تاملات وتحليلات (1)

(أطفال داخلهم ساسة بارعون)"1"


مع إقبال الليل وإدبار النهار حينها كنت أطلُّ من شرفة الطابق الثانى "البلكونة"

على شجرتين أمام مدخل البيت الذى يفضى إالى مساحة خضراء واسعة ماوراء هاتين الشجرتين

لحظات ووجدت أختى الصغيرة التى تبلغ من العمر سبع سنوات وابن عمتى الذى لم يتجاوز الست سنوات

الإثنان أمسكوا بجذع إحدى الشجرتين وأخذا فى الدوران حوله .

وكانت الصغيرة هى التى تسبق الفتى فأخذ ينهرها حتى جعلته أمامها ثم توقفت الطفلة حتى دار الفتى وحيدا وحين

اقترب منها بدأت مجددا فى الجرى وبذلك أصبحت فى الأمام مرة أخرى وتكرر الموقف فنهرها الفتى فجعلته أمامها

مرة أخرى وتكررت الكرًّة أربع مرات وأنا أقف أرقب هذا الموقف عن بعد والذى يبدوا عاديا لكل من رآه .

ختى دخلا الإثنان مرة أخرى إالى البيت مهروليْن بمجرد أن عاد الغراب الذى كانا قد هدًّما عشه فى الصباح وسمعوا

صيحاته فى السماء .

هذه كانت التأملات اليكم بالتحليلات.....

لو تأملنا الأمر مليا سنجد ..أن الفتاة بخدعة بسيطة ظلت دائما فى المقدمة تسبق الفتى

ولكن هذا ماصوره له خيالها أما الحقيقة غير ذلك.

لو دققنا النظر حين قدّمت الصغيرة الفتى أمامها ظلت واقفة حتى أصبحت فى المقدمة مرة أخرى

نسيت أو قد تكون تناست أمرا خطيراألا وهو أن الطفل قد سبقها بدورة كاملة وحين كررت الكرة

يكون قد سبقها بدورتين كاملتين وهكذا ...حتى ولو ظلت فى المقدمة فهو الأسبق.

لو طبقنا هذا الكلام على مصر والدول المتقدمة لوجدناه متطابقا تماما مع هذا الموقف.

فمصر هنا هى الطفلة الصغيرة والدول المتقدمة هى الفتى ....

فحين وقع العالم فى الأزمة العالمية قالت أن الأزمة العالمية لم تؤثر على اقتصادها

أو انها أقل دول العالم تأثرا وتضررا بالأزمة ونسيت أن اقتصادها لا يساوى 1000000/1

من اقتصاد أقل دولة متقدمة

انها تضحك على نفسها أم تخدعنا.........!!!!!!!!!


تابعونا...........

:جففىب:

أطفال داخلهم ساسة بارعون(2)

وبعد أن انتهى المقام بالطفلين داخل البيت جذبت نظرى بعض الأنوار التى بدأت

فى الظهور التى كانت تخص حفل زفاف ابن عمى فى ذلك اليوم .

حيث كان المسرح مقام فى مساحة كبيرة يحدُّها من الخلف المساحة الخضراء التى تكلمنا عنها آنفاً

وعن شمالها بيت لم يكتمل بناؤه بعد حيث أنه يقتصر على العواميد والسقف فقط ,وهذا هو محل

التأمل هذه المرة.

كالعادة فى أى فرح الأطفال يلعبون وليس هناك من عيون ترقبهم إلا أن فعْل طفلة

لا تتجاوز الأربع سنوات جعلها محط الأنظار .

كانت الطفلة فى مدخل هذا البيت الذى يُفضى إلى ساحة الزفاف إلى ما امام المسرح

تلعب وحدها تاركة مجموعة من الأولاد التى يكبرونها سناً يلعبون بجانبها فى إحدى زوايا المنزل

الأمامية التى لم يكتمل بناؤها بعد .

وليس هذا ماجذب انتباهى .......................

أمّا ماجذب انتباهى فى هذه اللحظات هو كيفية لهو الطفلة مع نفسها

كانت الطفلة تروح وتغدو فى مدخل البيت كأنها كانت تداعب ظلُّها وتسابقه حيث أنها كانت

تجرى من داخل البيت حتى تصل إلى حافة المدخل ثم تتوقف ...............

أتدْرون لماذا تتوقف عند الحافة؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!

