شبـــاب العمـــــار
إضغط دخول وإدخل فورا
وإلا إعرف إن الفيسبوك هو اللي منعك
واحشتونا والله
شبـــاب العمـــــار
إضغط دخول وإدخل فورا
وإلا إعرف إن الفيسبوك هو اللي منعك
واحشتونا والله
شبـــاب العمـــــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 القرآن الكريم (معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) موضوع جميل جدااااااااا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الشوربجى
عماري متقدم
عماري متقدم
محمد الشوربجى


ذكر
عدد الرسائل : 189
العمر : 31
المكان : El-3amar
الحالة : الحمد لله
الهواية : moogrem
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
التـقــييــم : 0

القرآن الكريم (معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) موضوع جميل جدااااااااا Empty
مُساهمةموضوع: القرآن الكريم (معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) موضوع جميل جدااااااااا   القرآن الكريم (معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) موضوع جميل جدااااااااا I_icon_minitimeالأربعاء 03 نوفمبر 2010, 7:55 pm






الموضوع ده منقووووووووووول
بس انا حبيت اجيبه لينا هنا علشان نشوف ونعرف اهمية نبيينا وقرانا

القرآن
= = = = = = =

ما هو القرآن ؟

إنه كلام رب الأرباب ملك الملوك جبار السماوات والأرض .. إنه نداء الرب سبحانه وتعالى إلى عباده المؤمنين بل إلى الخلق والبشرية والناس كلهم أجمعين .

والله سبحانه وتعالى يقول :{ كتاب أُحكمت آياته ثم فُصلت من لدن حكيم خبير}منه سبحانه وتعالى هو الذي أهداه لنا ، وهو الذي أنزله على رسوله وهو الذي جعل فيه ما جعل من الهداية والنفع والفائدة وهو القائل جل وعلا : {وإنك لتُلقّى القرآن من لدن حكيمٍ عليم } .. { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا}

رسالة الله إلى البشرية نحن نعلم أن الإنسان إذا جاءته رسالة من شخصٍ يُعظمه أو يُقدره أو من إنسانٍ له عليه حقوق عظيمة وكثيرة ، أو له عليه حق الطاعة والاستجابة كما تأتي الرسالة من مدير الدائرة تعميماً أو توجيهاً ؛ فإنها تُقرأ مرة بعد مرة ، وإنها توضع نصب الأعين ، وإنها تُتخذ منهاجاً لابد من العمل به ، وإن الإنسان إذا جاءته مثل هذه الرسائل أولاها اهتماماً فأنزله من قلبه منزلة عظيمة ، وأودعها في عقله تفكيراً وتأملاً وتدبراً ، وأنزلها في حياته سلوكاً وتطبيقاً وعملاً .. والقرآن رسالة الله إلينا وكلامه لنا وتوجيهه وإرشاده وحكمه فينا سبحانه وتعالى .

وانظر إلى التعظيم أكثر وأكثر ؛ فإن الناقل لهذا القرآن هو جبريل أمين الوحي وعظيم الملائكة عليه السلام : { إنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين}

انظر إلى العظمة المتضاعفة ! انظر إلى المتلقي المبلغ - عليه أفضل الصلاة والسلام - خير الخلق وخاتم الرسل والأنبياء هو الذي تلقى القرآن كيف تلقاه لهفة ومحبة وشوقاً وحرصاً : { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيه } .. { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه }

كان من شدة تعلقه ومن عظيم حرصه - عليه الصلاة والسلام - يسابق الوحي ترداداً للآيات رغبة في حفظها في الصدر ، وينشغل به تلاوة وهو الذي أمره الحق سبحانه وتعالى كما في قوله جل وعلا : { وأُمرت أن أتلو القرآن }
وأمره الله - جل وعلا - فقال : {يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس }

فأي شيءٍ فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - دوّى بالقرآن شرقاً وغرباً ، وقرأه ليلاً ونهارا تهجّد به في جوف الليل ، وصدح به في وضح النهار ، علّمه الصحابة - رضوان الله عليهم - كما قال أُبي وكما قال ابن مسعود وكما قال غيرهم من الصحابة .

هذا ابن مسعودٍ يقول : " حفظت من فم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة من القرآن " ، وإذا برسول الله – صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ القرآن إماماً للمسلمين ، ثم يطلب منهم سماعه فيقول لابن مسعود : اقرأ عليّ القرآن ، فيقول : أقرأ عليك وعليك أُنزل ؟! فيقول : إني أحب أن أسمعه من غيري .

كان يحب تلاوته ويحب سماعه يشنف به الآذان ، ويُحيي به القلوب ، ويرّطب به النفوس ، ويهدي به البصائر ، ويقوّم به السلوك ، فكان لذلك جعله حياة الناس وحياة الأمة .

فما بالنا كتاب من ربنا ينزل به جبريل على خير الخلق - عليه الصلاة والسلام - ويصدح به النبي في الصحابة ، وتتناقله الأمة أجيالاً بعد أجيال ، يحمله الأئمة العدول والحفاظ الكرام والعلماء الأفذاذ ..كل ذلك يأتي إلينا نعمة من الله ومنّة من الله ، فما بالنا لا نقدّر النعمة قدرها ولا نعرف للمنة عظمتها هل ندرك تماماً هذه المعاني ونجعلها حيّة في قلوبنا .


