اللص والجماعة والعجوز

يحكى أن شابا فتيا شاهد لصا يخطف حافظة نقود من سيدة تبدو عجوزا رغم أن كل ملامحها تدل على أنها كانت فائقة الجمال فلم يتمالك نفسه وقام بمطاردة هذا اللص فى الوقت الذى كان يرقبه على إستحياء وإهتمام مجموعة كانت على مقربة من المشهد ودارت رحى معركة شرسة حامية الوطيس بين الشاب واللص تحت سمع وبصر تلك المجموعة وقد أوسع كل منهما الآخر ضربا مبرحا حتى أن اللص فى لحظة ما من المعركة كان سيفلت بغنيمته لولا صبر وقوة الشاب الذى إنتصر فى نهاية المطاف وتمكن من إسترداد الحافظة المسروقة وسارع لإرجاعها لصاحبتها التى دخلت فى نوبة من البكاء المرير وقبيل أن يصلها الشاب بالحافظة إنقضت عليه هذه المجموعة التى كانت ترقبه واستطاعت بفضل عددها أن تستولى منه على الحافظة وتهرب بها إلى حيث الوكر الذى يقيمون به فى ضاحية نائية بعض الشيء وبدأوا فى إقتسام مابالحافظة فيما بينهم فى الوقت الذى كان فيه الشاب الجريء يلهث خلفهم وما أن وصل لوكرهم حتى إجتمعوا عليه وأوسعوه ضربا وسحلا وتمزيقا فعاد المسكين أدراجه متألما لا لأنه لم يحصل على نصيبا مما كان بالحافظة من أموال ولكن حزنا على هذه السيدة المكلومة والتى لم تزل قابعة فى مكانها تنعى حالها وتترحم على سنى شبابها الذى أخذ منه الزمن كل مأخذ .... وحتى اللحظة لاتزال مصر فى إنتظار إسترداد الحافظة ....