عندما قررأن يعيش فى هدوء تام لفترة أهداه الطبيب النفسى
كتابا فى اليوجااسمه (حركات بدنية لراحتك عقليا وبدنيا)
لعالم الألمانى أرتوهوفمان الذى يتلخص محتواه فى أن يجلس الفرد
على الأرض عاريا وهو مشدود الظهر ويركز طاقته العقلية فى
النظر إلى شمعة مضيئة أمامه دون أن يفكر فى أى شىء ولا حتى فى
الشمعة نفسها..... وبالطبع تلاشى هذا الجزء الخاص بالجلوس عاريا
وقرر أن يغطى الجزء التحتانى بمفرش السفرة ..وبدأفى التجربة ..
اليوم الأول :-
أغلق عليه باب حجرته وأشعل شمعة وجلس أمامها ثم أفرغ ما بداخل
ذهنه تماما , لكنه بعددقائق شعر بماءيتسرب تحته وإطمئن عندما رأى مصدره
قادما من تحت عقب الباب ثم فتحت عليه زوجته الباب صارخة :-
قوم ياخوية يابو شمعة خلينى أمسح .
وتذكر هذا الجزء الخاص بتلاشى أى شىء يشتت الإنتباه أو يفسد التجربه
لذا قرر أن يجلس ودن من طين وأخرى من طين برضه (باعته)
ولم تفلح الإقتراحات التى قدمتها له زوجتة فى أن يأخذشمعته ويجلس معها
فوق الدولاب حتى تنتهى من عملية التنظيف .
وإنتهت التجربة فى هذا اليوم بتسرب الشمعة مع أفواج المياة التى
تقصد البلاعة بعد أن صممت زوجته على مسح الحجرة ..
وفشلت التجربة.
اليوم الثانى:-
تأكد من زوجته قبل إجراء التجربة أنها لا ترغب فى مسح الشقة
إلا بعد إسبوعين على الأقل تحقيقا لشعار وزارة المجارى الذى يقول
فى مطلعه .." المية عايشين من خيرها..ودا رغم صديدها وكلورها "
ودخل حجرته فى سعادة وجلس أمام الشمعة ,وإستطاع أن يتمالك
أعصابه عندما سمع صوت بائع الأنابيب يحلق تحت البلكونة إلى أن
إختفى الصوت تدريجيا , ودخلت عليه زوجته مرة أخرى :-
قوم أقف مع الراجل وهو بيغير لنا الانبوبة .
وأطلق فى داخله قسم طلاق تلاتة ما هو قايم وسايب الشمعة..
الأمر الذى جعل زوجته تحمل الشمعة حتى يسير وراءها ويقف مع
بائع الأنابيب وظل واقفا بجانب الرجل واضعا تركيزه الكلى
فى اتجاه الشمعة دون أن ينتبه لأحد وعندما انتهى الرجل من
عمله أخرج من جيبه سيجارة , ونظرا لنفاذ الأعواد فى علبة
الكبريت وقعت عينيه على الشمعة فأخذها وأشعل بها سيجارته
ثم أطفأها معتقدا أنهم أشعلوها له خصيصا كى تنير له أثناء
تركيب الأنبوبة .. رغم وجود لمبتين فلورسنت مضيئتين وكشاف
يعمل فى النور والظلام..وفشلت التجربة ايضا فى هذا اليوم.
اليوم الثالث:-
إنتهز فرصة إنشغال أفراد أسرته بعيد ميلاد ابنه الصغير
فى الصالة وقرر أن يدخل حجرته مسرعا كى يختلى مع شمعته ,
وقبل أن يبدأ التجربة دخل عليه ابنه الصغير وأخذ الشمعة
من أمامه كى يرشقها فى التورتة:
حيث أن عدد الشمعات الموجودة فيها ثمانية , وهو يبلغ تسعة
أعوام ... فينبغى وضع شمعة زيادة .. وفشلت التجربة .
اليوم الرابع:-
كانت فكرة غبية بكل المقاييس عندما قرر أن يلزق الشمعة
فى سقف الحجرة حتى لا يصل إليها احد , ومما زاد الطين بلة أنه
جعل شعلتها لأسفل وجلس تحتها تماما.. فتساقط زيتها فى عينيه
وفشلت التجربة كالعادة.
اليوم الخامس :-
نائما على سريره بعد إصابته بالعمى المؤقت نتيجة لما حدث فى
اليوم الرابع .
اليوم السادس والأخير :-
انقطع الإرسال عن عينه اليسرى ولم يستطع فك شفرتها وأصبح لا
يرى بها إلا خطوطا ملونة كالتى تظهر عند إنتهاء الخدمة
التلفزيونية , لكنه صمم على إجراء التجربة بالعين المتبقية
فأجهدها أكثر من اللازم حتى فقد بصره تماما..
وهو الان زبون فى مستشفى الدمرداش قسم الرمد....!!!