معنى كلمة القرآن
= = = = = = =

هو كلام الله العزيز و النص الإلهي المنَّزل بواسطة الوحي على رسول الإسلام و خاتم النبيين محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه و آله ) بلغة العرب و لهجة قريش

و هو المعجزة الإلهية الخالدة التي زوَّد الله تعالى بها رسوله المصطفى ( صلى الله عليه و آله )

و هو الميراث الإلهي العظيم و المصدر الأول للعقيدة و الشريعة الإسلاميتين ، و الذي لا يُعْدَلُ عنه إلى غيره من المصادر مطلقاً .


تسمية القرآن
= = = = = = =

و القرآن اسم يطلق على كلام الله عز وجل المنزَّل على خاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه و آله ) خاصة ، و لا يسمى بذلك غيره ،

و هو اسم لمجموع ما هو موجود بين الدفتين و المشتمل على مئة و أربع عشرة سورة ، أولها سورة الحمد و آخرها سورة الناس ، " .. القرآنُ جملةُ الكتاب .. "

و كلمة " قرآن " مُصْطَلَحٌ إسلامي و حقيقةٌ شرعية استعملت في كل من القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف بالمعنى الذي ذكرناه .

لكن

يصح إطلاق " قرآن " على جميع القرآن الكريم و على السورة أو الآية الواحدة و حتى على بعض الآية . هذا و إن معنى القرآن في الأصل هو القراءة

القرآن : معناه القراءة في الأصل ، و هو مصدرُ قرأتُ ، أي تَلَوْتُ ، و هو المَرْوِي عن ابن عباس ، و قيل هو مصدرُ قرأتُ الشيء ، أي جَمَعْتُ بعضهُ إلى بعض .


هل القرآن مخلوق أم قديم !!!!
= = = = = = =

معنى الخلق في اللغة

قال العلامة اللغوي ابن منظور : الخَلْقُ في كلام العرب : ابتِداع الشي‏ء على مِثال لم يُسبق إِليه ، و كل شي‏ء خَلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه ، ﴿ ... أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ .

معنى الخلق في المصطلح الديني

لا يختلف معنى " الخلق " في مصطلح علماء الدين عن معناه اللغوي ، فالمقصود بخلق القرآن دينياً هو أنه مخلوقٌ بمعنى أنه حادث غيرُ قديم ، أي أنه موجود مسبوق بالعدم ، فهو كائنٌ بعد أن لم يكن ، أي أن الله عَزَّ و جَلَّ خلقه بعد أن لم يكن موجوداً .

و من يقول بعدم خلق القرآن يرى أن القرآن ليس بحادث ( غير مخلوق ) ، بل هو موجود غير مسبوق بالعدم .

مسألة خلق القرآن الكريم مسألة كلامية ترتبط بالعقيدة الإسلامية ، و هي من فروع أصل التوحيد و صفات الله عَزَّ و جَلَّ .

و لقد

أثيرت هذه المسألة بشكل واسع خلال عقود من الزمن في العصر العباسي ، و بلغ الصراع ذروته في عصر المأمون العباسي فأحدث الخوض في هذا الموضوع ضجة كبيرة و نقاشاً واسعاً استمر زمناً طويلاً أعقبته فتنة و محنة عمَّت العلماء و أصحاب الرأي في مختلف البلاد الإسلامية .

و رغم أن هذه المسألة ـ باعتبارها مسألة كلامية ـ كان لا بُدَّ لها من أن تناقش و تعالج بروح علمية خالصة و تبحث من خلال النقاش و الحوار العلمي ، و يُحتكم فيها إلى الأدلة و البراهين العقلية و الفلسفية و النصوص الدينية القطعية لحل عقدة النزاع و الاختلاف فيها ، إلا أن هذه المسألة أخذت منحى آخر ، و خرجت من دائرة الخلاف الفكري و أصوله ـ بعدما التزم المأمون العباسي القول بخلق القرآن ـ فأخذت طابعاً سياسياً ، كما و استُغلت هذه المسألة لإقصاء الخصوم السياسيين أو تصفيتهم ، فصارت مبرراً بيد السلطة للقضاء على حرية الفكر و العقيدة و حرية التعبير عنهما ، كل ذلك باسم الدين و باسم الدفاع عن العقيدة الإسلامية ، فصارت أشبه بحملة تفتيش لعقائد العلماء و أصحاب الرأي ، فامتُحن العلماء بسبب هذه المسألة المُتَعَمَّد إثارتها امتحاناً شديداً ، و كان السجن أو النفي و التشريد أو القتل مصير كل عالم لا يقول بمقالة المأمون من العلماء .


