مقام الولى الشهيد

سنون كثيرة مرت ولم يفارقه الحنين الى قريته .. فالمصرى والعمارى خاصة كائن جغرافى ، مهما انتقل لمكان حتى ولو كان ارقي من الناحية الجمالية ويتمتع فيه بمقومات الحياة الرغدة و السعيدة .. إلا انه جغرافى النفس ( أو قل فقرى) يحن لجذوره.

بعد عشرات السنين قضاها فى الدول العربية والغربية لم يفارقه الحنين أبدا لزيارتها وربما قضاء باقى أيامه بها حتى استطاع بعد مدة طويلة ورغم تكالب المهام والوظائف عليه إن يستقطع بعض الوقت لزيارة قريته ومنزله الذى ابّى إن يبيعه فهو جذوره وعرق إباءه وأجداده .. كلما قربت المسافة تفور مشاعره .. مشاعر الحبيب المشتاق للارتماء فى حضن حبيبته .. رفض إن يدخل القرية بسيارته الفاخرة حتى لا تثير مشاعر الناس ويراه الناس من خلال فخامتها .. ركب كما كان يعتاد المواصلات من اقرب مدينة .. أول ما شده أنها نفس الميكربوص التى تركها تعمل من عشرات السنين ونفس عدد ركابها (4-4-4-2) ربما كانت خطة كريم حسن شحاتة !!.وان اختلف السائقين ، ربما كانوا أبنائهم أو عاملين عليها بالنسبة..تساءل فى نفسه:أين قانون المرور الذى تركه على وشك التنفيذ بسحب العربات التى مضى على عمرها عشرون عاما؟.. لم تأخذه الدهشة كثيرا فهو مظهر من المظاهر التى يحن إليها فى ذكرياتها بدلا من إن يستشعر البرودة وحده فى عربته الكبيرة !..زامله فى الكرسى الحديدى للعربة الرمسيس ضئيل البطانة ابن احد زملائه والذى تعرف عليه من شكله وسره إن يخبره إن يوم مقدمه هو اسعد أيام البلد لذكرى خالدة بها.. أخذته الدهشة الممزوجة بالفرحة وتساءل بشغف حار عن سبب ذلك : هل عاد المشمش لسابق عهده وعاد للبلد تاريخها ورمزها؟.. لقد ترك البلد وهو على وشك الاختفاء منها وحلول الجبلاوى فى الأسواق.. هل اجتمع أهلها على كلمة سواء فى أمورها دون إن تجد من يشذ...هل فاز فريقها القومى الذى لم يسمع عنه ببطولة دورى الجمهورية ..!!

