[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ،
وبعدبإذن الله باقى الموضوع عقبات الشيطان السبعللإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله
أنـــــــا مـــــــ الـبــلـــــــد ــــــــــن دى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]العقبة الرابعة :
وهي عقبة الصغائر فكال له منها بالقفزان،****************وقال ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم، أو ما علمت بأنها تُكَفّر
باجتناب الكبائر، وبالحسنات، ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يُصِرَّ عليها، فيكون
مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالا منه، فالإصرار على الذنب أقبح منه،
ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب
ثم ضرب لذلك مثلا بقوم نزلوا بفلاة من الأرض فأعوزهم الحطب فجعل هذا يجيء بعود وهذا بعود حتى جمعوا حطبا كثيرا فأوقدوا نارا وأنضجوا خبزتهم فكذلك فإن محقرات الذنوب تجتمع على العبد وهو يستهين بشأنها حتى تهلكه.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::فإن نجا من هذه العقبة
بالتحرز والتحفظ، ودوام التوبة والاستغفار، وأتبع السيئة الحسنة، طلبه على:
أنـــــــا مـــــــ الـبــلـــــــد ــــــــــن دى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العقبة الخامسة :
وهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها،****************فشَغَلَه بها عن الاستكثار من الطاعات، وعن الإجتهاد في التزود لمعاده، ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات، وأقل ما ينال منه تفويته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية، ولو عرف السعر لما فوت على نفسه شيئا من القربات ولكنه جاهل بالسعر.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::فإن نجا من هذه العقبة
ببصيرة تامة، ونور هاد، ومعرفة بقدر الطاعات والإستكثار منها، وقلة المقام على
الميناء، وخطر التجارة، وكرم المشتري، وقدر ما يعوض به التجار، فبخل بأوقاته، وضن
بأنفاسه أن تذهب في غير ربح، طلبه العدو على:
أنـــــــا مـــــــ الـبــلـــــــد ــــــــــن دى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العقبة السادسة :
وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات،**************** فأمره بها وحسنها في عينه، وزينها له، وأراه ما فيها من
الفضل والربح ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبا وربحا، لأنه لما عجز عن
تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن
الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح، وبالمحبوب لله عن الأحب إليه، وبالمرضي عن الأرضى
له.
ولكن أين أصحاب هذه العقبة فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر
بهم في العقبات الأول.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::فإن نجا منها بفقه في
الأعمال ومراتبها عند الله، ومنازلها في الفضل ومعرفة مقاديرها، والتمييز بين
عاليها وحبيبيها، ومفضولها وفاضلها، ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من
أولى العلم، السائرين على جادة التوفيق، قد أنزلوا الأعمال منازلها، وأعطوا كل ذي
حق حقه.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::فإذا نجا منها لم يبق
هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لا بد منها، ولو نجا منها أحد لنجا منها
رسل الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عليه وهي:
أنـــــــا مــــــــالـبــلــــــــــدــــــــــن دى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العقبة السابعة :
تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير،**************** فكلما علَت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله، وظاهر
عليه بجنده، وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع والتحذير منه،
وقصد إخماله، وإطفائه؛ ليشوش عليه قلبه ويُشْغِل بحربه فكره، وليمنع الناس من
الانتفاع به، فيبقى سعيه في تسليط المبطلين من شياطين الإنس والجن عليه، ولا يفتر
ولا يني، فحينئذ يلبس المؤمن لأمة الحرب ولا يضعها عنه إلى الموت، ومتى وضعها أُسر
أو أُصيب، فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها؛ فإنه كلما جدَّ في الاستقامة
والدعوة إلى الله والقيام له بأمره، جد العدو في إغراء السفهاء به، فهو في هذه
العقبة قد لبس لأمة الحرب وأخذ في محاربة العدو لله وبالله فعبوديته فيها عبودية
خواص العارفين، وهي تسمى عبودية المراغمة، ولا ينتبه لها إلاّ أولو البصائر
التامّة، ولا شيء أحبَ إلى الله من مراغمة وليه لعدوه، وإغاظته له، وقد شرع النبي
صلى الله عليه وسلم للمصلي إذا سها في صلاته سجدتين وقال: إن كانت صلاته تامة
كانتا تُرغمان أنف الشيطان وفي رواية: ترغيماً للشيطان وسماها المرغمتين.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر، وعلى قدر
محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة، ولأجل هذه
المراغمة حُمد التبختر بين الصفين.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه
ولذته بكى على أيامه الأول.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::فتأمل هذا وتدبر موقعه، وعظيم منفعته، واجعله ميزانك تزن به الناس وتزن به الأعمال ؛ فإنه يطلعك على
حقائق الوجود، ومراتب الخلق، والله المستعان، وعليه التكلان.
أنـــــــا مـــــــالـبــلـــــــــدــــــــــن دى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]