مسألة خلق القرآن تاريخياً

لو تتبعنا مبدأ طرح مسألة خلق القرآن تاريخياً لوجدنا أنها طُرحت لأول مرة من قِبَل النصارى ، فهي من المكائد التي حاكها أعداء الإسلام الصليبيون للتشكيك في عقائد المسلمين و زلزلة معتقداتهم ، و هذه الشبهة من اختراع الثُلَّة التي كانت تُعَشعِش في البلاط الأُموي ، و على رأسهم يوحنا الدمشقي .
و لقد طُرحت هذه الشبهة آنذاك من خلال المغالطة و التلاعب بالكلمات و معانيها المتعددة ، و من خلال الخلط بين المفاهيم و تشويهها بُغية الوصول إلى مزاعم باطلة ،

فتمَّ عرضها بالصورة التالية :

بما أن القرآن عَدَّ النبي عيسى بن مريم ( عليه السَّلام ) ( كلمة اللّه ) حيث قال : ﴿ ... إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ ... ﴾ فاستغل يوحنا الدمشقي هذه الآية لإثبات قِدَم " المسيح " ، فبثَّ الخلاف و الشك بواسطة هذه المسالة بين المسلمين عن طريق المغالطة ، فكان يسألهم : أ كلمة اللّه قديمة أم لا ؟
فإن قالوا : كلمة الله قديمة .

تعود إلى أهل الكتاب ما رواه ابن النديم في فهرسته قال : قال أبو العباس البغوي : دخلنا على " فثيون " النصراني و كان دار الروم بالجانب الغربي ، فجرى الحديث إلى أن سألته عن ابن كل
قال : ثبتت دعوى النصارى بأنّ عيسى قديم ، لأنّه كلمة اللّه حسب تعبير كتابكم .
و إن قالوا : لا ، أي أن كلمة الله ليست بقديمة .
قال : زعمتم إن كلامه مخلوق ( أي مختلق مكذوب على اللّه ) يريد به المعنى الآخر لكلمة " مخلوق " .
فكان يجعل المسلمين على مفترق طريقين باطلين :
و هكذا هيمن هذا الرجل الماكر على السُّذّج من الناس و جرَّ المحدِّثين إلى القول بأنّ القرآن قديم حذراً من أن يقولوا بأنه مختلق !

و قد غاب عنهم :

أوّلاً : أن نقيض قولهم : القرآن قديم ، هو كونه حادثاً ، و القول بالحدوث لا يترتب عليه أي فساد .

ثانياً: أن قولهم مخلوق ليس بمعنى " مختلق " ، أعني : ما يومي إليه قول القائل الذي حكاه سبحانه في كتابه : ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴾ ، بل بمعنى أن الله عَزَّ و جَلَّ خلقه و أنزله بعلمه على قلب سيّد المرسلين ، فلا فرق بين القرآن و سائر الموجودات في أنّ الجميع مخلوق له سبحانه .

فمسألة " خلق القرآن " هي في حقيقتها ليست إلاَّ واحدة من الشبهات و التشكيكات التي اخترعها أعداء الإسلام في العصر الأموي ثم اُعيد طرحها في أوائل القرن الثاني في عصر المأمون و امتدت هذه الفتنة إلى عصر المتوكّل العباسي و ما بعده .

فقد كان أحمد بن أبي دؤاد في عصر المأمون كتب إلى الولاة في العواصم الإسلامية أن يختبروا الفقهاء و المحدّثين في مسألة خلق القرآن ، و فرض عليهم أن يعاقبوا كلّ من لا يرى رأي المعتزلة في هذه المسألة .

و جاء المعتصم و الواثق فطبقا سيرته و سياسته مع خصوم المعتزلة ، و بلغت المحنة أشدّها على المحدثين ، و بقي أحمد بن حنبل ثمانية عشر شهراً تحت العذاب فلم يتراجع عن رأيه .
و لما جاء المتوكل العباسي نصر مذهب الحنابلة و أقصى خصومهم ، فعند ذلك أحس المحدّثون بالفرج ، و أحاطت المحنة بأُولئك الذين كانوا بالأمس القريب يفرضون آراءهم بقوة السلطان.

فهل يمكن عدّ مثل هذا الجدال جدالاً إسلامياً ، و قرآنياً ، لمعرفة الحقيقة و تبيينها ، أو أنّه كان وراءه شيء آخر .

ما يؤول إليه قبول أي واحد من القولين :

و لسائل أن يسأل : ما الفرق بين هذين الرأيين من حيث ما سيؤول إليه الأخذ بأي منهما ؟
و في الجواب نقول : إن من يقول بخلق القرآن يرى بأن القرآن كلام الله عَزَّ و جَلَّ ، و يرى أن كلام الله سبحانه و تعالى فعل الله .
لكن من يرى بأن القرآن غير مخلوق ـ أي غير مُحدث ـ يرى بأن القرآن قديم ، و لازم هذا القول كون القرآن أزلياً و هو مستحيل و باطل كما هو واضح ، حيث أنه لا أزلي إلا الله عَزَّ و جَلَّ .

قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) و هو يفسِّر الأمر التكويني : " ... يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ كَوْنَهُ : كُنْ ، فَيَكُونُ ، لَا بِصَوْتٍ يَقْرَعُ ، وَ لَا بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ ، وَ إِنَّمَا كَلَامُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَهُ وَ مَثَّلَهُ ، لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ كَائِناً ، وَ لَوْ كَانَ قَدِيماً لَكَانَ إِلَهاً ثَانِياً ... " .

