القصص والروايات

شئ ما






قصة : هشام أبو المكارم





-1-


نامت أصوات الجيران .. عم المكان هدوء لا أحبه لكنني
الليلة كنت انتظره .. أحضرت أدواتي وبدأت الحفر .. حاولت قدر استطاعتي ألا أصدر
صوتا .. لمزيد من الحيطة رفعت صوت الكاسيت حتي يغطي علي أي حركة تصدر رغما عني .. لو
صدقت تنبؤاته لن أضطر للحفر كثيرا.. العمق- وفق كلامه- لن يزيد عن متر واحد..
قاومت إحساسا عارضا بالتعب.. بصوت مبحوح رحت
أردد بعض أبيات الشعر التي أحفظها......





كان من
الحكمة ألا أخبرها بخطتي .. انتظار الأحلام يكون أحيانا سببا في ضياعها ..
المفاجأة ستكون مدوية .. ربما لا تحتمل وقع الخبر ..الأفضل ان أخبرها بالتدريج ..


تركت الفأس لألتقط أنفاسي .. اكتشفت أنني لم أصنع سوي
حفرة صغيرة فبدأت آمالي تتضاءل .. استجمعت قوتي .. مسحت العرق بطرف ثوبي ..ضربت
الأرض بالفأس فاصطدمت بجسم صلب .. اضطربت دقات قلبي .. واصلت الحفر بحذر حتي ظهر
حجر صغير ومدبب .. تأملته لبرهة ثم القيته جانبا ..





دقات علي بابي أصابتني بالفزع .. تحركت علي أطراف
أصابعي .. وضعت أذني علي الباب استرق السمع .. دقات أخري .. شخصان يتحدثان .. أحدهما
– أظنه صاحب البيت – يتحدث عني مؤكدا أنني لم أعد منذ الصباح .. شعرت ببعض
الطمأنينة وعدت الي مكاني ..





-2-


الحفرة تتسع شيئا فشيئا .. التراب الذي أخرجته منها صنع
هرما صغيرا .. بالأمس كنا في الأهرامات .. اختبئنا خلف أحجار الحضارة الضاربة جذورها
في عمق التاريخ وتعانقنا .. قبلتها فابتسم إله الحب وأشار لنا بيده وباركنا ..





الأمل ينمو داخلي .. أحلامي لا تصحو إلا في
الليل .. تتغذي علي صمته وتحيا علي شجنه واصلت
الحفر.. شقيقي الأكبر يتهمني دائما بالسلبية .. نظراته تشي بما في داخله .. رغم
أنه لم يحقق نجاحا يذكر إلا انه يراني
شخصا كسولا وعاجزا وغبيا .. طالبته مرارا بأن يكف عن انتقادي فرماني بنظرة احتقار
ولم يرد..


مرة أخري يكاد قلبي يتوقف .. الفأس عجزت
عن اختراق الأرض .. شيء ما يقاوم تقدمي .. يبدو أنني علي أبواب مدن الأمل .. تخليت
عن الفأس وبدأت أحفر بيدي ..الأرض تقاوم إصراري بقسوة .. انبطحت تماما حتي تصل
ذراعي الي العمق .. انكسر ظفري فصرخت .. سقطت قطرات من دمي فاختلطت بالتراب ..





بينما احاول منع الدم المتدفق من اصبعي لمحته ..
ضوء خافت بعيد ظهر في أعماق الحفرة للحظة ثم اختفي .. تناسيت ألمي .. جلست صامتا
احملق في العمق .. ربما خدعني بصري .. علي أن انتظر حتي يتحول شكي الي يقين ...





بدأ الشارع يستقبل المارة .. سمعت أصواتهم ووقع
أقدامهم فشعرت ببعض القلق ..


هاهو يظهر مرة أخري .. ومضة سريعة
لكنها واضحة .. حقيقة وليست خيالا ..


انتبهت الي الدم المنساب من إصبعي
.. قاومت آلامي وواصلت الحفر..








هشام أبوالمكارم


ديسمبر 2008

الشاعر الكبير / درويش الأسيوطى أجمل مافى هذا الصباح أننى وجدت إسمك هاهنا .. فلك من القلب كل الود والتقدير والاحترام .. ومرحباً بك فى دارك شباب العمار ونتمنى أن تثرى المنتدى بإبداعتك التى نشتاق إليها دائماً .. وشكراً لك على هذا النقل الجميل وشكراً للمبدع / هشام أبو المكارم .

سارعت بالدخول هذا الصباح للتعرف علي ابداع الاستاذ /درويش الاسيوطي لكن فوجئت ان القصه لكاتب اخر علي العموم في انتظار ابداعك وشكرا علي النقل والشكر ايضا للاستاذ /هشام ابو المكارم

حقاً انه من دواعي السرور

تشريفك استاذ / درويش الأسيوطي وننتظر منك المزيد

وتحية لكاتب القصة ومنتقيها

ودائماً ما نود أن يشرف المنتدى بكوادر أدبية أمثال حضرتكم

وبصدق هذا أجمل ما في هذا الصباح كما قال الأستاذ سميح

والله لو وضع النص في أعمال مسابقة مفتوحة للخليج العربي في القصة القصيرة

لاستخرجته من وسطهم وقلت نفس هشام ابو المكارم

ولكن لماذا قدم درويش قصة هشام ؟؟؟

سأجيب لاحقا

الأستاذ/ درويش الأسيوطى فى المنتدى !!!!!!!!!!!

انا مابشوفوش غير فى التليفزيون
يااااااااااااااااااااااااه
امال هو فين ؟