أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا
| وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
|
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجة
| والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
|
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبة
| بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
|
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملها
| زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
|
لو لم يكن في الأرض إلا مبغض
| لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
|
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه
| ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
|
لا تطلبنّ محبةً من جاهل
| المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
|
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم
| مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
|
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه
| وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما
|
|
يا من أتانا بالسلام مبشرا
| هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى
|
وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبد
| علامةُ، ولقد وجدتك مثلما
|
لفظٌ أرقّ من النسيم إذ سرى
| سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما
|
وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوة
| هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما
|
وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائق
| وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما
|
وإذا وقفتَ على المنابر أوشكت
| أخشابها للزهوِ أن تتكلما
|
إن كنت قد أخطاكَ سربال الغنى
| عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما
|
وأحبّ حتى من أحب هلاكه
| وأعان حتى من أساء وأجرما
|
نام الرعاة عن الخراف ولم تنم
| فإليك نشكو الهاجعين النوّما
|
عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه
| وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما
|
كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا
| فتألمت من قبلُ أن تتألما!
|
زعموا الإله أعدّها لعذابنا
| حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما
|
ما كان من أمر الورى أن يرحموا
| أعداءهم إلا أرقّ وأرحما
|
ليست جهنم غير فكرةِ تاجر
| ألله لم يخلق لنا إلا السما
|