لآيات القرآنية و مسألة خلق القرآن :
= = = = = = =

تُصرح الآيات القرآنية بأن كلام الله ( القرآن الكريم ) مُحْدَث ، و هو مخلوق لله عَزَّ و جَلَّ .
قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ .
و قال عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴾ .

ماهية كلام الله و منشأ الخلاف فيه :
= = = = = = =

لا خلاف بين المسلمين في أن الله عَزَّ و جَلَّ متكلم ، و لقد صرح القرآن الكريم بذلك في عدد من الآيات الكريمة ، كما في قول الله تعالى : ﴿ ... وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾. و قوله جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ .
لكن الخلاف في ماهية و حقيقة كلام الله عَزَّ و جَلَّ .

أما منشأ الخلاف في كلام الله ( القرآن ) فيعود إلى حدوث الخلط بين صفة " التكلُّم " التي هي من صفات الذات الإلهية ، و بين " كلام الله " الذي هو من الصفات الفعلية .
و لقد أجاد العلامة الفضلي ( حفظه الله ) في تبيين نقطة الخلاف هذه لدى ردِّه على القائلين بالكلام النفسي ، حيث قال : ... أن يكون مقصودهم من الكلام : التكلم .
و يفهم هذا من قولهم بأنه ( وصف ) .
و أقول هذا ، لأن الكلام بما هو أثر لا يمكن الاتصاف به ، أي لا يمكن أن يكون صفة للذات إلا إذا قلنا إن المراد به هو ( التكلم ) .
و لذا يقال : ( اللّه متكلم ) ، و لا يقال : ( اللّه كلام ) . و هذا هو الأقرب في تحليل و بيان مرادهم من الكلام النفسي .
و لكن على أساس هذا يشكل عليهم :
بان التكلم من الصفات الفعلية لا الذاتية .

و الفرق بين الصفة الفعلية و الصفة الذاتية هو
= = = = = = =

: أن الصفة الذاتية ( مثل القدرة و العلم و الحياة ) يستحيل اتصاف الذات الإلهية بنقيضها ، فلا يقال : ( اللّه عالم بكذا ) و ( ليس عالماً بكذا ) .
أما الصفات الفعلية ( مثل الخلق و الرزق ) فيمكن اتصاف الذات الإلهية بها في حال و بنقيضها في حال آخر ، فيقال : ( إن اللّه خلق كذا ولم يخلق كذا ) و يقال : ( إن اللّه رزق فلاناً ولداً ذكراً و لم يرزقه بنتاً ) .
و التكلم مثل الخلق و الرزق ، فانه يصح أن يقال : ( كلم اللّه موسى و لم يكلم فرعون ) و يقال : ( كلم اللّه موسى في جبل طور و لم يكلمه في بحر النيل ) .

ونخلص من هذا إلى :
أ ـ إن التكلم هو الصفة .
ب ـ أما الكلام فهو فعل من أفعاله تعالى يحدثه و يخلقه في الأجسام إذا أراد مخاطبة المخلوقين بالأمر و النهي و الوعد و الوعيد و الزجر و الترغيب ـ






عدل سابقا من قبل ♣MOURAD♣ في الخميس 1 يوليو - 0:12 عدل 1 مرات (السبب : التثبيت)



أسماء القرآن الكريم و ما هي معانيها
= = = = = = =
ذكر العلماء و المفسرون أسماءً عديدة للقرآن الكريم استخرجوها من نفس القرآن أو من الأحاديث الشريفة ، و هي :

1. القُرْآن: كما في قول الله تعالى : { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ، و معنى القرآن في الأصل هو القراءة ، قال العلامة الطبرسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : القرآن : معناه القراءة في الأصل ، و هو مصدرُ قرأتُ ، أي تَلَوْتُ ، و هو المَرْوِي عن إبن عباس ، و قيل هو مصدرُ قرأتُ الشيء ، أي جَمَعْتُ بعضهُ إلى بعض .

2. الكِتاب : كما في قول الله عزَّ وجلَّ : }ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{ ، و معناه كما قال العلامة الطبرسي ( رحمه الله ) : و هو مأخوذ من الجمع أيضاً ، يُقال : كَتَبْتُ السِقاء إذا جمعته بالخرز .

3. الفُرْقَان : كما في قول الله جَلَّ جَلاله : }تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا {
قال العلامة الطبرسي ( رحمه الله ) : سُمِيَ بذلك لأنه يُفَرِّقُ بين الحق و الباطل بأدلته الدَّالة على صحة الحق و بطلان الباطل .

4. الذِّكر : كما في قول الله عزَّ وجلَّ : }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ { ، قال العلامة الطبرسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) في معنى الذِّكر : و هو يحتمل أمرين ، أحدهما أن يريد به أنه ذكر من الله لعباده بالفرائض و الأحكام ، و الآخر أنه شرفٌ لمن آمن به و صَدَّقَ بما فيه ، كقوله سبحانه : }وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ {

5. النُّور : كما في قول الله عزَّ وجلَّ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا } .
6. الموعظة : كما في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } .

