شبـــاب العمـــــار
إضغط دخول وإدخل فورا
وإلا إعرف إن الفيسبوك هو اللي منعك
واحشتونا والله
شبـــاب العمـــــار
إضغط دخول وإدخل فورا
وإلا إعرف إن الفيسبوك هو اللي منعك
واحشتونا والله
شبـــاب العمـــــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 جثة رجل مهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الغني عبده
عماري مكسر الدنيا
عماري مكسر الدنيا
عبد الغني عبده


ذكر
عدد الرسائل : 386
العمر : 54
المكان : الجيزة
الحالة : مش فاهم
الهواية : القراءة
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
التـقــييــم : 4

جثة رجل مهم Empty
مُساهمةموضوع: جثة رجل مهم   جثة رجل مهم I_icon_minitimeالأربعاء 13 يونيو 2012, 9:59 am

"جثة رجل مهم"
قصة قصيرة
بقلم: عبد الغني عبده
***
أخرتها ياكلني ديب؟!... بَطّْلْ عَويْ بقى هاموت م الخوف كده!!.... يارب؟.... هي الديابة هنا غير اللي عندنا في مصر ولا إيه؟! النار عالية وأنت داخل عليها ولا كأنك شايفها!!... داهية ما تطلعش ديب؟!.... أنا إيه بس اللي رماني الرمية السودة دي؟!.... طيب لما أشوفك يا أبو فهد؟ هو ده كان اتفاقنا برضك؟! تسيبني لوحدي في "الهو" ده؟ ده مفيش صريخ ابن يومين؟!... يا ابن الكلب بطل عوي... يارب عدي الليلة دي على خير...
أتذكر هذه الليلة؛ التي لم أذق فيها - ولا في الأسبوع التالي لها – طعم النوم؛ وأضحك من سذاجتي التي أوحت لي بأنها أسود أيام حياتي!!... الأسود "المزفت بزفت" لم يكن قد جاء بعد؛ وربما تخبئ الأيام ما هو أسوأ مما أنا فيه الآن...
أربعة أيام جديدة محروم من النوم، أين أنت الآن أيها الذئب؟! بل أين أنت أيها "الخوف"؟!... كم أنت رحيم إذا قارنتك بثقل فنون التعذيب التي أتعرض لها! يريدونني أن اعترف بما لم أفعل! وبما لم يحدث! وهذا ممكن... نعم؛ من السهل أن تعترف تحت وطأة التعذيب المهين بما لم يخطر على بال إبليس أن يفعل... أما المستحيل هو أن أدلهم على مكان "الجثة"!!...
عن أي جثة - يا ناس - تحدثونني؟!... لم أر جثثاً كل ما وجدته أمام غرفتي الوحيدة – التي تبدو كشاهد قبر في هذه الصحراء الموحشة – قبل صباحين من وصولكم هو هذه القطع "السبعة" من قماش الحرير الأبيض والأخضر.... كانت متناثرة على مسافات متقاربة وتفوح منها روائح المسك والعود والعنبر والريحان.... عندنا في مصر نهتم بأي "لقية" نلاقيها ونعتبرها من باب "الرزق" .... لم يخطر ببالي أبداً أن هذه القطع القماشية "كفن"... بدت لي ملاءات سرير وأغطية جاءتني من السماء!!... لا أثر دماء فيها ولا شواهد على وجود جثث!!
- أنت مصر على الإنكار يا ابن الكلب؟!... خذوه.
- طيب أجيب جثة منين؟! ارحمني ووجه لي تهمة قتل صاحب الجثة واحكم علي بما تشاء... أما أن تطالبني بإحضار الجثة، أو أن أدلك عليها!! أجيبها منين؟!
- أنت ما تدري مع من تتعامل يا مصري يا حيوان... الانقلاب اللي أنت مشترك فيه خلاص فشل واحنا الحين عندنا آوامر عليا بضرورة العثورة على جثة "ولي العهد" اللي استغليتوا ميعاد دفنها علشان تقوموا بالحركة الفاشلة ذي... كل شركاءك تم القبض عليهم واعترفوا بالمخطط ... أنت الوحيد اللي ما تبغى الاعتراف يا كلب!!... وصلت بك الجرأة إنك ما تحفظ كرامة الميت؟! كيف تجرد الجثة من أكفانها وتستخدمها؟ أنت مو إنسان... ما عندنا وقت كبير لازم تقر؛ وين الجثة؟
يبدو أن الوقت كان أقصر مما تخيلت أنا وهو.... لم يكمل الضابط استجوابه وتهديده لي بمعاودة إذاقتي كل صنوف العذاب حتى هوجم المكان من قبل من آخرين اقتادوني أنا فقط؛ وأغلقوا ما تبين لي من الخارج أنه مبني أمني محصن... وفجروه تماماً!!
- أين الجثة؟!
سألني أحد خاطفي الجدد؛ واستطرد:- اعترف ولك الآمان؛ سوف نوصلك سالماً إلى أهلك... الجثة في غاية الأهمية لنا الآن سوف نساوم عليها للخروج "الآمن" بعد أن خسرنا كثيراً في تلك المغامرة...
- تعترف الآن أنها مغامرة؟!
وجه أحد الحاضرين السؤال لمحدثي؛ وأردف:- قلت لكم أكثر من مرة أن وقت دفن ولي العهد من الأوقات التي يجب استبعادها تماماً عند القيام بالانقلاب؛ صحيح أن كثير من القوات تنشغل بتأمين الجنازة؛ ولكنه وقت استنفار لكل الاحتياطي... ماذا سنفعل الآن إن لم نجد الجثة؟! وكيف يمكن تعويض خيرة رجالنا الذين فقدناهم في مغامراتكم اللعينة؟!... عندما وصل إلى هذه العبارة كان في قمة حنقه.... غادر كرسيه واتجه صوبي وتزامن خروج كلمة "اللعينة" من فمه مع صفعة لعينة أخرى من يده الضخمة أطاحت بضرسين من فكي الأعلى!!... تبعها بشتمي حثاً على الاعتراف بمكان الجثة!!
خرج الإنكار من فمي مخضباً بدمائي بينما كانت نظرات الحسرة تملأ عيني على الضرسين القابعين في كفي!!
إنهما أخر ضرسين في تلك الناحية يا ولاد الحرام!... لم تخرج مني هذه الكلمات ولكن "لسان حالي" كان يرددها.
أحاط بمهاجمي رفاقه وأبعدوه عني .... أخذني أحدهم إلى حمام مجاور للغرفة التي يحتجزونني بها؛ وبينما كنت أنظف الدماء؛ سمعت ضجيجاً كبيراً في الغرفة تبينت منه سؤال متكرر من أحدهم بصوت عالي:- وين المصري؟ وين المصري؟
إنهم رجال الأمن من جديد يقبضون على الجميع ويقتادوني إلى مكان تحقيق جديد؛... بل إلى تعذيب مهين مجدداً أفضى إلى فقداني للوعي لم أفق منه إلا وأنا مسربل بأكفانٍ سبعة من الحرير تفوح منها روائح المسك والعود والعنبر والريحان!! ..... وصوت رجل أجش داخل المقبرة الفخيمة يقول: أخيراً انتهينا من هذا الصداع... يمكنني الحصول على إجازتي السنوية والاستمتاع بالمكافأة الكبيرة على شواطئ أوروبا... نم أيها المصري في مكان لم تكن تحلم أن تدفن فيه!
- تمت -
القاهرة في 12 يونيو 2012م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جثة رجل مهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبـــاب العمـــــار :: منتدي الأدب :: الحكى والسرد العماري-
انتقل الى: