شبـــاب العمـــــار
إضغط دخول وإدخل فورا
وإلا إعرف إن الفيسبوك هو اللي منعك
واحشتونا والله
شبـــاب العمـــــار
إضغط دخول وإدخل فورا
وإلا إعرف إن الفيسبوك هو اللي منعك
واحشتونا والله
شبـــاب العمـــــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 ثلاث قصص قصار (4)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد الغني عبده
عماري مكسر الدنيا
عماري مكسر الدنيا
عبد الغني عبده


ذكر
عدد الرسائل : 386
العمر : 54
المكان : الجيزة
الحالة : مش فاهم
الهواية : القراءة
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
التـقــييــم : 4

ثلاث قصص قصار (4) Empty
مُساهمةموضوع: ثلاث قصص قصار (4)   ثلاث قصص قصار (4) I_icon_minitimeالإثنين 30 مايو 2011, 8:11 am

ثلاث قصص قصار (4)
بقلم: عبد الغني عبده
***

"نظام"

حَصَّلَ مِنَ "العلم" ما طمأنه إلى ربوية التعاملات البنكية، فهجر وظيفته الحكومية؛ حتى لا يطاله "غبار الربا"... وتكسب عيشه من بيع:كتب؛ تم استيراد ورقها وأحبارها وماكينات طباعتها عبر اعتمادات مستندية وتحويلات مصرفية؛ ومسابح وسوك وردت من الصين بنفس الآلية.
كما تخلى عن اللباس الغربي واستبدله بجلباب قصير غُزِلَ ونُسِجَ وحِيكَ بماكينات هي الأخرى مستوردة، فضلاً عن أن خيوطه القطنية استخلصت من زراعات تم تسميدها ومكافحة آفاتها بمركبات كيماوية جاءت محملة على ظهور السفن بعد تحويل أثمانها عبر عمليات مصرفية....
سرعان ما شُغلت وظيفته السابقة بثلاثة من أقرباء ومعارف مسئولين نافذين؛ لا يفوتون صلاة الجماعة؛ في المسجد الذي اتخذ من رصيفه متجراً... وكانوا حريصين على الشراء من معروضاته؛ التي ضاق بها الرصيف؛ فتمكن من افتتاح مكتبة جُهِزَتْ بأدوات وامتلأت بمطبوعات كلها مستوردة... وكلما زادت أرباحه اتسعت تجارته... وتم افتتاح فرع آخر لأحد البنوك... أو التصريح بإنشاء بنك جديد... وتقاربت - بالتوازي – سفراته لأداء العمرة تلو الأخرى... كما لم يفوت موسماً للحج – طلباً للتطهر - ولو بالتحايل على قواعد السماح.

"أطلال نظام"

تعلم من شيخه أن الربا محرم في جميع الشرائع؛ فتجنب اللجوء لمرابي القرية... وتكسب عيشه من زراعات سريعة المردود؛ لا تضطره إلى انتظار الثمار طويلاً؛ ولكنها لم تكن كافية لمواجهة مصاريفه المتزايدة بعد أن تزوج وكَثُرَت الذرية...
"الأشجار المعمرة تنتج ثماراً تعود عليك بالمال الوفير"؛ نصحه أحدهم... فوقع في فخ المديونية وتعثر في السداد فحجز المرابي على الأرض واستولى على نصف مساحتها...
نفض عن ذهنه وسواس الشيطان بقتل المرابي؛ ولم ترد على مخيلته – أصلاً – فكرة اقتلاع الأشجار والعودة إلى المحاصيل الموسمية... وكيف ترد مثل هذه الفكرة وهو يرى الشجرة – كمعظم الفلاحين – صنو "الولد"؟! وضع بذرتها في الأرض وتعهدها لسنوات حتى تكبر وقد أخذت من عمره وماله وسعادته وشقاه وعرقه...
وجد في جمع كلمة أهل القرية؛ الذين تضرروا جميعاً من سطو المرابي على ممتلكاتهم؛ مخرجاً من دائرة الاستدانة...
تواكبت ثورتهم؛ على المرابي وطرده؛ مع إنشاء الحكومة المركزية لبنك القرية؛ ليكتشفوا بعد حين أنهم لم يسلموا معه من غبار بل ريح الربا الصرصر العاتية.

