مواج?ة ساخنة بين مصراوي وسفير سويسرا بأمريكا حول حظر المآذن (1) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 12/14/2009 11:08:00 AM
اجرى الحوار: د.أحمد غانم - أسئلة كثيرة دارت في ذ?ني عندما سمعت عن حظر بناء الماذن فى سويسرا.
تحاورت مع عدد من المسلمين وغير المسلمين الأمريكيين فوجدت أن الجميع لديه علامات استف?ام كثيرة مثلي.
لماذا سويسرا؟ ولماذا المآذن؟ ولماذا الان؟.
سويسرا البلد الذي ظل طوال تاريخه على الحياد في كل الحروب ?ل فقد حياده في معركة الثقافة مع الإسلام؟
وماذا سيكون رد فعل مسلمي أوروبا والعالم؟ وماذا يشكل قرار الحظر فى مستقبل أوروبا السياسي؟.
ولماذا سمحت دولة الحياد أن تغطى شوارع?ا بملصقات عنصرية ضد الإسلام؟.
أخذت كل علامات الإستف?ام للسفارة السويسرية بواشنطن حيث كان السفير ايرس سيزويلر واسع الصدر لكل التساؤلات حتى الشائكة من?ا.
و السفير ايرس سيزويلر يقف على قمة ال?رم الدبلوماسي السويسري فى أمريكا، و?و سياسي مخضرم شغل منصب رئيس لجنة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السويسرية، كما ان له خبرة طويلة فى الشئون العربية الإسلامية أيضا حيث عمل في غزة واسرائيل و بيروت واندونيسيا ويستطيع أن يف?م بعض الكلمات العربية حيث بدأ حديثة بتحية القراء بعبارة: السلام عليكم.
ولنبدأ الحوار
مصراوي: سعادة السفير ايرس سيزويلر سفير سويسرا فى أمريكا، شكرا لإعطائنا الفرصة للحوار معك مع علمنا بمدى انشغالك، فى البداية أحب أن أسألك بعض الأسئلة ليتعرف زوار مصراوي على الواقع الإسلامي فى سويسرا بشكل أعمق، سيادة السفير، ما ?و عدد مسلمي سويسرا؟
السفير ايرس سيزويلر: تبعا للاحصاء العام لسنة 2000 ?ناك حوالي 311000 شخص ل?م انتماء للإسلام يعيشون فى سويسرا،
الكثير من?م م?اجرين من تركيا والبوسنة وكوسوفو، و?ناك احصاءات اكاديمية غير حكومية تمت فى عام 2009 تشير إلى أن عدد مسلمي سويسرا الان ما بين 350000 الى 400000 مسلم.
مصراوي: و?ل الإعلان عن الديانة اجباري فى التعداد العام؟
السفير ايرس سيزويلر: كل مواطن عليه أن يسجل محل اقامته وبياناته مع حكومة الولاية وحين?ا يمكنه الافصاح عن ديانته، و?ذه البيانات تنقل لبيانات الحكومة الفيدرالية.
مصراوي: وما ?ي النظرة العامة التي ينظر ب?ا لمسلمي سويسرا، ?ل ينظر إلي?م كعنصر بناء فى المجتمع؟
السفير ايرس سيزويلر: مسلمي سويسرا جزء م?م من النسيج الإجتماعي والإقتصادي فى سويسرا، لقد انتعش الإقتصاد السويسري وخصوصا في عقود الستينات والسبعينات والثمانينات ولم تكن الأيدي العاملة السويسرية كافية لذا اضطرت شركات سويسرا أن تستعين بعمال أجانب من ايطاليا والبرتغال ثم من تركيا ودول الاتحاد السوفيتى القديم وأدى ذلك إلى توافد م?اجرين مسلمين استوطنوا سويسرا.
مصراوي: فلتسمح لي يا سيادة السفير أن أسألك عن حالة الإسلام السياسي فى سويسرا كي أتف?م مبررات حالة الخوف من الإسلام، سيادة السفير كم عدد العمليات الإر?ابية من مسلمين فى تاريخ سويسرا الحديث والقديم؟
السفير ايرس سيزويلر: ليست ?ناك أية حوادث.
مصراوي: اذا ربما حاول البعض وأج?ضت المخابرات السوبسرية خطط?م الإر?ابية.
السفير ايرس سيزويلر : المخابرات السويسرية تراقب الوضع عن كثب ولم تسجل أية مخططات أو دعوات تحريض على العنف أو تخريب من مسلمين ضد أي مصالح أو أ?داف سويسرية.
مصراوي: اذا لم تحدث أية حوادث ار?ابية من مسلمي سويسرا بل لم تسجل حتى أية دعوات تحريض على العنف فما ?و الخطر الذي يمثله مسلمي سويسرا والذي استدعى تصويت شعبي لتغيير الدستور؟
السفير ايرس سيزويلر: الحكومة السويسرية لم تعتقد أبدا أن المسلمين السويسريين يمثلون أي خطر على سويسرا بل على العكس فالغالبية العظمى من مسلمى سويسرا مواطنون صالحون ولا يخالفون قوانين الدولة.