و لعل الصحيح أن ما عدا " قُرآن " مما ذُكرت من الأسماء ليست أسماءً خاصة بكلام الله العزيز الذي أنزله على رسوله الأمين محمد ( صلى الله عليه و آله ) بل إن بعضاً من الأسماء المذكورة كـ " الكتاب " يَصِحُّ إطلاقه على غير القرآن أيضاً ، فهو يشمل القرآن و غيره من الألفاظ المكتوبة بشرية كانت أو سماوية ، أما البعض الآخر من هذه الأسماء فيصح إعتبارها أوصافاً للقرآن الكريم ، أمثال : الفرقان و الموعظة و الذكر و النور ، و غيرها



الفرق بين القرآن و الفرقان
= = = = = = =
للفرقان

معانٍ متعددة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة نذكر أهمها :

المعنى الأول
مجموع القرآن الكريم ، كما في قول الله جَلَّ جَلاله : تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا .

سبب تسمية القرآن الكريم بالفرقان :
= = = = = = =
لسببين :

السبب الأول : لنزول آياته و سوره بصورة متفرقة ، و بشكل مغاير لغيره من الكتب السماوية التي أنزلها الله عَزَّ و جَلَّ على أنبيائه ( عليهم السلام ) ، و ذلك لأن الكتب السماوية الأخرى أنزلت كل واحدة منها دفعة واحدة مكتوبة في الألواح و الأوراق ، أما القرآن الكريم فلم يُنزَل كذلك و إنما تم تنزيله خلال عشرين عاماً على قلب الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) وحياً ، و لم ينزل مكتوباً و مجموعاً كغيره من الكتب السماوية ، فعَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : لِمَ سُمِّيَ الْفُرْقَانُ فُرْقَاناً ؟
قَالَ : " لِأَنَّهُ مُتَفَرِّقُ الْآيَاتِ وَ السُّوَرِ ، أُنْزِلَتْ فِي غَيْرِ الْأَلْوَاحِ ، وَ غَيْرُهُ مِنَ الصُّحُفِ وَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ أُنْزِلَتْ كُلُّهَا جُمْلَةً فِي الْأَلْوَاحِ وَ الْوَرَقِ .

السبب الثاني : لأنه كتاب يميِّز بين الحق و الباطل ، قال العلامة الطبرسي ( رحمه الله ) : " سُمِيَ بذلك لأنه يُفَرِّقُ بين الحق و الباطل بأدلته الدَّالة على صحة الحق و بطلان الباطل " .

و قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : " الْفُرْقانَ : أي الكتاب الجامع لكونه فارقاً بين الحق و الباطل ، و ضياءً يُستضاء به في ظلمات الحيرة و الجهالة ، و ذِكرا يتَّعظ به المتقون " .
و قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : " الفرقان : القرآن ، و كل ما فُرِّقَ به بين الحق و الباطل فهو فرقان "، كما في قول الله عَزَّ و جَلَّ : { وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ،} و كذلك في قوله جَلَّ جَلالُه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ .}

المعنى الثاني
المراد بالفرقان الآيات المحكمات ، و هو معنى أخص من المعنى الأول ، فقد سُئلَ الإمام جعفر بن محمد الصادق عَنِ الْقُرْآنِ وَ الْفُرْقَانِ أَهُمَا شَيْئَانِ أَوْ شَيْ‏ءٌ وَاحِدٌ وقَال أيضا " الْقُرْآنُ جُمْلَةُ الْكِتَابِ ، و الْفُرْقَانُ الْمُحْكَمُ الْوَاجِبُ الْعَمَلِ بِهِ " .


ما الفرق بين القرآن الكريم و القرآن المجيد ؟
= = = = = = =
رغم تعدد العنوان المكتوب على المصاحف الشريفة الموجودة بأيدي المسلمين ، حيث نرى بأن قسماً كبيراً منها مكتوب عليها " القرآن الكريم " ، و قسماً آخر منها ـ خاصة المطبوع في البلاد غير العربية ـ مكتوب عليها " القرآن المجيد " فهما كتاب واحد لا فرق بينهما من حيث المحتوى و الآيات و السور أبداً ، و إنما الفرق في العنوان فقط ، و ذلك من حيث الوصف المضاف إلى كلمة " القرآن " ، و كلمتا الكريم و المجيد هما صفتا القرآن ، و هاتان الصفتان مأخوذتان من القرآن نفسه ، حيث وُصف بهما هكذا .
قال الله عَزَّ و جَلَّ : } إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{ .
و قال جَلَّ جَلالُه : } بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ { .




نزَل الله القرآن باللغة العربية
= = = = = = =
لماذا!!!!!

مما يثار حول القرآن الكريم من الشبهات هو : إذا كان القرآن كتاباً لكل البشرية ، فلماذا أنزله الله باللغة العربية ، و لم ينزله بلغة أخرى غيرها ؟

الجواب نقول : من الواضح أن نزول القرآن ـ كغيره من الكتب السماوية ـ كان لا بُدَّ أن يكون بلغة من اللغات الحية التي يتكلم بها الناس عصر نزول القرآن ، و اللغة العربية كانت إحدى أهم تلك اللغات .