إنها كانت تتوقف لأنها حين كانت تصل إلى الحافة لا تجد ظلها التى كانت تداعبه

طبقا لمبدأالضوء والظل *حيث أن الضوء يسقط عليها من الأمام فيصبح خيالها وراءها

بالكامل .* ظانَّة أن ظلها قد سقط من على الحافة فتحزن ,حينها تنظر الطفلة وراءها فتجد ظلها

مازال وراءها فتفرح فتعود مرة أخرى لتسابقه وتداعبه مرة أخرى

بغض النظر عن أنها فازت فى المرة الأولى فهى لا يعنيها الفوز لكن يعنيها

مداعبتها مع ظلها اياً كانت النتيجة.

فجأة أطفئت الأنوار كعادة الأفراح فى تبادل الكرة بين الإضاءة والإظلام فإذا

حينها فقط جرت الطفلة إالى الأولاد الذين يكبرونها سنا ولاذت بهم حيث أن الذى منعها

من اللعب معهم كبر سنهم أو ربما حياءها الذى تزينت به من اللعب مع الذكور

علاوة على أنها غير قادرة على مجاراة الكبار لذلك آثرت اللعب مع ظلها.

وبمجرد أن أضيئت الأنوار تركت الأولاد مرة أخرى ليس لتداعب ظلها مرة أخرى ولكن

لتتجاوز الحافة بعد أن رأت الكبار يتجاوزونها لتكتشف امرين كانت قد أخطأت فى الإعتقاد

بهما من قبل ألا وهما:

1-أن الظل ماكان لينتهى عند الحافة أو أن يتجاوزها ويترك صاحبه.

2-أنه كان بإمكنها المضى قدما فى السباق دون الرجوع لنقطة الصفر مرة أخرى.

هذه كانت التأملات اليكم يالتحليلات من وجهة نظرى :

أمُّنا الغالية مصر تلعب دور الطفلة هاهنا أما الدول المتقدمة تلعب دور الأولاد

فإذا نظرنا لحالنا سنجد أننا بالفعل نداعب ظلنا بل وساعة العصارى دائما حيث يكون

خلفنا دائما وبذلك نكون قد سبقناه ويكون أطول منَّا وبذلك نكون قد قَهرْنا من هو أكبر

منا ونسينا فى النهاية أنه مجرد ظل ولكنننا تذكرنا ذلك حين مررنا بالأزمات الواحدة تلو الأخرى

حين لجأنا للكبار فتبين لنا أننا مازلنا صغاراً وماقهرنا أحد إلا فى مخيلتنا حينها انتقلنا من ساعة

العصارى إالى ساعة العشاء مباشرة فى ليلة المحاق ولكن استكمالا للتشبيه ....

الطفلة فطنت فى النهاية أنها كانت على غير الصواب وأنه أيضا كان بإمكانها أن

تستكمل السباق دون الرجوع إالى نقطة الصفر التى رجعت لها أكثر من مرة استبقاءاً

لمداعبة ظلها ..........

فهل لنا أن نتعلم من الطفلة ولا نعود للصفر مرة أخرى؟؟؟؟!!!!!!!!

انتهى..

انتظروا القادم "من داخل الفرح".........

متوجهين إلى بيت العريس حيث حفل الزفاف





الذى كان يقتصر على الزفة فقط وبعض من الأناشيد
الإسلامية .





وفى الطريق حان وقت المغرب فتوقف العريس لكى يصلى
المغرب ولحق ذلك الحدث





بعلم الجمع الذى كنت أمشى فيه فسمعت تلك الجملة
التى صكت أذنى وقرعت قلبى





من شخص لا أعرف أنًّى له أن يقول مثل هذه الجملة
فقال معلقا





على فعلة العريس الذى كيف له أن يخالف العرف
ويطبِّق الشرع ويمتثل لأوامر





نبيه صلى الله عليه وسلًّم!!!!!!!!!!








فقال "هو
الإسلام جديد فى البلد ولاإيه!!!!!!!!"





ومن باب العلم بالشىء
هذا هو نفس الفرح الذى قيل فيه للبشمهندس





أحمد السيد "مش كنت تقولنا عشان نيجى متوضيين"





عندما أدار الفرح
على الأناشيد الإسلامية وليس الأغانى المعتادة





التى لا يفهمها
العقل إن تدبر معناها بغض النظر عن حكم الدين فيها.