اخبره إن اليوم هو مولد الولى الشهيد..الولى الشهيد؟!!..عندما خرج من البلد كان هناك ثلاث موالد فى البلد:النبوى والمغازى وأبو عجور..فمن يكون الولى الشهيد هذا؟.. احتواه الشغف والحيرة واخذ يستفسر عنه.. فتعجب من عدم معرفته به رغم سفره لم يكن بعيد الزمن عن نشأته.. مما حداه إن يطلب من السائق بعد افرغ حمولته إن يمضى بهما لمكان الاحتفال بمولد الولى الشهيد ومع دوران عجل الرمسيس يدور عقله عن مدى كرامات الولى الشهيد وما سبب استشهاده..هل قامت حروب فى غيابه مع دار الكفر؟..هل مات حريقا..أم غريقا؟..ولماذا لم تمنع كراماته عنه ذلك المصير؟!!..وإذا كان بهذه المكانة لماذا لم يروج صيته خارج مصر الى البلاد العربية خاصة مع وجود الثقافة النتية؟..مع اقتراب العربة من مكان الاحتفال المقام جاشت نفسه بالذكريات..فتسأل بهلع عن اسم ذلك الولى الشهيد..فاخبره بفخر انه الشيخ شعبان..شعبان شعبان..نعم فأنت تعرفه رغم إنكارك لذلك من دقائق..واخذ يسألنى بشغف هل عاصرت سيرته الطيبة وشهدت بعض كراماته العديدة..شعبان شعبان ولى وشهيد!! .. كاد رأسه إن ينفجر وهو يرى الناس من بلاد بعيدة تضرب بخيام عديدة حول مقام يلف الناس حوله ويتقربوا إليه بالمنح والعطايا ودعوات متمنين تلبيتها بشفاعته!!.. نعم أنها موضع مصرع شعبان وقبل سفره بشهر وتذكر تجارته المحرمة وترويج السموم على الناس وترويعهم حتى استثار رجال الشرطة أو تخطى حدوده معهم؟!!..فقتلوه وبمجرد قتله ثار بين الأهالى لغط هائل عن صلواته الدائمة وأمامته للناس فى بعض الأحيان وصوته البديع فى الأذان وعن تواجده فى الجلسات العرفية بين الناس وترحيب شخصيات هامة فى البلد بمجرد رؤيته وعن مجدعته فى انه لم يمد يده ليسرق احد من قريته ومن يشرب المخدرات فعليه الوزر وسيأتي بها من شعبان أو من غيره وان أرادوا القضاء عليها فعليهم بالرأس الكبيرة بدلا من الذيول وكليبه الشهير والذى رفض إن يراه بعد إن سمع عن بدايته بدعاء أو مقولة للشيخ الشعراوى تبعه صوره مع أغنية ذئاب الجبل وأقام بعض الناس صلاة الغائب له حينما اختلفوا عن قيام رجال الأمن بصلاة الجنازة عليه قبل دفنه أو دفنه بدونها خشية العواقب وتجمهر الاهالى.. وكيف اشترى احد الموسرين موضع مقتله ونصب فيه بناء ورصد تاريخه هو ووالديه ليمنع لغط الناس بدلا من إن تتمنى احد السيدات حال رؤيته مصروع برصاص الشرطة بما جنت فجور نفسه إن تصيبها هى الرصاص بدلا منه !!.. وسافر وكانت الأمور اهدأ نسبيا ..فكيف تحول البناء لمقام وضريح برداء اخضر يتبارك به الناس؟!! .. أمر السائق بارجعاه حيث تقف عربيته فى جراج المدينة وكلف ابن صديقه بان يتولى بيع بيت والده ويضعه فى صندوق نذور الولى الشهيد!!

معين السيد سعيد لن ينضب

مختار محمود كتب:: معين السيد سعيد لن ينضب

ورغم كونه معين لا ينضب

إلا انه متجدد المذاق

وطازج كانه قطر من الندى

لقد اختصرت الرؤية الواسعة فى عبارة يا استاذنا الجليل

م / مختار محمود هل المقصود بكلمة ( معين ) ملهم الاستاذ السيد سعيد أم الاستاذ عبد الغني عبده
...............
الاخ الفاضل الاستاذ السيد سعيد أخشى أن يصير بطل الحكاية مثل يغوث ويعوق ونسرا وهبل
تقبل مروري وتحياتي يا مالك قلمك وأفكارك

أشعر في بعض الابواب هنا انني ارد ردا وكأني فهمت سابقه على منحى مختلف او مخالف للجميع
واظن انني لا اجيد التعبير او الفهم

وعلى كلٍ
انا قرأت جملة المهندس مختار محمود وفهمتها على النحو التالى :
كلمة معين هنا رايتها ( من اعان الكاتب على كتابته )
وهي هنا تحمل تفسيرين :
الاول : المقصود به ملهم الاستاذ الفاضل السيد سعيد فدائما الهامه ومنابع قلمه لاتنضب.
الثاني: أنا رأيت ردكم (اقصد الاستاذ عبد الغني ) التالي للاستاذ سيد سعيد يضيف للنص ويكمل منحى اخر منه فاعتبرتك ( الاستاذ عبد الغني عبده ) هو المعين المقصود من كلام م مختار محمود .
ولكن يبدو انه شطط مني فدائما الكبار عودونا على ان الجملة قد تحمل معنيين احدهما تجريدي كما قيلت والاخرى عيانية تحمل خلفها مقصد بعيد كل البعد عن المجرد منه
( اعتذر عن اللخبطة اذا كنت شردت )
وتحياتي للاستاذ السيد سعيد
والمهندس مختار محمود
واخي الكريم عبد الغني عبده

واعتذاري للسيد/ السيد علام لان نصه لا يحتاج من يعينه عليه فهو اجمل وجمل الحكاية حتى وصلت بكل معانيها الرائعة فتحية له .

» أعمال صالحة تقوم مقام الحج والعمرة
» السر الأول: المصدر مقام الفاعل , الإثنين مجرى الجمع ..
» الشهيد الحى
» رسالة الى ام الشهيد
» محاكمة الشهيد يحيى عياش