مصراوي: اسمح لى سيادة السفير أن اعبر عن حيرتي الشديدة فإذا كان المسلمون مواطنون صالحون وليسوا دعاة عنف أو ار?اب ولا
يمثلون خطرا على الأمن القومي السويسري فبماذا تفسر التصويت على منع الماذن؟
السفير ايرس سيزويلر: سويسرا لدي?ا نظام سياسي فريد يسمى بـ "الديموقراطية المباشرة"، و?و يقوم على فكرة أن الناس - وليس الحكومة أو المحكمة - ل?م الكلمة الاخيرة.
?ناك العديد من الوسائل التي يمكن للناس أن تشارك مباشرة في عملية صنع القرار، ولكن أحد أ?م الوسائل ذات الصلة ?نا، ?و المبادرة الشعبية العامة.
و في ?ذه العملية، يقوم مواطن أو حزب بتجميع تفويض من مائة ألف ناخب لطلب إجراء تصويت على إقرار تعديل دستوري.
و ?ذا ما حدث، فقد قامت لجنة تتألف من بعض رجال الدين والسياسيين اليمينيين باقترح فكرة التصويت لحظر بناء ماذن جديدة ، لأن?ا رأت أن ?ذه الطرز المعمارية لا تتفق مع التراث الثقافي التقليدي لسويسرا، ونجحوا فى تجميع التوقيعات المائة ألف اللازمة، لذلك تعين على الحكومة أن تحيل الإقتراح إلى استفتاء عام.
في الوقت نفسه، فإن كلا من الحكومة والبرلمان أصدرا بيانات توضح أن?ما لا يؤيدان التعديل المقترح وحثت الحكومة الشعب بالتصويت "بلا" على المبادرة.
مصراوي: ?ذا يوضح كيف حدث الإستفتاء من الناحية القانونية ولكن لا يفسر مشاعر العداء للإسلام والتي دفعت 57% من الشعب لأخذ يوم عطلة ليذ?ب ويصوت ليحرم المسلمين من أحد حقوق?م المشروعة؟
السفير ايرس سيزويلر: نحن نتحدث عن الناس الذين صوتوا بالفعل وأنت لست بحاجة إلى أن تأخذ يوم عطلة فالإستقتاءات تتم في ن?اية الأسبوع ولا يمكن إنكارأن نتائج ?ذا التصويت الشعبي جاءت كانعكاس للمخاوف والشكوك التي توجد بين السكان في أوقات الأزمات الاقتصادية، والعولمة والتغيرات الكبيرة؛ وأيضا مخاوف من أن الأفكار الأصولية الإسلامية يمكن أن تؤدي إلى إنشاء مجتمعات موازية منعزلة عن بقية المجتمع وقوانينه و تقاليدة و ?ذه المخاوف يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ومع ذلك، فالمجلس الاتحادي الفيدرالي والأغلبية في البرلمان اجتمعوا على رأي مفاده أن فرض حظر على بناء المآذن ليس طريقة مناسبة لمحاربة التيارات المتطرفة.
مصراوي: شكرا سيادة السفير على تبيين أن ?ناك مخاوف حقيقية من الإسلام في سويسرا وان الأمر أعمق من مجرد منارات كما يصر بعض المسؤولين السويسريين الذين قالوا لي أن السبب الرئيسي ل?ذا الاستفتاء ?و الطبيعة المعمارية وكنت أتساءل كيف أن المآذن تشكل مخالفة معمارية وابراج الكنائس لا؟!
السفير ايرس سيزويلر: المسيحية ?ي عميقة الجذور في سويسرا، وموجودة ?ناك لأكثر من 1300 سنة، الكنائس تعتبر جزءا من التراث والثقافة السويسرية.
السكان المسلمين وصلوا مؤخرا فقط في السنوات الـ 25 الماضية، العديد من?م وجدوا مأوى في سويسرا خلال النزاع في يوغوسلافيا السابقة.
مصراوي: الملصقات التي غطت شوارع سويسرا كانت صادمة لمشاعر المسلمين لذا اسمح لي أن اسأل ?ذا السؤال الإفتراضي: ?ل كان يمكنأن تسمح الحكومة السويسرية لحزب شرعي يمارس السياسية طبقا للقوانين السويسرية أن يضع ملصقات معادية للسامية أم أن العالم وسويسرا كان سي?ب لتقديم قادة ?ذا الحزب للمحاكمة بت?مة جريمة الكرا?ية ومعاداة الي?ود ومعاداة السامية؟
السفير ايرس سيزويلر: دعونا لا ننسى شيئا واحدا: ما يقرب من 400000 من المسلمين سوف يستمرون في ممارسة معتقدات?م بحرية في أكثر من 200 مسجدا في سويسرا، وغرف للصلاة منتشرة في جميع أنحاء البلاد ويمكن الاستمرار في بناء المساجد الجديدة إذا أرادوا.
