منه بتأجيل الفصل والقضاء بين الناس الى أجل مسمى.

ولكن هل يعنى هذا أن نستسلم للقدر ؟
ــــــــــــــــــــ
كلا , فهذا الاختلاف من قدر الله الذى أمرنا شرعا أن نفر منه الى قدر الله بالائتلاف


والاجتماع , فندفع القدر بالقدر , وننازع القدر المكروه بالقدر المحبوب , والواجب اتباع


الشرع والايمان به , وليس ترك الشرع والاحتجاج بالقدر.

قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )
ـــــــ
ودلت الآية على أن الاجتماع يكون على حبل الله المنزل من السماء الى الارض, وهذا


هو الاجتماع المأمور به شرعا.



وهذا يوضح لنا المنهج الصحيح فيما يكون عليه الاجتماع , ليس كما يظن بعضهم أن


نجتمع على أى شىء وأن أصل الأصول أن تجتمع القلوب ولو كان على خلاف الحق


فهذا وهم كبير أن تجتمع القلوب على غير حبل الله المتين وعلى غير البينات , فلن يتحقق


هذا الاجتماع الموهوم , ولو فرضنا تحققه كان اجتماعا غير مشروع , لأن الله لم يأمرنا


بأى اجتماع وانما ألزمنا باجتماع معين .

قال تعالى : وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ? وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105? [آل عمران : 105]
ــــــ
ودلت الآية على أنه ليس أى افتراق منهى عنه , والا فأهل الاسلام يفارقون أهل الكتاب


وأهل الملل الباطلة والفرق المبتدعة , فهل هذا الافتراق مذموم ؟ هم المذمومون عليه


لأنهم خالفوا البينات والحق القويم.
ومن الأدلة على لزوم دفع قدر الاختلاف بقدر أخر من الاجتماع على الحق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله


عليه وسلم يقول: (مانهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتعم، فإنما


أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)([1]).

قال الحافظ ابن رجب : ([2]) ((هذا الحديث بهذا اللفظ خرجه مسلم وحده من رواية


الزهري عن سعيد ابن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه


وخرجاه من رواية أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي


صلى الله عليه وسلم قال: (دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم


على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)([3]). 

وروى أبى داود (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) وفى هذا الحديث دليل


صريح بأن الاختلاف فى الظاهر يؤدى الى الاختلاف فى الباطن.

وكذلك من أوضح الأدلة على ذلك ما أخرجه أبو داوود عن أبى ثعلبة الخشنى قال كان


الناس اذا نزلوا منزلا تفرقوا فى الشعاب والأودية , فقال رسول الله..ان تفرقكم فى هذه


الشعاب والأودية انما ذلكم الشيطان) فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا الا انضم بعضهم الى
بعض حتى يقال : لو بسط عليهم ثوب لعمتهم ) .

فالواجب الشرعى عند الاختلاف يكون بأمرين :
ـــــــــــــــــــــــــ
1- السعى الى التوحد والاجتماع على سنة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بفهم


وتطبيق الخلفاء المهديين الراشدين ومن معهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.



2-محاربة أهل البدع والأهواء المفرقة للأمة حتى يقل أنصارها وأتباعها.

وانتظرونا فى الحلقة القادمة

نحبكم فى الله

وجزاك الله خيرا أخى  وأنا ان شاء الله ليا عودة مفصلة مع تلك السلسلة الهامة جدا
فهى أهم السلسلات على الاطلاق فى المنتدى لانه يتطرق الى أهم شىء وهو الطريق
الصحيح الى الله وكيفية الوصول اليه


ونرجو من جميع الاخوة والاخوات الى معانا هنا على المنتدى يشاركونا فى أهم المواضيع
المطروحة على الاطلاق




كلام من أروع ما سمعت عن الخلاف والله أنت تأصل يا أخى نقاط هامة جدا 


وهذا كلام مفيد جدا لابد لنا أن نأخذه منهاجا لنكون على الجادة

الله يكرمك ويعزك ويرفع بك الاسلام والمسلمين
وان يكون هذا العمل ذخرا لك يوم القيامه
وجعله الله فى ميزان حسناتك