"نظام يوتوبيا"

حَصَّلَ مِنَ "العلم" ما طمأنه إلى ربوية التعاملات البنكية، فلم يهجر وظيفته الحكومية فحسب؛ حتى لا يطاله "غبار الربا"... بل هاجر لتكسب عيشه من العمل في دولة تعلن أنها تطبق الشريعة... لم يفاجأ فقط بأنها تستورد أغلب احتياجاتها من الخارج (الذي لا يطبق الشريعة بالطبع)؛ بل وجد المعاملات البنكية متطابقة مع ما هرب منها.
بعد أن اجتاحت الثورات كل النظم الظالمة في البلاد التي يتطلع أهلها للتحرر؛ ليس فقط من نير الاستبداد، وإنما أيضا من ربقة الإحساس بالذنب والمعصية من أن يكونوا آكلين للربا.... تفجرت ينابيع الإبداع وابْتُكِرَت طرائق جديدة للصناعة والزراعة، وتحولت المجتمعات المتحررة من الاستهلاك إلى الإنتاج ومن البطالة إلى التشغيل... ومن التواكل إلى التوكل ... ومن التطهر إلى التطهير... ومن الاستيراد إلى التصدير ومن الاكتناز إلى الاستثمار.... فتزايدت أهمية اقتصاداتهم حتى صاروا أكبر قوة منتجة على ظهر الأرض... واستطاعوا – بذلك - أن يضعوا؛ ليس فقط قواعد التجارة الدولية... بل طرقاً للتمويل والمعاملات المالية اتسقت مع معتقداتهم، وانتفت معها الفائدة المصرفية – التي مَجَّها أغلب الاقتصاديين؛ بما فيهم ماركس وكينز؛ وإن لم يستطيعوا أن يجدوا لها بديلاً رغم تمنيهم أن تزول – من كل دول العالم.
من يومها لم يؤرقه أكل العيش سواء بالعمل في الحكومة...... أو السفر للخارج.... أو افتراش الرصيف بقفف وبواقيط وغلقان ومشنات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القفة والباقوطي والغلق والمشنة مصنوعات يدوية مصرية من أجزاء نباتية.
(تمت)
الرياض في 25 أبريل 2011م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسيرة الأحلام
عماري أصيل
عماري أصيل
أسيرة الأحلام


انثى
عدد الرسائل : 7302
تاريخ التسجيل : 11/05/2010
التـقــييــم : 17

ثلاث قصص قصار (4) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثلاث قصص قصار (4)   ثلاث قصص قصار (4) I_icon_minitimeالإثنين 30 مايو 2011, 4:22 pm


إستمتعت جدآ بالقراة يا د /عبد الغني..

أحداث واقعية تحدث بالفعل فمثل هؤلاء كثيرون..

حقآ ماتقوله هناك من يتحايلون حتي ولو علي قواعد السماح..

بــُورِكَ لنا في قلمك يادكتور..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الغني عبده
عماري مكسر الدنيا
عماري مكسر الدنيا
عبد الغني عبده


ذكر
عدد الرسائل : 386
العمر : 54
المكان : الجيزة
الحالة : مش فاهم
الهواية : القراءة
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
التـقــييــم : 4

ثلاث قصص قصار (4) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثلاث قصص قصار (4)   ثلاث قصص قصار (4) I_icon_minitimeالإثنين 30 مايو 2011, 5:45 pm

اسيرة الاحلام كتب:

إستمتعت جدآ بالقراة يا د /عبد الغني..

أحداث واقعية تحدث بالفعل فمثل هؤلاء كثيرون..

حقآ ماتقوله هناك من يتحايلون حتي ولو علي قواعد السماح..

بــُورِكَ لنا في قلمك يادكتور..


تشرفت بمروكم وتشرف النص بتعليقكم... بارك الله لك أيتها الفاضلة أسيرة الأحلام.

على الهامش: أتمنى ألا يقرن اسمي بلقب دكتور.... لم أحصل على الدرجة بعد... ثم أن موضعها - لو حصلت عليها - ليس خارج باب مدرج دراسي.

احترامي وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إيهاب
عماري متقدم
عماري متقدم
إيهاب


ذكر
عدد الرسائل : 129
العمر : 39
المكان : بلدنا
الحالة : نحمد ربنا
الهواية : ***
تاريخ التسجيل : 24/04/2010
التـقــييــم : 0

ثلاث قصص قصار (4) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثلاث قصص قصار (4)   ثلاث قصص قصار (4) I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مايو 2011, 7:37 am

منقول من جريدة المصري اليوم
.. هل نحارب طواحين الهواء..؟!

