المُخرج عاوز كده (ا)

دائما يثور الجدل بين دور المخُرج والسينارست والمؤلف الحقيقى للرواية فى أسلوب اخراج القصة كفيلم لدور العرض مخالفا للقصة وربما رؤية كل منهما حيالها .. قد يكون الأمر حقيقياً وربما كان أحد سبل الدعاية الاعلامية معدومة التكلفة .
ولطالما راودتنى رغبة ملحة لكتابة قصة هذا عنوانها .. لكن دائما يردعنى فحوى المعنى .. فلا ارادة تعلو ارادة الخالق حتى ولو فى قصة من نسج الخيال او اداء فنان حتى ولو كان تجسيدا للواقع الفعلى او سبيل لرصد رؤية سلبية للمجتمع .. الا اننى وجدتنى مدفوعاً - رغما عنى – ومن خلال الاحداث الجارية ان اقولها عالية :
العرض المسرحى القادم يشهد له الجميع بالاختلاف والتميز عن سائر العروض السابقة مما يزيد من عدد وتنوع جمهوره المختلف عن الجمهور السابق والمعتاد والمختار بعناية مفرطة ليشاركوا ايضا ما يطلبه بطل العرض والمخُرج – الذى يشاركه فى الخفاء فى بعض اجره الباهظ الارتفاع – فى اداء دوره والاستمرار فيه .
جمهور الدرجة الثالثة – الذى لا يكاد يرى العرض بوضوح – مع كثير من الجمهور المحب للمسرح ويتمنى رؤية العرض كمشاهدة او بالمشاركة الفعلية بما يمتلك من مواهب مطمورة بفعل فاعل او متجاهلة .. تمنعهم موانع سيادية وسطوية بععضها يتمثل فى طبيعتهم وهيئتهم وتشتد فى تذكرة المسرح الغالية – ووزعت فى آحر العروض بدعوات شخصية – ليتوفرالاجرالمبالغ فيه يوما بعد يوم حتى تضخمت مع طول بقاءه بطلا للعروض المسرحية الاخيرة ، حتى بدأ يقلقه المستقبل وسيادته على خشب الشرح .. فأخذ يشرك ابنه معه فى ادوار ثانوية صغيرة .. تضخت مع مرور السنين وتركيز المخُرج على اظهاره بشكل يليق بمكانته الحالية والمستقبلية برغم اغتراب دراسته وموهبته عن الفن .
استطاعت الجموع الغفيرة الحبة للمسرح عن التنحى عن البطولة المطلقة ، وكذلك المُخرج الذى اضعف الادوار لتظهر جسارة ونبل البطل الأوحد وزعيم المسرح التى تشمل الجميع بما فيهم جمهور العرض فى قاعة المسرح وفن المسرح وكذا المتمنين والممتنعين عن الرؤية عمداً .. يأساً أو جبراً للخشية منهم – علاميا ومن خلال حوادث - على المسرح كعدو خفى .. دائم التربص به .. كانت مقاومة اغراء الأضواء وثمنها للبطل شرسا بين الجمهورالمفعم باليأس من تقدم المسرح بزعامته وسياسته المسرحية .. استخدم البطل فيه كل ما يملك من ادوات ووسائل لمقاومة الجمهور وبقاءه فى دائرة الضوء مع تأكيد بعض معاونيه من المخُرج والمؤلف وبعض الممثلين المعاونين والحرس الخاص وكذا الماكيير وباقى اطقم ظهوره شاباً صغيراً .. بطل مغواراً .. يسخر من الجميع ويتفوق عليهم فى النهاية التى لا تتـاخر .. استبسل الجموع الغاضبة بالتهميش وغيره ضد اطقم الحرس الخاص له مما نجم عنه ضحايا واصابات عديدة لم تثنيهم عن غرضهم .. بل تزيدهم اصراراًُ على رغبتهم والأخذ بثأرهم ،ربما خشى البعض من عودته العواقب الدائمة المنتظرة للمعارضين واحتموا بالجموع الغاضبة فى الساحة الواسعة التى اوقفت سيارة النجم المنطلقة .. وزادت الجموع بل انضمام المتتردين والخائفين وزادت همة هتافتهم بانضمام اصحاب الأصوات الجهورية.