ليس هذا كل شىء
فقد كنت فى فرح آخر ولكن كان يوم "العزال"





وليس يوم
الزفاف وقد كنا كما يحدث نقف نستقبل الضيوف





وطبعا كان
هناك ال D&G محمولا على إحدى العربات وهو من العادات





المستحدثة يوم
العزال و من الطبيعى كانت توجد ماكينة توليد كهرباء لتشغيله





ولكن تعطلت هذه
الماكينة ثم حاول أحد الأشخاص تشغيلها مرة تلو الأخرى





وفى إحدى
المرات قال له أحد الواقفين جملة وهى





"سمِّ النبى "





وليست المشكلة
هنا فالكل يخطىء ويزل لسانه فرددنا عليه قوله





مصصحين إياه
بقولنا "سمِّ الله"





فرد علينا قائل
الجملة قائلا "ايه ياعم داأنا فى
فرح !!"








كانت هذه هى
التأملات فإليكم بالتحليلات





أمابخصوص الجملة الأولى "هوالإسلام جديد فى البلد""




ياسيدى
الفاضل سأرد عليك من ناحيتين :





أولا على ظاهر
معنى الكلام فالإسلام لايتقادم ياسيدى الفاضل مهما مرت





السنين ودارت
الأحوال





أما ثانيا من باطن الكلام





من قال لك ياسيدى
الفاضل أننا نطبق الإسلام فى بلدنا
وسأقتصر على





على مايحدث يوم الزفاف فما يحدث لايمت للإسلام بصلة ياسيدى
الفاضل





ومادمت لا تقدر
على تطبيق الإسلام فلا تعيب على من يستطيع





ولايخاف فى الله
لومة لائم فتلوم عليه وكأنه هو المخطىء.





وكأنًّ هؤلاء
الناس يعيدون كرًّة أهل القرية التى قُطعت أنف ملكهم





فأمر فقُطِّعت
أنوف أهل القرية وأصبحت عادة متوارثة فى الأجيال التالية





فأصبحت القرية
كلها بلا أنوف حتى زارهم رجل ذات مرة من بلد أخرى





وكان له أنف
طبعاً فحينما رأوه أهل القرية استنكروا عليه أن يكون له أنف





وأخذوا
يستهزءون به ويسخرون منه لأن الطبيعى عندهم أصبح عدم وجود





الأنف مع أن
الأصل وجود الأنف .





أمًّا بالنسبة
للجملة الثانية "ياعم داأنا
فى فرح"





هل الفرح يبيح
لنا أن نبدل المفاهيم ونغير فى الدين ونسمّى النبى_صلى الله عليه وسلم_





بدلا من





الله_ عز وجل_ هل من عاقل يقول ذلك .





وكأن الفرح كل
شىء فيه مباح والحرام يصير حلالا





بأى منطق وفى
ملة من هذا الكلام .








وقد كان فى
نيتى أن أتناول مايحدث فى الفرح من سلبيات
.





ولكن ماينم عنه
هاتان الجملتان يضع أيدينا على جوهر
المشكلة





ألا وهو قلة
الوازع الدينى لدينا وبعدنا عن الدين





وإتِّباع العرف
حتى لو كان خاطئاَ.





فهذه هى الجذور فلو قطعنا الجذور فمن أين تأتى
الفروع .








إنتظرونا فى
القادم ..............

الغالى أخويا أحمد عبد المجيد

أحسنت الفهم وأنا من أخطأ مكان الموضوع

وكنت بالفعل سأضع هذا الموضوع فى قسم آخر

ولكنى وجدته مناسبا بعض الشىء لما قد قدمت له

وهو"من داخل الفرح" ولكن كان هذا مجرد تأمل

سمعى لا يدل إلا على شىء واحد يعرفه الجميع

ولكن الجديد هو إرجاع نص الكلام إلى جذور

تنم عن فروع كثيرة تتكاثر كل يوم

وأنت فعلا محق فالعيب هنا فيى أنا وليس

فى فهمك إنه مجرد استثناء نتواصل بعده إن شاء الله

فى القادم "الخفايا الظاهرة".

وشكرا ليك على اهتمامك ولو لم تقل ذلك

لعلمت أنك ليس من يعلِّق على الموضوع

بل شخص آخر .

حبيب قلبى الدكتور إيهاب

لكل جواد كبوة

ولكل عالم هفوة

وفعلا أنا استنبطت المقولة الأخيرة

من هذه الحكمة التى كنت قد ذكرتها لى

فى الحوار إياه اللى كان على

غيار الريق زى عيش الفرن الطازج

على رأي أستاذنا الكبير مختار محمود

وشكرا على مرورك أخى الكبير.