بقلم علاء الأسوانى ٣١/ ٥/ ٢٠١١
«لقد عاش المسلمون أزهى عصورهم وحكموا العالم وأبدعوا حضارتهم العظيمة عندما كانوا يعيشون فى ظل الخلافة الإسلامية التى تحكم بشريعة الله.. فى العصر الحديث نجح الاستعمار فى إسقاط الخلافة وتلويث عقول المسلمين بالأفكار الغربية، عندئذ تدهورت أحوالهم وتعرضوا إلى الضعف والتخلف.. الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية..».

كثيرا ما استمعت إلى هذه الجملة من بعض خطباء المساجد وأعضاء الجماعات الإسلامية، ولا شك أن كثيرين فى مصر والعالم العربى يؤمنون بصحة هذه المقولة مما يجعل من الواجب مناقشتها.. الحقيقة أن الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا فى المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة.. أذكر أننى كنت أدرس الأدب الإسبانى فى مدريد، وكان الأستاذ يدرسنا تاريخ الأندلس، وفى بداية المحاضرة عرف أن هناك ثلاثة طلبة عرب فى الفصل فابتسم وقال لنا:

- يجب أن تفخروا بما أنجزه أجدادكم من حضارة فى الأندلس..».

الجزء الأول من الجملة عن عظمة الحضارة الإسلامية صحيح تماما.. المشكلة فى الجزء الثانى.. هل كانت الدول الإسلامية المتعاقبة تطبق مبادئ الإسلام سواء فى طريقة توليها الحكم أو تداولها السلطة أو معاملتها للرعية..؟!..

إن قراءة التاريخ الإسلامى تحمل لنا إجابة مختلفة.. فبعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يعرف العالم الإسلامى الحكم الرشيد العادل الا لمدة ٣١ عاما، هى مجموع فترات حكم الخلفاء الراشدين الأربعة: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب.. الذين حكموا جميعا لمدة ٢٩ عاما ( ١١هـ- ٤٠هـ). ثم الخليفة الأموى عمر بن عبدالعزيز الذى حكم لفترة عامين (٩٩هـ- ١٠١هـ).. ٣١ عاما فقط من ١٤ قرنا من الزمان، كان الحكم خلالها عادلاً رشيداً نقيا متوافقا مع مبادئ الإسلام الحقيقية. أما بقية التاريخ الإسلامى فإن نظام الحكم فيه لم يكن متفقا قط مع مبادئ الدين.. حتى خلال الـ٣١ عاما الأفضل حدثت مخالفات من الخليفة عثمان بن عفان، الذى لم يعدل بين المسلمين وآثر أقاربه بالمناصب والعطايا، فثار عليه الناس وقتلوه، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا جنازته وأخرجوا جثته واعتدوا عليها حتى تهشم أحد أضلاعه وهو ميت..

ثم جاءت الفتنة الكبرى التى قسمت المسلمين إلى ثلاث فرق (أهل سنة وشيعة وخوارج)، وانتهت بمقتل على بن أبى طالب، وهو من أعظم المسلمين وأفقههم وأقربهم للرسول (صلى الله عليه وسلم) على يد أحد الخوارج وهو عبدالرحمن بن ملجم. ثم أقام معاوية بن سفيان حكما استبداديا دمويا أخذ فيه البيعة من الناس كرهاً لابنه يزيد من بعده ليقضى إلى الأبد على حق المسلمين فى اختيار من يحكمهم ويحيل الحكم من وظيفة لإقامة العدل إلى ملك عضوض (يعض عليه بالنواجذ)، والقارئ لتاريخ الدولة الأموية ستفاجئه حقيقة أن الأمويين لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل المحافظة على الحكم.. فقد هاجم الأمويون المدينة المنورة وقتلوا كثيرا من أهلها لإخضاعهم فى موقعة الحرة. بل إن الخليفة عبدالملك بن مروان أرسل جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف لإخضاع عبدالله بن الزبير الذى تمرد على الحكم الأموى، واعتصم فى المسجد الحرام..

