فرحة اللاعبين الالمان بالفوز مع الجماهير |
كان وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير سعيدا للحاقه برحلته
الجوية المتجه من برلين إلى اليابان منتصف ليل أمس الاربعاء ، بعدما شق
طريقه بصعوبة بالغة إلى المطار وسط عشرات الالاف من المشجعين الذين كانوا
يحتفلون بسعادة هستيرية بتأهل ألمانيا إلى نهائي بطولة الامم الاوروبية
الحالية لكرة القدم "يورو 2008".
من ناحية أخرى وفي مدينة هامبورج الالمانية ، حاول النادل التركي حسن
التماسك ليواصل عمله في تقديم الطعام والنبيذ والقهوة الايطالية في مطعم
"كوما بريما" الايطالي بعد هزيمة منتخب بلاده الدرامية 2/3 أمام ألمانيا
مساء أمس في قبل نهائي يورو 2008 بمدينة بازل السويسرية.
وحاول زبائن المطعم إقناع مالكه ريكاردو بعمل استثناء وفتح المطعم في يوم
الاحد المقبل الذي سيجرى فيه نهائي البطولة ، حيث لا يتوقع أن تساعد هذه
المباراة على ملء المطعم الايطالي عن آخره وحسب وإنما ينتظر أن تجذب
ملايين المشجعين الالمان لمناطق المشاهدة العامة المنتشرة عبر البلاد ،
وإلى أي مكان يوجد به جهاز تليفزيون.
وعلى أي حال ، فقد أعلنت القناة الالمانية الثانية (زد دي إف) اليوم
الخميس عن تحقيقها عوائد قياسية من خلال مباراة قبل نهائي يورو 2008
الاولى مشيرة إلى أن نحو 30 مليون ألماني شاهدوا هذه المباراة بحصة
تسويقية بلغت 81 بالمئة.
وخرجت صحيفة "أبندبلات" اليومية الصادرة في هامبورج اليوم تحت عوان
"النهائي" ، بينما كتبت مجلة "كيكر" الرياضية على نصف صفحتها الرئيسية
بالخط العريض "3/2" ووضعت تحت النتيجة عنوان صغير يقول "إننا في النهائي ،
فيليب لام ينقذ الفريق الضعيف".
ووصف أسطورة الكرة الالمانية فرانز بيكنباور في عاموده بصحيفة "بيلد"
الالمانية مباراة أمس ب "المعركة" ، واعترف ، في إشارة منه إلى الاداء
الالماني الهزيل إلى درجة تسبب الصدمة في الكثير من الاحيان ، قائلا "إن
هذا الفريق يزداد غموضا أكثر فأكثر بالنسبة لي".
ولكن كل الجماهير الالمانية تقريبا نزلت إلى شوارع البلاد مساء أمس بمجرد
تسجيل لام هدف الفوز القاتل لبلاده في الدقيقة 90 ليحجز لالمانيا بطاقة
التأهل الاولى لنهائي البطولة الاوروبية يوم الاحد أمام الفائز من مباراة
الدور قبل النهائي الاخرى بين أسبانيا وروسيا ، وذلك بعدما لاقت ألمانيا
تحالف غريب من الحظ خلال ال90 دقيقة التي لعبتها ألمانيا أمام تركيا.
وقال شتاينماير أثناء توجهه سريعا إلى المطار للحاق بطائرته المغادرة إلى
اليابان لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول الثماني الصناعية الكبار "يالها
من مباراة. لقد سعدت بشدة عندما سجل لام هدفه".
وشاهد شتاينماير المباراة في مقاطعة "تريبتوف" ببرلين والتي وفرت له وصولا
سريعا إلى المطار مقارنة بالطريق الاخر الذي كان من الممكن أن يقطعه
بالقرب من بوابة "براندنبورج جيت" التي اجتمع عندما 500 ألف مشجع لمشاهدة
المباراة.
وكما حدث مع بقية الجماهير حول العالم ، فقد واجه المشجعون الالمان انقطاع
البث التليفزيوني في الدقائق الاخيرة من المباراة بعدما ضربت عاصفة رعدية
العاصمة النمساوية فيينا ، حيث انقطع البث التليفزيوني من مصدر البث
الرئيسي هناك. كما أدى الطقس السيء إلى إجلاء الجماهير من منطقة التجمعات
الجماهيرية في فيينا وكذلك المركز الاعلامي الدولي هناك.
وساد الوجوم بين الجماعير عندما تحولت شاشات العرض العملاقة إلى السواد ،
ولكن قناة زد دي إف الالمانية وفرت على الاقل تغطية صوتية لجماهيرها عندما
تحول مراسلها إلى التعليق من خلال البث الاذاعي للقناة.
وعاد البث التليفزيوني خلال الدقائق الاخيرة من عمر المباراة ، وسيطر
الجنون التام على جماهير ألمانيا بمجرد إطلاق صفارة نهاية المباراة.
وقالت متحدثة رسمية باسم منطقة التجمعات الجماهيرية في برلين "إن الاجواء هنا رائعة ، فالجميع حالتهم النفسية جيدة جدا".
وتحولت منطقة التجمع الجماهيري في برلين إلى مهرجان احتفالي كبير فيما
انطلقت الألعاب النارية في سماء هامبورج ، بينما احتفلت أهالي مقاطعة
شوناو بأهم مواطنيها ، المدرب الالماني يواخيم لوف.
وقال عمدة المقاطعة برنارد سيجير "لقد أثبت يوجي (لوف) من جديد أنه قادر على تحقيق النجاح".
من ناحية أخرى ، كانت الجماهير التركية راضية عن أداء فريقها برغم
الهزيمة. وبرغم أن أعداد الجماهير التركية في المنطقة الجماهيرية ببرلين
كانت محدودة مقارنة بجماهير ألمانيا فقد كانت أعداد الاتراك هائلة في
أماكن أخرى مثل كرويتسبرج والعديد من المناطق الاخرى التي تتمركز فيها
الجالية التركية بالعاصمة الالمانية.
وقال سيلال بينجول رئيس نادي توركييمسبور برلين التركي لكرة القدم "لقد
كانت هذه خطوة كبيرة باتجاه التوحد بين أبناء الجالية التركية".
ووقعت عدة أعمال شغب في شرق ألمانيا عقب نهاية مباراة أمس بفوز ألمانيا ،
حيث هاجم مثيرو شغب ألمان مطاعم الكباب في مدينة دريسدن. وفي مدينة شمنيتس
، مسقط رأس قائد المنتخب الالماني مايكل بالاك ، بولاية سكسونيا أصيب ستة
من رجال الشرطة بجروح إثر مصادمات مع المشجعين الالمان.
ولكن الاجواء ظلت هادئة في أغلب الأماكن الالمانية الاخرى ويتوقع ان تتجه
الجالية التركية هناك إلى تشجيع المنتخب الالماني خلال نهائي يورو 2008
بفيينا يوم الاحد.
وفي هامبورج ، كانت الساعة قد تعدت منتصف الليل بكثير بينما كان حسن يستعد
لتقديم الفاتورة لاحد الزبائن وهو يشعر بفخر شديد رغم هزيمة المنتخب
التركي وذلك لان فريقه لعب في بطولة أوروبا الحالية أفضل بكثير مما لعب
فريق رئيسه الايطالي أو فريق زوجته الكرواتية ألكسندرا أو فريق زميلته
النادلة البولندية فيوليتا.