يوميات حد مبسوط جدااااا(الحلقة الثالثة)

دعوه للأديب م/مختار محمود بمتابعة قلم الأخت حنين لعله يثمر يوما مبدعه اؤكد تناولك الساخر علي نهج احمد رجب لكن الحلقه الثالثه جاءت أضعف نسبيا من الحلقه الاولي والثانيه وتأتي ضمن استراحه وتصحيح صحي بعد اتجاه صاعد في الحلقتين الاولي والثانيه ...بالتوفيق

رداً على ما قال أبو عبد الرحمن :

لكن الحلقه الثالثه جاءت أضعف نسبيا من الحلقه الاولي والثانيه وتأتي ضمن استراحه وتصحيح صحي بعد اتجاه صاعد في الحلقتين الاولي والثانيه ...بالتوفيق

ربما اتسعت دائرة الحوار على الكاتبه( المكان المفتوح والشخصيات تعددت ) وهذا ما جعل يوميات اليوم تبدو أقل من اليوميات الماضية لأن التركيز مفقود فى الأحداث والحوار متشعب

ولكن مازالت الكاتبة منتظمة داخل فكرتها وربما دخول المدرج يعيد تكثيف الحوار ويحدده

والله بصدق ياأخت حنين أمتعتيني بما تكتبين من يوميات ونتابع كل يوم الجديد ونحن معك حتى التخرج ومابعده من يومياتك مع الوظيفة الحكومية .

وفقك الله

شكرا يا باشمهندس

وهو يمكن الموضوع كمان ان الحلقة الثالثة كده انه انا كتبتها بسرعة شويه

اكتر من اللى قبلها ولكن الحلقة الجاية ان شاء الله تكون نااااااااااااااااار هههههههههه

اقتباس :

يومياتك مع الوظيفة الحكومية .

انا هعيش تعبانه طول عمرى يا باشمهندس شكلى كده

ألف شكر على مرورك العطر ده

والله انتم بجد أعطبتوا الموضوع رونق وشكل رااااااااااااائع

شرفتوه فعلا

بجد اليوميات جميلة دائما في تقدم
الي الامام

نشرت فى30/1/2001م فى الاهرام المسائى وفى ابريل2003م فى اخبار القليوبية قصة الرحايا تعتبر تقارب يومياتك فى الاجادة ن رغم ما احدثته من مشاكل مع السيد بعزق وشكوته لوالدى بعد معايرة السواقين له عما كتبت وغيره بالتأكيد

ودائما فى الصباح نبرات جرس المنبه العالية وكأنها دقات مطرقة ثقيلة فوق رأسى .. أقوم مفزوعا من أحلامى الجميلة ـ التى لا تتحقق ـ أزيح جثث أحلامى من على الوسادة متعجلا فى كل شىء حتى ألحق بدفتر الحضور والانصراف . دائما يصلنى سؤال زوجتى : سبت فلوس ؟! .. فإذا وجدت ما طلبته ودعتنى حتى الباب بأشواق حارة وسؤال عن ميعاد عودتى ورجاء بعدم التأخير وإلا .. تستكين على السرير مدعية التعب من حملها الأول .. أهرول إلى العربات مع الزملاء فى سباق نحو الدفتر ، والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم والفلاحين إلى حقولهم .. وأحمد يعلن عن بضاعته بالصفارة ويصيح : اللوز .. فأتطلع بشوق إلى اللوز فأجده الفول المدمس.

دائما الركاب المتكدسة بموقف العربات تتطلع لمدخل البلد بعيون متربصة للعربات القادمة كاستطلاع هلال رمضان .. عندما يلمحوها يبدأ مارثون الجرى بينهم ليفوز كل منهم بمكان فيها .. لا اعتراف بفتاة أو عجوز .. فقط اللحاق بالدفتر والمحاضرة .. نتكدس فى العربة كما يريد الأسطى بعزق وتلاميذه .. فنصير فيها كتل لحم بشرية متراصة على الكراسى ووقوفا ، ومع ذلك لا يتورع فى حشر أى راكب على الطريق بيننا فى العربة بدعاوى إنسانية ، وعندما يجدنا ننكرها عليه يردد كلمته المشهورة : فلوس وجدتها على الأرض أسيبها؟! .. حرام علىّ .. نتضاحك يأسا .. وبعد صراع نفسى طويل مع رفاق الكرسى فى محاولة لزيادة سنتيمتراتى فيه ، أو إيجاد وضع أفضل فى الكرسى بنظام عاشق ومعشوق مع دعاء يلهج به صدرى ولسانى بالوصول سالمين من وعورة الطريق ورعونة عفاريت الأسفلت من صغار السن فى سباقهم المحموم للفوز بالدور غير مبالين بأرواحنا .. وصلت بتنميل فى قدمى حتى صارت ككتلة خرسانية لا أقوى على رفعها من على الأرض ، والتهاب بالبواسير من حافة الكرسى الحديدية ، لينتهى الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر بالمواصلات الشاقة نحو الدفتر .. فيقسم السائقون المسافة القصيرة إلى لثلاث مسافات لزيادة الحصيلة من الركاب وإضاعة الوقت سدى فى السباق نحو الدفتر ، وما إن أصل لمكانه أجد دفتر التأخير فى انتظارى دون تقدير لصعوبة المواصلات وطول الطريق ووعورته .. أنزل للصيدلية مختزل الآمال فى رصيد الإجازات الضائع من خصم التأخيرات لأغوص فى دفاتر متعددة الأرقام لتذاكر اليوم السابق.

