تحياتى
أولا يجب أن نوضح المعنى الحقيقى لكلمة المقاطعة,فالمقاطعة تحمل شقين واحد إيجابى وأخر سلبى,فعندما أقاطع شئ معناه أننى غير مرتضى بالطريقة التى يمر بها هذا الشئ,وليس معناه البعد عن الأحداث وعدم التفاعل,أو الشعور بالضعف,فنحن ندعو جميعا لمقاطعة إسرائيل بالرغم من عدم سلبيتنا وضعف موقفنا.
والإنتخابات المصرية بعد الثورة لاتأتى فى وجهة نظرى بالديمقراطية الكاملة,ولكنها لاشك تعد أولى الخطوات لها,ولكن عندما ترى أن الإنتخابات منقوصة الشرعية ومفتقدة للشفايفة والعدالة التوزيعية فيجب حينها أن أقاطع أنصاف الخطوات,فهذه الإنتخابات تمثل بالنسبى لى خطوة للإمام حتى نرجع خطوات للخلف.
بمعنى ,
مرت إنتخابات مجلس الشعب فى سلام وبنزاهة قانونية ولكنها أيضا تملأها إنتهازية سياسية,تشكل عنها مجلس منزوع الصلاحيات,يفتقد الشرعية التى من المفترض هى الشرعية الأولى,لايتسطيع سحب الحكومة ولايستطيع إجبارها على تنفيذ ماينتج عنه من تشريعات,ولايستطيع سوى التهليل والتصفيق والتخوين والتشويه لكل معنى حقيقى فى الحياة السياسية,مجلس فعلا منتخب ولكن أشبه بكثير من المجالس المعينة,فأى شرعية هذه؟
قاطعت إنتخابات مجلس الشعب لأننى على يقين بأن الثورة لامجال لها إلا الميادين,فالإنتخابات تشتتها وتفرز أسوأ مافيها,وأسوأ مافيها هو العقلية التى شبعت من فساد الأخرين.
وقاطعت أيضا إنتخابات الرئاسة نظرا لما أجده من عيوب لايمكن أن تمر من امامى,قاطعتها ولم أدعو أحد لمقاطعتها,لأننى لا أملك إلا الرضا بقرار الأغلبية التى كانت غير مجهزة لهذه الإنتخابات فى هذا الوقت,على الأقل بعدما تجف دماء اللذين إستشهدوا من أجل نزاهتها الكاملة سياسيا وقانونيا.
قاطعت انتخابات الرئاسة للأسباب الأتية:
1- أؤمن بالثورة الكاملة ,ولا أخضع للعبة الإنتخابات التى تقسمها وتفرز الوجه السيئ بثوارها.
2- أؤمن بنظرية سلب الحماس عندما تختار أحد يتكلم بإسم الأخرين ليبدأ العراك من أجل هذا الفرد
3- لاأحب أن يتواجد الرئيس القادم بميدان التحرير يطلب صلاحياته المنزوعة مثلما فعل مجلس الشعب وفشل.
4- الرئيس القادم لايعلم قدرات منصبه ومدى فعالية قراراته لذلك أتيقن أن كل المرشحين كانوا يبحثون عن الكرسي أولا ثم يفكرون فى كيفية جلب صلاحيتهم ثانيا.
5- كيف ندخل إنتخابات بعد الثورة ونترك فلول النظام يتحركون بكامل حريتهم؟,فأين دور الثورة إذا؟
6- قامت الأقلية بالثورة وعمت نتائجها على الجميع,فكيف ندخل انتخابات ونحن نعلم أن أغلبية الشعب تؤيد فكرة الاستقرار عن التغيير,فالثورة كانت يجب لها أن تكتمل
7- أين الدستور الذي سيحدد صلاحيات الرئيس وأين المؤسسات التى ستقف بجانبه إذا كانت كلها تركة النظام القديم,فأين التطهير؟
8- المجلس العسكري كان يخير الناس بالفوضى او بالعسكر,فلماذا تركنا له حرية التصرف فى إنتخاباتنا؟
9- الصفقات الدنيئة بين القوى الفاشلة وبين المجلس العسكري التى أدت بنا إلى مرحلة إنتقالية تنتقم منا جميعا,حتى وصلت إلى مرحلة تصفية حسابات بين الحكم العسكرى الفاسد وبين التيار الديني المنتقم,والثورة تنعصر بينهم.
10- الثورة فى الشارع,مستمرة,وفى الصندوق مستغلة,فيجب التفرقة مابين الثورة الكاملة ونصف الثورة
لهذه الأسباب قاطعت الإنتخابات ولا يعنيني رئيس مصر القادم بقدر ماتعنينى مصر,فمهما كان الرئيس فالثورة قادرة على توجيهه وعلى إزاحته إذا قاوم,لأن الدم لاتزال بقعاته إلا بالثأر.
أؤمن تماما بقراري وأعلم أن صوتي لم يذهب هباء ,وإذا كان الصوت أمانة فلعلني أعتبر نفسي عند الله أكثر أمانة للمحافظة عليه,وعدم التفريط فيه.
وأخيرا أقول:
الغياب ممكن يكون أكتر حضور
رسمولى دايرة وقالوا دور ودور
ومافيش براح للصوت ياناس
وإزاى أصوت,والزعاق محشور؟
وشكرا
موضوع: لماذا قاطعت الإنتخابات؟ 
الجمعة 25 مايو 2012, 1:24 pm