و من الواضح أيضاً أنه على أي لغة أخرى ـ غير العربية ـ كان يقع الاختيار فإن هذه الشبهة كان يمكن طرحها ، و حينها كان يقال : لماذا نزل القرآن بهذه اللغة ، قال الله عَزَّ و جَلَّ :} وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ { .

هذا من جهة ، و من جهة أخرى ، فإن أي كتاب سماوي ينبغي أن ينزل بلغة الرسول الذي ينزل عليه ذلك الكتاب ، ليتمكن من التعامل معه بصورة طبيعية ، و من هذا المنطلق كان من الطبيعي اختيار اللغة العربية دون غيرها من اللغات ، حيث أنها اللغة التي كان يتحدث بها النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) ، كما و أن أي رسول لا بُدَّ و أن يتحدث بلسان القوم المرسَل إليهم ، أو المبعوث فيهم ، و لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأمر حيث قال : } وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { ، فكان من الطبيعي أن يتم نزول القرآن باللغة العربية التي هي لغة النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) ، و لغة قومه الذين يعيش معهم ، لكن اختيار لغة قوم الرسول لا يدل على انحصار الدعوة في من يتكلم بتلك اللغة ، خاصة و أن الأدلة القاطعة تثبت خلاف ذلك .

هذا مضافاً إلى أننا لا نشك في أن نزول القرآن باللغة العربية دون غيرها من اللغات لم يكن عفوياً ، بل كان لأسباب دقيقة ، و هو بكل تأكيد اختيار حكيم لأنه من قِبَلِ رب العالمين ، و نحن نؤمن بوجود الحكمة في هذا الاختيار سواءً تبيَّنت لنا أسبابه أم لم تتبين .

أضف إلى ذلك أن خصائص اللغة العربية و قابليتها الحيوية و مرونة تعبيراتها و سعتها و ما إليها من مميزات من حيث الاشتقاق الصرفي ، و الإيجاز ، و الخصائص الصوتية ، و إمكانية تعريب الألفاظ الواردة ، تجعل اختيارها لغة للقرآن الكريم هو الخيار الصحيح .

و من جانب آخر فأن اللغة العربية ـ كما جاء في الأحاديث ـ هي لغة عدد من الأنبياء العظام السابقين ( عليهم السلام ) ، و قد كانوا يتكلمون بها ، و لقد جاء في بعض الروايات أن خَمْسَة أنبياء مِنَ الْعَرَبِ : هُودٌ وَ صَالِحٌ وَ شُعَيْبٌ وَ إِسْمَاعِيلُ وَ مُحَمَّدٌ ( عليهم السلام ) ، و أن لغة النبي آدم ( عليه السَّلام ) حينما كان في الجنة كانت العربية ، حيث أنها لغة أهل الجنة ، و ستكون العربية لغتهم التي يتكلمون بها في الجنة ، فكل هذه الأمور مما ترجح و تدعم إختيار اللغة العربية لأن تكون لغة للقرآن الكريم .


متى نزل القرآن ، و كم استغرق نزوله ؟
= = = = = = =

بُعث محمدٌ ( صلى الله عليه و آله ) نبياً في يوم الاثنين السابع و العشرين من شهر رجب عام ( 13 قبل الهجرة ) و اقترنت بعثته بنزول خمس آيات من القرآن ، و هي الآيات الأولى من سورة العلق ، أي : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } .

أما نزول القرآن باعتبار كونه كتاباً سماوياً و دستوراً إلهياً فلم يبدأ إلا بعد مضي ثلاث سنين من بعثته المباركة ، و عليه فبداية نزول القرآن الكريم كانت في ليلة القدر الثالث و العشرين من شهر رمضان المبارك من عام ( 10 قبل الهجرة ) بمكة المكرمة .

و القرآن الكريم يصرح بنزوله في شهر رمضان و في ليلة القدر :

1. قال الله عَزَّ و جَلَّ : }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {.
2. قال عَزَّ مِنْ قائل : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ .
3. قال جَلَّ جَلالُه : }حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ { .

و لقد استغرق نزول القرآن عشرين عاماً أي من السنة ( 10 ) قبل الهجرة و حتى السنة ( 11 ) بعد الهجرة ، لأنه كان ينزل نجوماً في فترات و ظروف و مناسبات خاصة تعرف بأسباب النزول .

فَعَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( رضى الله عنه) ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى { وَ إِنَّمَا أُنْزِلَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً بَيْنَ أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ
فَقَالَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : " نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً " .

و كان آخر ما نزل على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) هو قول الله عزَّ و جلَّ : }حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{ و ذلك في شهر ذي الحجة من العام ( 10 ) الهجري و هو في طريق عودته من حجة الوداع إلى المدينة المنورة .


ما هو أول ما نزل على النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) من القرآن الكريم
= = = = = = =
البعثة النبوية و نزول القرآن :

بُعث محمدٌ ( صلى الله عليه و آله ) نبياً في يوم الإثنين السابع و العشرين من شهر رجب عام : 13 قبل الهجرة ، و اقترنت بعثته بنزول خمس آيات من القرآن ، و هي الآيات الأولى من سورة العلق ، أي : } اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ { ، فهذه الآيات هي أول ما أنزله الله عَزَّ و جَلَّ على نبيه المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) من القرآن الكريم .