دائما يبدأ الصراع من منتفعى التأمين الصحى هادئا بعدما يطحنه الأرشيف وورقة الكمبيوتر والطبيب والأشعة والتحاليل بما فيها من طوابير وتزاحم ومحسوبية المعارف وثورة الباقى بقانون (اشمعنى) كرد فعل لقانون المحسوبية الوظيفى .. فأمتص غضبه من السابقين وخاصة الطبيب لأسباب عديدة منها رفضه تحويله للأخصائى أو إعطائه كمية من العلاج التى يطلبها غير مقدر تقيده بلوائح التأمين الصحى من متوسط قيمة التذكرة ومدة العلاج ونوعه : ممارس أم أخصائى أم استشارى أم خارج دليل الهيئة ، واضطرار بعض المنتفعين جبرا وطمعا لزيارة طبيب التأمين فى عيادته الخاصة ودفع قيمة كشف ليمنحه إجازة مرضية أو يكتب ما يريده من علاج حيث يستبدله معظمهم من الصيدليات الخارجية بمستحضرات تجميل وأدوية غير متوفرة دليل الهيئة التى تتحكم فيه أمور عديدة منها السعر الأقل فى الممارسات مهما تكن جنسية المادة الفعالة للأدوية وجودتها ، وعدم توريد بعض الشركات للتأمين لزيادة مديونياتهم لدينا مع قلة مواردنا والفشل فى إقرار قانون التأمين الصحى الجديد .. فالكل يكاد يجمع ظنيا بأن هناك خط إنتاج ثانى فى مصانع الأدوية لأدوية التأمين والمستشفيات.

دائما أحاول إجهاض تشككات المنتفعين من نظام التأمين ، وتبرئة نفسى من الإلحاح فى طلب خدمات غير متوفرة وسوء المعاملة .. وأحيانا من الزحام ومطالب المنتفعين التى لا تنتهى من الخدمات المفقودة . يبلغ السيل الزبد وأعاملهم كديكتاتور لا يرد له كلام أو تصرف رغم المكاتبات الداخلية التى تحث الموظفين على حسن معاملة الجمهور رافعين شعار (الزبون دائما على حق) حتى لو سبك أو عايرك أو من عليك ببعض الجنيهات المخصومة من راتبه لصالح التأمين الدائم التردد عليه للانتفاع منه شهريا أو شبهك أحدهم ببقال فى سوبر ماركت طبى أو حتى يهم بضربك مريض نفسية منهم.

دائما أحاول أن أطفو فوق المشاحنات عائدا للدفاتر متعددة الأرقام لأجد مشاغبات الزملاء للحد من ثورة جدالى مع الجمهور من التباحث عن نوعية الإفطار وميعاده وإصرار بعضهم على تناولى الشاى لعدة مرات رغم رفضى عند سؤالى عن ذلك فى ديكتاتورية مقبولة رغم ما يسببه لى من حموضة ، وأحيانا أضيق من مشاغباتهم وأدعوهم إلى الالتزام بجوار عملهم فى (الجريدة) أو الكمبيوتر مشروع المنحة الأمريكية فى محاولاتهم لزيادة مساحة الغزو الاقتصادى لنا ، ورغم أهميته العلمية فقد فشل القائمين عليه من الاستفادة من إمكانياته والاعتماد عليه كلية رغم إيعاز البعض لسبب الفشل إلى الصيادلة وأصحاب العهد الذى سيكشفهم ويكشف تلاعبهم فيها .. فيحاولوا التعتيم والتضليل فى معلوماتهم الدوائية ، فتتضارب نتائجه مع نتائج الدفاتر متعددة الأرقام.

