تــــدبر القــــرآن
قال تعالى : [ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ] . " النساء : 82 " .
وقال تعالى : [ الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ] . " الزمر : 22 " .
يقول الصحابة الكرام رضوان الله عليهم : ( كنا نسمع لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يقرأ القرآن أزيزاً كأزيز المرجل من بكاء ) .
يقول الإمام علي رضي الله عته : ( لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها ) .
معنى التدبر :
يقول الحسن البصري رحمه الله : قال : [ كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ] : " ص : 29 ". و تدبر آياته إلا إتباعه .. ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفاً وقد والله أسقطه كله ما ترى القرآن له في خلق ولا عمل .
المقصود من القراءة الكيف لا الكم :
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة . ( أي بسرعة وبدون تدبر ) .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها ، ورزقوا العمل بالقرآن .. ولقد تعلم عبد الله بن رضي الله عنهما سورة البقرة في ثمان سنين فلما ختمها نحر جزورا .
وسأل معينة على التدبــر :
1- الخوف من الله تعالى ، قال سبحانه : [ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ] " ق : 45 " [ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ] " طه : 1 ، 2 ، 3 " .
2- حصر الفكر أثناء القراءة بالقرآن وتفريغه من شواغل الدنيا .
3- التأدب بآداب التلاوة " الآداب القلبية والبدنية " .
4- اختيار الزمان المناسب والمكان اللائق بكتاب الله تعالى .
5- البدء بالاستعاذة والبسملة .
التدبر العملي وله طريقتان :
الأولــى : يكون حسب تسلسل الآيات باستخراج معانيها ومحاولة تطبيقها .
الثانيـــة : اختيار عنوان لموضوع وتتبع ما يتعلق بهذا الموضوع من الآيات القرآنية .