جاء في تفسير الإمام الحسن العسكري : قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) لَمَّا تَرَكَ التِّجَارَةَ إِلَى الشَّامِ وَ تَصَدَّقَ بِكُلِّ مَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ تِلْكَ التِّجَارَاتِ كَانَ يَغْدُو كُلَّ يَوْمٍ إِلَى حِرَاءَ ، يَصْعَدُهُ وَ يَنْظُرُ مِنْ قُلَلِهِ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ إِلَى أَنْوَاعِ عَجَائِبِ رَحْمَتِهِ وَ بَدَائِعِ حِكْمَتِهِ ، وَ يَنْظُرُ إِلَى أَكْنَافِ السَّمَاءِ وَ أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ الْبِحَارِ وَ الْمَفَاوِزِ وَ الْفَيَافِي فَيَعْتَبِرُ بِتِلْكَ الْآثَارِ وَ يَتَذَكَّرُ بِتِلْكَ الْآيَاتِ وَ يَعْبُدُ اللَّهَ حَقَّ عِبَادَتِهِ ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَ نَظَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى قَلْبِهِ فَوَجَدَهُ أَفْضَلَ الْقُلُوبِ وَ أَجَلَّهَا وَ أَطْوَعَهَا وَ أَخْشَعَهَا وَ أَخْضَعَهَا ، أَذِنَ لِأَبْوَابِ السَّمَاءِ فَفُتِحَتْ وَ مُحَمَّدٌ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، وَ أَذِنَ لِلْمَلَائِكَةِ فَنَزَلُوا وَ مُحَمَّدٌ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَ أَمَرَ بِالرَّحْمَةِ فَأُنْزِلَتْ
عَلَيْهِ مِنْ لَدُنْ سَاقِ الْعَرْشِ إِلَى رَأْسِ مُحَمَّدٍ وَ غُرَّتِهِ ، وَ نَظَرَ إِلَى جَبْرَئِيلَ الرُّوحِ الْأَمِينِ الْمُطَوَّقِ بِالنُّورِ طَاوُسِ الْمَلَائِكَةِ هَبَطَ إِلَيْهِ وَ أَخَذَ بِضَبْعِهِ وَ هَزَّهُ ، وَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اقْرَأْ .
قَالَ : وَ مَا أَقْرَأُ ؟
قَالَ : يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ .

ثُمَّ أَوْحَى إِلَيْهِ مَا أَوْحَى إِلَيْهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْعُلُوِّ ، وَ نَزَلَ مُحَمَّدٌ ( صلى الله عليه و آله ) مِنَ الْجَبَلِ وَ قَدْ غَشِيَهُ مِنْ تَعْظِيمِ جَلَالِ اللَّهِ ، وَ وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ كَبِيرِ شَأْنِهِ مَا رَكِبَهُ الْحُمَّى ... " .
وَ رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " أَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، وَ آخِرُهُ : إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ "

أقوال أخرى في أولى الآيات النازلة من القرآن :

ذكر المحدثون و المفسرون أقوالاً أخرى في الآيات الأولى النازلة من القرآن الكريم على النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) :
1 ـ سورة العلق : لأن نبوة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) بدأت بنزول ثلاث أو خمس آيات من أول هذه السورة ، .
2 ـ سورة المدَّثر : لما رُوِيَ عن إبن سلمة ، قال سألت جابر بن عبد الله الأنصاري ، أيُّ القرآن أنزل قبل .. قال : { يا أيها المدثر } .قلت : أو { إقرأ باسم ربك } قال أحدثكم ما حدثنا به رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " إني جاورت بحراء ، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي ، فنظرت أمامي و خلفي و عن يميني و شمالي ، ثم نظرت إلى السماء فإذا هو ـ يعني جبرائيل ـ فأخذتني رجفة ، فأتيت خديجة ، فأمرتهم فدثَّروني ، فأنزل الله : { يا أيها المدثر قم فأنذر } .
3 ـ سورة الفاتحة : قال الزمخشري : أكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل .
وَ رَوى عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنه قال : " سألت النبي ( صلى الله عليه و آله ) عن ثواب القرآن ، فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء ، فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ، ثم اقرأ باسم ربك ، ثم ... " .

الجمع بين الأقوال الثلاثة

قال أستاذنا العلامة المحقق الشيخ محمد هادي معرفة ( رحمه الله ) بعد ذكر الأقوال الثلاثة :

و بعد فلا نرى تنافياً جوهرياً بين الأقوال الثلاثة ، نظراً لأن الآيات الثلاث أو الخمس من أول سورة العلق إنما نزلت تبشيراً بنبوته ( صلى الله عليه و آله ) و هذا إجماع أهل المِلَّة ، ثم بعد فترة جاءته آيات ـ أيضاً ـ من أول سورة المدثِّر ، كما جاء في حديث جابر ثانياً .