الخفايا الظاهرة

الحلقة الأولى بعنوان

"دقائق مع نحلة"
نحلة وضعت رحالها على أعتاب

نافذة زجاجية ثم انتظرت برهة ثم حاولت الصعود على زجاج النافذة لكن ليس كالمعتاد فلم تصعد

بواسطة أجنحتها فى هذه المرة , ولكنها تقمصت دور النمل ففى المرة الأولى صعدت لربع طول

النافذة ثم سقطت ثم حاولت

مرة أخرى ولكنها سقطت مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت قد صعدت لنصف النافذة ثم سقطت

وفى المرة الثالثة وصلت لنصف المسافة أيضا ثم سقطت ولكنها هذه المرة

لم تسقط لنقطة البداية ولكنها حينما سقطت تداركت نفسها واستخدمت أجنحتها وطارت حتى

وصلت حيث كانت نصف المسافة وأكملت

حتى 3/4 المسافة ثم سقطت إلى نقطة البداية مرة أخرى

ثم حاولت الصعود مرات عديدة أخرى ولكنها لم تزد بعد ذلك عن 1/4 المسافة وتسقط حتى تعبت

وتوقفت عن المحاولة

. هذه كانت التأملات إليكم التحليلات:

الجانب الأول: تقمصت النحلة دور النملة كاملا فكانت تصعد من أرجلها

زحفا حتى تصل إلى مكان معين ثم تسقط ولم تستخدم جناحيها قط وفى المحاولة الثالثة لم تتقمص

دور النملة كاملا ولكنها

حينما أحست بالسقوط استخدمت جناحيها فارتفعت على غير ماعهدناه معها (نصف المسافة)

إلى 3/4 المسافة .

هذا بالضبط ما يحدث لأناس كثيرين حينما يتقمصون شخصيات غير شخصياتهم يستخدمون أدوات

وإمكانيات غير موجودة عندهم ويحمـلون أنفسهم مالا يطيقون فيحدث لهم كما حدث فى الثلاث

محاولات الأولى للنحلة فيسقطون فى نصف الطريق

فلا يستطيعون إكمال الطريق ثم يعاودون المحاولة بدئا من الصفر وهذا يحدث فى حالات التقمص

الكامل .

أما فى حالات التقمـص غير الكامل:قد يصل الشخص إلى نصف الطريق وعندما يشعر أنه على

وشك السقوط يستخدم إحدى إمكانياته الطبيعية التى وهبها الله له ولا يتصنعها فيكمل

إلى 3/4 الطريق

ثم

يسقط كما حدث للنحلة فى المحاولة الثالثة .....هل تعرفون لماذا سقط ؟لأنه تشتت بين شخصيته

الأساسية والشخصية المتقمـصة فسقط ولقد لاحظنا بعد أول محاولتين أنه كانت

هناك محاولات عديدة لم تكد تصل فيها النحلة إلى ربع المسافة ثم تبوء بالفشل ثم سرعان ما توقفت

عن المحاولة .

تعرفون لماذا؟! لأن النمل يتمتع بصبر جبلى ّأما النحلة فقد كانت تتصنع الصبر فسرعان ما غلبت

عليها طبيعتها فتعبت وملت ّ ثم توقفت عن المحاولة ..........



الجانب الثانى : لو طبقنا تجربة النحلة على محاولة تطوير التعليم فى

مصر سنجد أن مصرفى بداية الأمر تقمصت دور الدول المتقدمة تقمصا كاملا وفى ناحية واحدة فقط

فجلبت برنامج التعليم الأوروبى

وطبقته على التعليم المصرى دون أى تعديل ودون الإهتمام بالبيئة الثقافية التى وضع فيها البرنامج

فنجد أنها قطعت نصف المسافة فعندما لم تجد استجابة أو النجاح المرجو من البرنامج أدخلت بعض

التعديلات المتوافقة مع نظام التعليم المصرى فصعدت بمستوى الطالب حتى كادت تصل للقمة ثم

تشتّت الطالب فـفـشل البرنامج فما وصلت بالطالب لمرحلة الإبداع ولا تركته لما كان عليه


لكن ماذا لو استخدمت
النحلة جناحيها منذ البداية!!!


فائدة: لكل منا شخصيته المستقلة التى لديها من الإمكانيات ماتصل به الى مايريد فلا تشوش عليها

بشخصيات الآخرين لكن تعلم من الآخرين مايفيدك لعـلـك تحتاجه يومآ إن عجزت إمكانياتك عن

إنجاز ماتريد .

msz

فعلاً محديش بيلبس جلابية حد إلاّ وطلعت واسعة أو ضيقة عليه

مش مظبوطة

هذه الخاطرة ليست شبيهة سابقتها ..

انها من الماضى وتحليلاتها ممتزجة مع التأملات ..

أنها اشبه بذكريات الطفولة أقرب منها لهذه السلسلة .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"