ولقد حاصر الحجاج مكة بجيشه وضرب الكعبة بالمنجنيق حتى تهدمت بعض أركانها، ثم اقتحم المسجد الحرام وقتل عبدالله بن الزبير داخله.. كل شىء إذن مباح من أجل المحافظة على السلطة حتى الاعتداء على الكعبة، أقدس مكان فى الإسلام، وإذا انتقلنا إلى الدولة العباسية ستطالعنا صفحة جديدة من المجازر التى استولى بها العباسيون على السلطة وحافظوا عليها، فقد تعقب العباسيون الأمويين وقتلوهم جميعا بلا ذنب ولا محاكمة ونبشوا قبور الخلفاء الأمويين وعبثوا بجثثهم، انتقاما منهم.. الخليفة العباسى الثانى أبوجعفر المنصور قتل عمه عبدالله خوفا من أن ينازعه فى الحكم ثم انقلب على أبى مسلم الخرسانى. الذى كان سببا فى إقامة الدولة العباسية فقتله، أما أول الخلفاء العباسيين فهو أبوالعباس السفاح الذى سمى بالسفاح لكثرة من قتلهم من الناس، وله قصة شهيرة جمع فيها من تبقى من الأمراء الأمويين وأمر بذبحهم أمام عينيه ثم غطى جثثهم ببساط ودعا بطعام وأخذ يأكل ويشرب بينما لا يزالون يتحركون فى النزع الأخير ثم قال:

«والله ما أكلت أشهى من هذه الأكلة قط».

أما من ناحية الالتزام الدينى، باستثناء بضعة ملوك اشتهروا بالورع فقد كان معظم الملوك الأمويين والعباسيين يشربون الخمر مع ندمائهم على الملأ كل ليلة.. فلسفة الحكم إذن لم يكن لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، بل هى صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال لا يتورعون فيه عن شىء حتى لو كان الاعتداء على الكعبة وهدم أركانها.. فلا يحدثنا أحد عن الدولة الإسلامية الرشيدة، التى أخذت بالشريعة لأن ذلك ببساطة لم يحدث على مدى ١٤ قرناً، إلا لفترة ٣١ عاما فقط.. السؤال هنا: ما الفرق بين الحكم الإسلامى الرشيد، الذى استمر لسنوات قليلة، وبين ذلك التاريخ الطويل من الاستبداد باسم الإسلام؟..

إنه الفرق بين العدل والظلم، بين الديمقراطية والاستبداد.. إن الإسلام الحقيقى قد طبق الديمقراطية الحديثة قبل أن يطبقها الغرب بقرون طويلة.. فقد امتنع الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن اختيار من يخلفه فى حكم المسلمين، واكتفى بأن ينتدب أبا بكر لكى يصلى بالمسلمين بدلاً منه وكأنه (صلى الله عليه وسلم) يريد أن يرسل الإشارة أنه يفضل أبا بكر لخلافته دون أن يحرم المسلمين من حقهم فى اختيار الحاكم.. وعندما توفى الرسول (صلى الله عليه وسلم) اجتمع زعماء المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ليختاروا الخليفة. هذا الاجتماع بلغتنا الحديثة اجتماع برلمانى بامتياز تداول فيه نواب المسلمين الأمر ثم انتخبوا أبا بكر ليتولى الحكم.. وقد ألقى أبوبكر على المسلمين خطبة قال فيها: «يا أيها الناس لقد وُلّيت عليكم ولست بخيركم.. أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيتهما فلا طاعة لى عليكم..».

هذه الخطبة بمثابة دستور حقيقى يحدد العلاقة بين الحاكم والمواطنين كأفضل دستور ديمقراطى.. نلاحظ هنا أن أبا بكر لم يقل إنه خليفة الله، ولم يتحدث عن حق إلهى فى الحكم، بل أكد أنه مجرد واحد من الناس وليس أفضلهم.. هذا المفهوم الديمقراطى الذى هو جوهر الإسلام سيستمر سنوات قليلة ثم يتحول إلى مفهوم آخر مناقض يعتبر الحاكم ظل الله على الأرض. فيقول معاوية بن أبى سفيان:

«الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلى وما تركته للناس بفضل منى».

ويقول أبوجعفر المنصور العباسى:

«أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذى أولانا وسلطانه الذى أعطانا، وأنا خليفة الله فى أرضه وحارسه على ماله..».

ويقول عبدالملك بن مروان وهو يخطب على منبر النبى: «والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه».

انقلب المفهوم الديمقراطى الذى يمثل جوهر الإسلام إلى حكم بالحق الإلهى يعتبر المعترضين عليه كفاراً مرتدين عن الدين يجب قتلهم. يقتضينا الإنصاف هنا أن نذكر حقيقتين: أولاً أن الخلفاء الذين تولوا الحكم عن طريق القتل والمؤامرت كانوا فى أحيان كثيرة حكاما أكفاء، أحسنوا إدارة الدولة الإسلامية حتى أصبحت إمبراطورية ممتدة الأطراف. لكن طريقتهم فى تولى السلطة والحفاظ عليها لا يمكن بأى حال اعتبارها نموذجا يتفق مع مبادئ الإسلام.. ثانياً: إن الصراع الدموى على السلطة لم يقتصر على حكام المسلمين فى ذلك العصر، وإنما كان يحدث بين ملوك أوروبا بنفس الطريقة من أجل انتزاع العروش والمحافظة عليها.

