الجزيرة نت-القاهرة أبدى نواب ونشطاء مصريون استياء بالغا من شيخ الأزهر الدكتور
محمد سيد طنطاوي بعد مصافحته الرئيس الإسرائيلي
شمعون بيريز خلال مؤتمر الأمم المتحدة لحوار الأديان، في أزمة كشفت بعدا جديدا في موقف المؤسسة الدينية بمصر من التطبيع مع الإسرائيليين.
وطالب بعض النشطاء بعزل شيخ الأزهر من
منصبه بعد هذه الواقعة, لكن الرجل الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع النظام
الحاكم لم يظهر تراجعا عن موقفه بمصافحة بيريز، ووصف الرافضين للتطبيع مع
إسرائيل بأنهم "جهلاء وجبناء".
ويملك رئيس الدولة وحده حق عزل شيخ
الأزهر وتعيينه، بعد أن كان هذا المنصب يشغل بالانتخاب من بين هيئة علماء
أكبر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي.
ونقلت صحف مصرية عن طنطاوي قوله إن "من
يمتنع عن مقابلة عدوه فهو جبان"، مجددا رفضه دعوة البابا شنودة الثالث
لمقاطعة إسرائيل ومنع المسيحيين من الحج إلى القدس إلا بعد تحريرها.
انتخاب مباشروفي يوليو/تموز 2002 رفض مجمع البحوث
الإسلامية بالأزهر (هيئة كبار العلماء) أي أطروحات حول جعل منصب شيخ
الأزهر بالانتخاب المباشر من قبل المجمع وليس بالتعيين من قبل رئيس
الدولة، وذلك ردا على مشروع قانون تقدم به النائب الإخواني علي لبن.
وقال لبن للجزيرة نت إن "مصافحة شيخ
الأزهر لرئيس كيان مغتصب لأرض الإسلام لا يمكن تبريرها، والمشكلة أن الناس
تعتقد أن مواقف طنطاوي هي تعبير عن رأي الأزهر".
وأضاف أن طنطاوي أبدى مؤخرا موافقته على
مسألة انتخاب شيخ الأزهر لكن بعد تعديل جرى قبل سنوات قليلة أتاح له تعيين
أعضاء المجلس "مما يعني أنه في حال اعتمد القانون سيضمن طنطاوي بقاءه في
المنصب".
وأوضح أن رأي طنطاوي -وفق القانون- لا
يمثل إلا نفسه، وأن الموقف الرسمي للأزهر يحدده مجمع البحوث المكون من
أبرز علماء الإسلام في العالم, لكنه أقر بأن الناس لا يتفهمون ذلك وأن
مواقف طنطاوي تنسب دائما للمؤسسة الدينية.
وانتقد لبن توقف اجتماعات مجمع البحوث
منذ سنوات بأمر من رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف, قائلا إن ذلك ساعد على
نشر الخلافات المذهبية "لأنه في ظل غياب رأي المجلس الذي يضم علماء من
كافة المذاهب، تظهر الخلافات والفتاوى المذهبية".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] موظف حكومي وبدوره
قال الشيخ سيد عسكر الأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث للجزيرة نت
إن موقف طنطاوي ليس جديدا أو مستغربا لأنه "يستند إلى مبرر باطل هو أن
النظام المصري في سلام مع الإسرائيليين، وهو يعتبر نفسه موظفا حكوميا ولا
يرى مشكلة في مصافحة اليهود واستقبالهم".
وأشار إلى أن مواقف طنطاوي من العمليات
الاستشهادية واستقباله حاخامات ومسؤولين إسرائيليين "أضرت كثيرا بصورة
الأزهر لدى الناس، الذين لا يعرف أكثرهم أن مواقف طنطاوي لا تعكس رأي
الأزهر الشريف".
وأكد عسكر أن علماء الأزهر وأعضاء مجمع
البحوث من كافة الدول الإسلامية لا يوافقون على كثير من تصريحات وأفعال
طنطاوي. وقال إنه لو عرضت مسألة السلام مع الصهاينة واستقبال مسؤوليهم على
مجمع البحوث "لرفضها وأدان فاعلها".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تطبيع مجاني مدير
مركز يافا للدراسات الدكتور رفعت سيد أحمد قال للجزيرة نت إن الجرم الأكبر
الذي وقع فيه شيخ الأزهر والرؤساء العرب هو "حضورهم لهذا المؤتمر السياسي
الذي قدم تطبيعا مجانيا مع الصهاينة، تحت مظلة دينية تسمى حوار الأديان".
واعتبر مصافحة شيخ الأزهر "خيانة عظمى للإسلام والحقوق العربية".
وأضاف أن "مجمل فتاوى علماء الأزهر منذ
إنشاء الكيان الصهيوني وحتى عام 2008 أجمعت على أن التطبيع جريمة عظمى،
ورسالة الدكتوراه التي قدمها الشيخ طنطاوي تتضمن جزءا يقر بجرم التطبيع مع
الصهاينة".
أما الكاتب ومقرر لجنة الحريات بنقابة
الصحفيين المصرية محمد عبد القدوس فاعتبر أن شيخ الأزهر تعمد مصافحة
الرئيس الإسرائيلي ولم يضطر إليها "لأنه يقصد إهانة مشاعر المسلمين والعرب
في العالم كله".
وأضاف عبد القدوس للجزيرة نت أن طنطاوي
أسرف في مواقف كثيرة تستفز مشاعر المسلمين والعرب، وتستوجب في أقلها عزله،
لكنه عاد وقال إن بقاء طنطاوي مقرون ببقاء النظام الحاكم في مصر.
.......................
لا وألف لا للتطبيع مع العدو الصهيوني المغتصب