انتخاب

لافتات في كل مكان تملأ الشوارع و الجدران لتعلن عن تخمة سياسية و قوائم حزبية و تكالب على عضوية البرلمان من الطالح قبل الصالح.
صراعات و عداوات و مشادات و هذا من الفلول و ذاك غير مقبول إلى أن جاءت ساعة الحسم حيث تعلن الصناديق عن خيارات الشعب و هنا تعم الفوضى و تتعدد التجاوزات و الكل ينتصر لنفسه و يحتشد أتباعه للقتال من أجله.
و بعد لحظات الانتظار و الترقب و اكتساح الإسلاميين ها أنا أسمع أصوات التشكيك من جديد و ها هي الطعون تتوالى على المحاكم و ها هو المرشح الفلاني يعتصم هو و أتباعه لأنه يظن أنه الأحق أو أن إحداثه الفوضى ستجلب له أي حق أو إحقاقا لمبدأ علي و على أعدائي أو فيها لأخفيها.
و تأتي انتخابات الإعادة حيث استعد لها الأقل حظا بالسلاح و بيت النية لنشر الفوضى خوفا و طمعا و في اللحظة الحاسمة تحول اليائس إلى بلطجي منمق يسعى للخراب مع اقتراب لحظات فشله و خسارته لتعم الفوضى من جديد و لكن بصورة أوسع لا يتمكن فيها الأمن من الصد و لا الرد و ينسحب من الساحة.
فتحت أبواب السجون على مصراعيها و في هذه الأثناء اختفى أصحاب المليارات و قاتلي الشهداء و المخلوع و نجليه و على الفور أعلن الجيش عن حالة الطواريء و الأحكام العرفية و بدأ حظر التجوال و بدأ المسلسل من جديد و ها نحن في الدائرة المغلقة ننتظر الخلاص و الخروج من عنق الزجاجة.