الفرق أن الغربيين الآن يعتبرون هذه الصراعات الدموية مرحلة كان لابد من اجتيازها من أجل الوصول إلى الديمقراطية، بينما مازال بيننا نحن العرب والمسلمين من يدعو إلى استعادة نظام الخلافة الإسلامية، ويزعم أنها كانت عادلة تتبع شريعة الله. إن التاريخ الرهيب للصراع السياسى فى الدولة الإسلامية منشور ومعروف وهو أبعد ما يكون عن شريعة الإسلام الحقيقية، وقد احترت فى هذه الدعوة الغريبة إلى استعادة الخلافة الإسلامية فوجدت من يتحمسون لها نوعين من الناس: بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامى من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامى نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه. أما الفريق الآخر من المنادين بالخلافة فهم أعضاء جماعات الإسلام السياسى الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأى طريقة..

وهم يخيرونك عادة بين طريقين: إما أن توافق على صورتهم الخيالية عن الخلافة، وإما أن يتهموك بأنك علمانى عدو الإسلام.. إما أن تساعدهم على الوصول إلى الحكم عن طريق نشر أكاذيب وضلالات عن التاريخ، وإلا فإن سيف التكفير فى أيديهم سيهوون به على عنقك فى أى لحظة.
جوهر الإسلام العدل والحرية والمساواة.. وهذا الجوهر تحقق لفترة قصيرة عندما تم الأخذ بمبادئ الديمقراطية..

أما بقية تاريخ الحكم الإسلامى فلا وجود فيه لمبادئ أو مُثُل نبيلة، وإنما هو صراع دموى على السلطة يستباح فيه كل شىء، حتى ولو ضربت الكعبة وتهدمت أركانها.. هذه الحقيقة شئنا أم أبينا. أما السعى لإنتاج تاريخ خيالى للخلافة الإسلامية الرشيدة فلن يخرج عن كونه محاولة لتأليف صور ذهنية قد تكون جميلة لكنها للأسف غير حقيقية.. كتلك التى وصفها الكاتب الإسبانى الكبير ميجيل دى سرفانتس، فى قصته الشهيرة «دون كيخوته»، حيث يعيش البطل العجوز فى الماضى، مستغرقا فى قراءة الكتب القديمة، حتى تستبد به الرغبة فى أن يكون فارساً بعد أن انقضى زمن الفرسان فيرتدى الدرع، ويمتشق السيف ثم يتخيل أن طواحين الهواء جيوش الأعداء، فيهجم عليهم ليهزمهم.


الطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة.. وهذه لن تتحقق إلا بإقامة الدولة المدنية التى يتساوى فيها المواطنون جميعا أمام القانون، بغض النظر عن الدين والجنس واللون.
.. الديمقراطية هى الحل..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الغني عبده
عماري مكسر الدنيا
عماري مكسر الدنيا
عبد الغني عبده


ذكر
عدد الرسائل : 386
العمر : 54
المكان : الجيزة
الحالة : مش فاهم
الهواية : القراءة
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
التـقــييــم : 4

ثلاث قصص قصار (4) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثلاث قصص قصار (4)   ثلاث قصص قصار (4) I_icon_minitimeالثلاثاء 31 مايو 2011, 10:15 am

لا أعلم لماذا وضع الأستاذ إيهاب هذه المقالة هنا؟

هل يرى أن ما كتبته هنا هو محاربة لطواحين الهواء؟

لو كان هذا مقصده فهو حر في رأيه.... وأشكره على وجوده الكريم هنا.

لي على مقالة د. علاء الأسواني ملاحظات... قرأت المقالة في المصري اليوم وتركت التعليق التالي:-

صَدَّرَ الكاتب نصه بعبارة نصها: (لقد عاش المسلمون أزهى عصورهم وحكموا العالم وأبدعوا حضارتهم العظيمة عندما كانوا يعيشون في ظل الخلافة الإسلامية التي تحكم بشريعة الله.. في العصر الحديث نجح الاستعمار في إسقاط الخلافة وتلويث عقول المسلمين بالأفكار الغربية، عندئذ تدهورت أحوالهم وتعرضوا إلى الضعف والتخلف.. الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية..).