دائما أتحسر على الدراسة العلمية والعملية الشاقة بكلية العلوم وسط رياح المجادلة وعواصف الجرعات الناقصة من شريط لكبسولتين مع المرضى ، وعلى التجارب العلمية المضنية والأمل فى العمل فى شركات البترول ومعامل الشركات الصناعية وسط إيثار الصيادلة المادى والمعنوى عنا بسبب النصف الدرجة المئوى فى مجموع الثانوية العامة الذى أبعدنى عن سلك الطب ، رغم تبسط البعض منهم طمعا فى الراحة على حسابنا .. فعملنا واحد ننجز أكثره والمكافأة متفاوتة .. ليمر اليوم كغيره يتخلله سؤال فى بعض أيامه عن الحوافز والإضافى والراتب لنجدها فى النهاية جنيهات هزيلة تبعث فى النفس السأم والحسرة على عمر ضاع سدى فى التعليم ، وتذوب تلك الجنيهات .. تتلقفها أيدى الديانة ، وتغرق فى محيط المطالب التى لا تنتهى .. لتكاليف الحياة القاسية ، حتى صار كل عمرنا مكرسا فى البحث عن سبل لقمة العيش دون التفكير فى غيرها فصرنا كماكينات متحركة لجمع المال .. أصبح يوم قبض الراتب أتعس أيام الشهر مع تزايد المطالب ، وتظل أزمة مصروف البيت كل شهر تطل بوجهها علينا وتستعصى عن الحل حتى من وزارة المالية .. ويمر اليوم طويلا فى انتظار الانصراف وقصيرا بالنسبة للأعمال المطلوب إنجازها نحن المتعاقدين .. فما زلت متعاقد منذ ثمان سنوات رغم قرار خمسة لسنة ألفين بتعيين المتعاقدين لأكثر من ثلاث سنوات .. ودائما يضمحل الأمل فى التعيين عند تجديد العقد كل أول سنة مالية بدعاوى كثيرة منها عدم وجود درجات شاغرة ، لا يوجد مسمى وظيفى لنا ، ودائما البند لا يسمح .

عند العودة يغازل السائق الركاب بالجلوس فى حقهم الطبيعى من الكرسى وعدم ضياع الوقت سدى فى انتظار الركاب الزيادة عن الحمولة الأساسية فى مقابل التخلى عن المطالبة بالقروش المتبقية من الأجرة والتى تمثل ربع قدرها ، ولكل راكب من الأحد عشر حق الفيتو فى الاعتراض على قانون السائق لمنع محاولاتهم لزيادة الأجرة مع وجود الركاب الزيادة أو حرصا منهم .. ويحاول الركاب العشر ترضية المعترض فى ظل أزمة الفكه التى يصورها السائق وتابعه على أنها أكبر من أزمة السيولة الحالية ، وعندما يسير الميكروباص على هذا النحو لا يتجاسر السائق على التقاط الركاب من الطريق صونا لوعده أو بالأصح خوفا من بطش ألسنتنا.

عند العودة مساءا للمنزل نتناول الغذاء أنا وزوجتى جوعى .. فيثقل الجسم ويضيع مشروع الخروج لتبادل الزيارات ولثقلها على نفسى .. فدائما تصيب بعض الزيارات زوجتى ـ وأنا بلا تصريح ـ بحالة من النقمة على شقتنا وأثاثنا وعيشتنا لما نراه من تفاوت المستوى بيننا وبينهم. وعندما تنشد زوجتى الحديث معى رغم اختزال مشاحنات المنتفعين قدرتى على الكلام من مناقشتهم فى نظام التأمين وجدواه فى العمليات والعلاج المزمن والمرض العابر إلى وصف جرعات العلاج وكتابتها وغيره حتى صار أحد الزملاء خفيف الظل يقرن اسمى بلقب ثلاث مرات بعد الأكل .. دائما .. دائما تردد زوجتى نفس الاسطوانة وكأنها فانوس كهربائى صينى متحدث .. حياتنا بهذه الصورة لا تنفع ، فإذا كان هذا حالنا بمفردنا فماذا سيأول إليه حالنا عندما نصير ثلاثة بمطالب زائدة وضرورية يجب أن نبحث عن دخل آخر .. ودائما أذكرها بالباقى من أقساط الزواج فى الظروف المادية الصعبة التى ستنتهى حتما ومطالبتها بحمد الله على حالنا والقناعة مع المحاولة لزيادة الدخل بلا فهلوة.

ودائما تهب رياح المشاحنات ثانية مع زوجتى ، وغالبا لا نصل لحل .. فأحاول إثارة مشاعرها وغيرتها فتصدنى بالمثل الشعبى (اللى خدته القرعة تاخده أم الشعور) .. فأوقف الكلام لهذا الحد وننام متظاهران ينشد كل منا الصلح من الآخر ، وأهرب إلى أحلامى مجمعا أشلاء جثثها وأغوص فيها متناسيا طرقات المنبه فوق رأسى فى الصباح فتدور الرحايا مرة ثانية.

هل بالضرورة أن أقول مررت من هنا؟؟؟

مختار محمود كتب:

هل بالضرورة أن أقول مررت من هنا؟؟؟

مرورك يشرف أى موضوع تمر به سيدى ويرفع من شأنه ويعليه وإن لم تمر فعلى درب من نقتدى؟وخلف من نسير؟؟؟؟

شكراً جزيلا لحضراتكم

وتعلقياتكم وأرائكم شىء أعتز بيه جدا

وربنا يسهل كده والواحد دماغه تروق ويكتب حاجاة جديده

إن شاء الله

شكرا مرة تانية