سويسرا لا تزال مجتمعا مفتوحا والحكومة السويسرية لن تسمح للمجتمع المسلم في سويسرا أن يتم عزله أو ت?ديده لذلك ليس ?ناك سبب للحديث عن جرائم الكرا?ية ومف?وم جرائم الكرا?ية ليست راسخة في سويسرا، ببساطة، لأنه لحسن الحظ، نحن لا نواجه ?ذه الظوا?ر إلا نادرا جدا في سويسرا، ولقد اعتمد التشريع الذي وافق عليه الشعب السويسري ايضا من خلال استفتاء مشابه لمنع الجرائم العنصرية، والقانون لا يميز بين مختلف الأقليات، جميع الأقليات محمية بموجب ذلك القانون.
مصراوي: إذا كنت تعتقد أن الحكومة السويسرية لن تسمح للمجتمع المسلم في سويسرا أن يتم عزله أو ت?ديده، فكيف تفسر قيام حكومتكم بالسماح لأحد الأحزاب السياسية التي يفترض أن?ا تقوم بممارسة السياسة وفقا للقانون السويسري بتغطية سويسرا المعروفة بكون?ا دولة محايدة بملصقات تمييزية عنصرية بعض?ا عرض رمزا للمسلمين "المآذنة" كصاروخ، وآخر لعب على اللون والعرق من خلال عرض خراف بيض تركل الخراف الملونة من منطقة البيض، أليس ?ذا يعتبر ت?ديدا لأقلية عرقية ودينية؟ أليست ?ذه الملصقات دليلا على الكرا?ية والعنصرية؟
السفير ايرس سيزويلر: ?ذه الملصقات ?ي بالأحرى تعبير عن بعض مخاوف، المخاوف من الإسلام السياسي المتطرف كما ترون بانتظام في وسائل الإعلام الدولية، لا أعتقد أن الملصقات دليل على الكرا?ية، وكما وضحت من قبل فان نظام الديمقراطية المباشرة يعطي الكلمة الأولي والاخيرة للشعب الذين يحق ل?م التصويت على مواضيع محددة.
وقبل التصويت دخلت مختلف الجماعات السياسية في مناقشات عامة للتأثير على النتيجة كل حسب رأيه.
مصراوي: ولكن لماذا لم تتدخل الحكومة لحظر ذلك الملصقات العنصرية؟
السفير ايرس سيزويلر: الحكومة غير راغبة في التدخل لأن الديمقراطية لا تعمل إلا عندما تكون حرية التعبير مضمونة و في حالة ملصقات المآذنة كانت ?ناك مناقشات قوية حول مدى ملاءمت?ا في سويسرا و قد تم منعه فى بعض المدن و لم يمنع في مدن أخرى اعتبرته تعبيرا عن حرية الرأي.
ماذا كانت ردة فعلك الشخصية لنتائج الاستفتاء كمواطن سويسري و ليس بوصفك أعلى مسؤول دبلوماسي؟
السفير ايرس سيزويلر: لقد فوجئت شخصيا من النتيجة، الحكومة السويسرية والغالبية العظمى من المنظمات السياسية والاجتماعية كانوا ضد ?ذا الحظر، كما أن 42.5% من الناخبين السويسريين يشاطرون رأي الحكومة والبرلمان أن التعديل المقترح للدستور لم يكن مفيدا لمحاربة التعصب الديني والأصولية.
مصراوي: الغالبية العظمى من الناخبين السويسريين لا يشاطرون حكومت?م نفس الرأي الرسمي. وأتساءل عما إذا كانت الحكومة المنتخبة انتخابا حرا تعلن رفض?ا للحظر كما سمعت منك كنوع من اللياقة السياسية ولكن موقف?ا الحقيقي ?و نسخة كربونية من الناخبين الذين انتخبو?م كون?ا حكومة ديمقراطية تمثل الأغلبية. ما رأيك؟
السفير ايرس سيزويلر: ?ذا افتراض خاطئ فليست الحكومة فقط وانما ايضا الغالبية من الأحزاب السياسية الرئيسية التي تمثل أكثر من ثلثي الناخبين السويسريين رفضت المبادرة الشعبية، وأوصت بالتصويت بـ "لا".
نظام الديمقراطية المباشرة في سويسرا يضع المواطن الفرد في موقف قوي جدا، و?ذا غالبا ما يؤدي إلى التناقض بين البرلمان والأحزاب السياسية الرائدة والشعب و?ذا شيء عادي في سويسرا.
في الجزء الثاني من الحوار:
- السفير ايرس سيزويلر يستش?د بأقوال الكاتب المصري علاء الأسواني.
- ما ?و مستقبل المساجد فى سويسرا.
- كيف ستواجه حكومة سويسرا ردود الأفعال الغاضبة.
- السفير ايرس سيزويلر يرد على طلبي بتغيير المنا?ج الدراسية السويسرية.
وأسئلة أخري ساخنة فى الجزء الثاني من المقابلة .. انتظرونا.