ثم استطرد: (... ولا شك أن كثيرين في مصر والعالم العربي يؤمنون بصحة هذه المقولة مما يجعل من الواجب مناقشتها..)

وأقر بما يلي: (الحقيقة أن الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا في المجالات الإنسانية كلها بدءاً من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة..)

الغريب أنه عندما بدأ مناقشة العبارة التي ذكر استحقاقها لذلك طرح سؤالاً وتجاهل سؤالاً أراه أهم مما خصص له باقي المقالة... فسؤاله يقول:- هل كانت الدول الإسلامية المتعاقبة تطبق مبادئ الإسلام سواء في طريقة توليها الحكم أو تداولها السلطة أو معاملتها للرعية..؟!.

هذا سؤال مهم ولكنه سيصطدم بمواقف فقهية وتفسيرات تاريخية ربما تتفق مع ما ذهب إليه وربما تخالفه...

ولكن لما كان اقتناع الكاتب أن (الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا في المجالات الإنسانية كلها بدءاً من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة)... وكان اقتناعه أيضاً أن (بقية تاريخ الحكم الإسلامي – بعد الخلافة الراشدة - لا وجود فيه لمبادئ أو مُثُل نبيلة، وإنما هو صراع دموي على السلطة يستباح فيه كل شيء، حتى ولو ضربت الكعبة وتهدمت أركانها.. هذه الحقيقة شئنا أم أبينا)... وأن (الطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادئ الإسلام)... وأن (الديمقراطية هي الحل)....

يبرز السؤال عن كيفية جمع هذه المتناقضات لدى شخص واحد؟!!... النهضة طريقها تطبيق مبادئ الإسلام التي لا تتعارض مع الديمقراطية....(ماشي)...
ولكن النهضة الإسلامية "الحضارة العظيمة" التي تمت على "مدى قرون"... حدثت رغم غياب "المبادئ والمثل النبيلة" وانتشار "الصراع الدموي على السلطة"، وليس في ظل الخلافة الراشدة..... (كيف)؟؟!!!

ليس هذا هو السؤال الأهم بل هو مجرد كشف لتناقضات المقالة...

أما السؤال الملح فهو: ما هي إذن شروط التقدم والنهضة؟ هل هي بالضرورة الحرية والديمقراطية وسيادة القانون؟!! أم أن التقدم والنهضة يمكن أن يحدثا رغم غياب كل هذه الشروط؛ بل في ظل دكتاتورية أو سلطوية أو "ملك عضوض"؟!!

(أنظر إلى التجربة الصينية مثلاً وهي تجربة ملهمة... إذ كان لي حظوة السفر للصين عام 2005 وعشت هناك أكثر من 20 يوماً – في دورة تدريبية اقتصادية - وخلصت إلى أن الأمريكان والغرب عامة لو لم يورطوا الصين في أي مشكلات سياسية أو حربية فلن تقف أمامها أية قوة في العالم.... ورغم هذه النهضة الصينية علمياً وصناعياً واقتصادياً.... يحكمها الحزب الشيوعي بالحديد والنار؛ فلا تجد على أي منزل في بكين طبق لالتقاط أي فضائية... وليس مسموحاً لأي أحد بامتلاك كمبيوتر أو لابتوب.... من اللازم أن يتقدم للحكومة بطلب يسرد فيه مبررات حاجته لهذا الجهاز؛ وإذا كان سيستخدم الإنترنت فعليه أن يحدد المواقع التي يريدها والمجال الذي سوف يفيده... الأفواه مكممة.. والناس تعمل كما تعمل الماكينات... المعرفة بالعالم الخارجي ضئيلة جداً ومنعدمة لدى الغالبية... الإله عندهم هو الحزب الشيوعي الصيني؛ ومن ثم لا يجب انتقاد الإله وإلى تعرضت إلى عقاب مهين... يلقنون أن اليابان وأمريكا دول سيئة دون قدرة على تبرير ذلك.... رغم كل هذا القمع والحجر على الحريات لم يقل معدل النمو السنوي عن 9% لمدة زادت عن عشرين سنة)!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثلاث قصص قصار (4)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثلاث قصص قصار (3)
» مجموعة من الشرائط و التسجيلات النادرة للشيخ احمد صالح رحمه الله
» ثلاث كلمات باردة
» الحكمة من حصر الطلاق في ثلاث
» ثلاث كلمات باردة الأهرام المسائى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبـــاب العمـــــار :: منتدي الأدب :: الحكى والسرد العماري-
انتقل الى: