ماذا لو نجح !!؟

ربما يدور ذلك السؤال في رأس البعض منا , خاصة
وصندوق الإنتخابات ربما يحمل المفاجأة للجميع , وبالطبع هناك طرف يربح , وطرف آخر
يخسر أو أطراف أخرى, والسعادة التي تصاحب النتيجة المرتقبة لأي عملية إنتخابية , مشروعة
وعادلة عندما تفرز تلك الإنتخابات حقاً من يستطيع أن يُمثل المواطن المصري بحق ,
ومن يستطيع أن يقود مثل تلك المرحلة الحالكة الظلام في تاريخ الوطن , ويعبر
بالمواطن من آلام مخاض العهد الجديد , ولكن يبقى أن تحمل لنا الصناديق ما يُبكي
البعض منا , إن لم ينتبه للسطور التي نحاول تركها هنا ,,, فأحياناً كثيرة يحسم
الإنتخابات تجار الإنتخابات , وتحسمها أحياناً عوامل خارجية عن قدرات المرشح ذاته
,, تتمثل فى السطوة المالية, والدعايا البراقة المغلفة بالأكاذيب , وربما تتمثل فى
جلباب أبيض ولحية كثيفة ,,, وأحياناً تتمثل فى فرض الإرهاب والبلطجة سواء كانت فكرية
او مادية ,,, ولكن علينا أن نستعد لهذا الحدث بالكثير من الشجاعة والصبر ,, فماذا
لو نجح هذا الرجل المتاجر بمظهره , وماذا لو نجح هذا الفارغ الذي استخدم ماله فى
خلق شخص آخر عالمي الملامح , فائق التفرد فى كل دروب الحياة ,, يستطيع ان يعقد
المؤتمرات بماله ,, ويستدعي الضيوف فيها بماله , ويضع الأسئلة والأجوبة بماله ,
ويروج لذلك المؤتمر الحاشد في الصحف أيضاً بماله ,وربما تملأ الصناديق بالبطاقات
له بماله , ولا يستنكر كل ذلك ولا يحسبه مخالفاً لقواعد اللعبة السياسية ,, نريد
ان نقول للجميع .. أننا لسنا العهد المقدس النظيف والنقي والطاهر كالثلج ,, وأن
الدنيا لن تنتهي بفوز من لا يستحق ,, وليس النهاية أبداً مهما طال الأمد ,
فالنهاية عندما تصبح الأمور بأكملها في نصابها الصحيح ,, فإن لم تكن فليست النهاية
بأي حال ,, وليس العهد البائد منا ببعيد , فعلنا نعتبر ذلك توابع لما ورثناه فى
الماضي , ربما تحور ,, أو تزيف بعض الشئ ,, ربما ردد الهتافات التي تتناسب مع
الوقت الجاري ,, لكن العملية الإنتخابية لديه ..قواعد ثابتة ,, تبني على اللف
والدوران , ونشر الأكاذيب ,, والوقيعة بين تيار وآخر ,, واستغلال انخفاض الوعي لدي
شعب لا يحمل من جرمه شئ فرغماً عنه قد عاش في ظلام دامس قرابة نصف قرن , ثم فاجأته
الدنيا بشمس ساطعة فى عينيه ,, فلم يرى شيئاً والجميع يحاول أن يجره ويسحبه إلى
حيث يريد قبل أن يبصر لنفسه الطريق الصحيح ,, نقول لهذا الناجح ,, إنك لم تنجح ,بل
سرقت النجاح فحسب .. فالنجاح ليس أن تقتنص نصراً جندت له أسلحتك وأموالك , أو
هيئتك وأذكارك, النجاح هو ان تجعلني أشعر أنني اخطأت التقدير وأغير موقفي منك
وقتما أجدك حقاً أهل لما أنت فيه - إذا كنت من معارضيك -, وأن تجعلني أطمئن لقراري
بالتصويت لك حال كوني من مؤيديك , فلا تأخذك العظمة .. بفوز سريع يتبخر مع الريح
فى قرابة العام ... ومن بعده تكون العيون قد تفتحت قليلاً وأبصرت قليلاً .. فيكون
قرارها أنفع وأبقى .. ولا تعتبر الظفر بذلك المقعد برهان على أنك تستحقه ,, أو أنك
على صواب دائم ومن يعارضونك على خطأ دائم ,, فلا تُحسب الأمور هكذا ... ولن يكون
النجاح المسروق أبداً برهاناً على فشل الآخر ,, أو سوء فهمه ,, فهي معادلة معطيات
, وأدوات ..استخدمت فيها أنت ما يناسب هدفك فقط لتعبر إليه , سوف تأتي النتائج بما
تقر له أعيننا على الأغلب ., ولكن لن تخلو من عنصر فاسد أو فارغ , أو لا يصلح للسياسة ,, فيجب
علينا جميعاً ان نعلم انها ليست النهاية , ولا يحق لأحد أن يعتبر ذلك انتصاراً
يحمل معنى ضعف الخصم , أو قلة حيلته ,,, فالنماذج متعددة فيما قبل , وكان البرلمان
الماضي وقبل الماضي وقبل قبله ,, يضم أسفل قبته العديد والعديد وما يزيد عن النصف
من أمثال ما نتحدث إليهم اليوم ... فأقل التقديرات أن ندرك اننا لم نخرج بشكل كامل
إلى عهد نظيف وطاهر ,, يمثلنا حقاً أجدر الناس بذلك .. بل لابد أن ندرك أن العملية
الإنتخابية .. والطبيعة المصرية , والدعايا عبر مواطن الضعف البشرية , والأيادي
السخية فى العطايا اليومية , واستخدام الإرهاب الفكري والتأثير المالي والبلطجية ,,
سوف يحمل لنا مرشح يجلس على المقعد ولكن بلا أهمية ... وحتى لو اعتبر ذلك نصراً
فهي آفة نفسية مرضية ,,, وللحديث إن شاء
الله .. بقية ..