سورة الفاتحة
= = = = = = =
أما سورة الفاتحة فهي أولى سورة نزلت بصورة كاملة ، و بسِمَة كونها سورة من القرآن كتاباً سماوياً للمسلمين ، فهي أول قرآن نزل عليه ( صلى الله عليه و آله ) بهذا العنوان الخاص ، و أما آيات غيرها سبقتها نزولاً ، فهي إنما نزلت لغايات أخرى ، و إن سجلت بعدئذ قرآناً ضمن آياته و سوره .

و من هنا صح التعبير عن سورة الحمد بسورة الفاتحة أي أول سورة كاملة نزلت بهذه السمة الخاصة . و هذا الاهتمام البالغ بشأنها في بدء الرسالة ، و اختصاص فرضها في الصلوات جميعاً ، جعلها ـ في الفضيلة ـ عدلاً للقرآن العظيم : وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ . فقد امتنَّ الله على رسوله بهذا النزول الخاص تجاه سائر القرآن .
نعم لو إعتبرنا السور بإعتبار مفتتحها فسورة الحمد تقع الخامسة ، كما جاء في رواية جابر بن زيد .


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
= = = = = = =
إن آخر ما نزل على رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) من القرآن الكريم كسورة كاملة فهي سورة النصر ، فقد رُوِيَ عَنِ الإمام علي بن موسى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ الإمام موسى بن جعفر أنَّهُ قَالَ : " أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ... ﴾ ، وَ آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ : بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾.
قال مقاتل لما نزلت هذه السورة ـ أي سورة النصر ـ قرأها على أصحابه ففرحوا و استبشروا ، و سمعها العباس فبكى ، فقال ( صلى الله عليه و آله ) : " ما يبكيك يا عم " ؟
فقال : أظن أنه قد نعيت إليك نفسك يا رسول الله !فقال : " إنه لكما تقول " .فعاش بعدها سنتين ، و ما رئي فيهما ضاحكا مستبشرا . قال و هذه السورة تسمى سورة التوديع .

أخر آية نزلت علي رسول الله صل الله عليه وسلم :

قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع وبعدها نزل قول الله عز وجل :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "

آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق هي قوله تعالى (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) الآية رقم281 سورة البقرة هذه الآية نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بتسع ليال ثم لم ينزل بعدها شيء , قاله ابن جريج . وقال ابن جبير ومقاتل : بسبع ليال . وروي بثلاث ليال . وروي أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه عليه السلام قال : ( اجعلوها بين آية الربا وآية الدين ) .

أما آخر ما نزل من القرآن الكريم باعتباره آية ، فهو قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ ، و تُعرف هذه الآية بأية الإكمال


هل القرآن خاص بالعرب ، أم هو لجميع أفراد البشر ؟
= = = = = = =
لا شك في أن القرآن الكريم هو كتاب الله عَزَّ و جَلَّ الذي أنزله ليكون دستوراً لجميع أفراد البشر على مختلف لغاتهم و ثقافاتهم و ألوانهم من دون تمييز ، و هذا الأمر ليس إدعاءً ، بل هو حقيقة تؤكده الكثير من آيات القرآن الكريم .


القرآن كتاب مُرسل إلى البشرية
= = = = = = =
بالتدبر في كثير من آيات الذكر الحكيم نعرف أن كثيراً من الآيات القرآنية تدل صراحة على أن القرآن الكريم ليس ـ كما يتصور البعض ـ كتاباً خاصاً بالعرب ، بل هو كتاب عام خاطبَ به الله عَزَّ و جَلَّ جميع أفراد النوع الإنساني ، و هو المنهج الإلهي الكفيل بإسعاد الإنسان أسوده و أبيضه ، عربيِّه و أعجميِّه ، شرقيِّه و غربيِّه ، حيث أننا نجد الخطاب الإلهي في كثير من الآيات خطاباً عاماً و شاملاً ، و غير محدود بحدود إقليمية أو لغوية أو قومية أو عرقية ، و لا محصور داخل أُطر ضيقة .

نعم أننا نجد ـ خلافاً للتصور المذكور ـ أن الصبغة العامة للخطابات القرآنية هي عمومية الخطاب و شموليته في الغالب ، فكثيراً ما نجد القرآن الكريم يخاطب العقلاء جميعاً من دون استثناء أو تمييز كما في توجيهه الخطاب لأولي الألباب من دون التعرض للغتهم ، و كذلك لدى توجيهه الخطاب للإنسان ، أو للناس ، أو للعالمين ، بل نجده يتخطى أفراد النوع الإنساني و يوجِّه خطابه إلى الجن أيضاً في آيات عديدة سوف نشير إليها .


نماذج من الخطابات القرآنية العامة
= = = = = = =
الخطابات القرآنية العامة كثيرة جداً نُشير إلى نماذج منها في ما يلي :

1.خطاب القرآن للعقلاء :

لقد وجَّه الله تعالى خطابه للعقلاء في كثير من آيات القرآن الكريم ، و لم يتعرض للغتهم أبداً ، و هذه الآيات كثيرة نُشير إلى بعضها :
قال الله عَزَّ و جَلَّ :} كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ { .
و قال عَزَّ و جَلَّ : } وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ { .

2. خطاب القرآن للإنسان :

كما و أن الله عَزَّ و جَلَّ وجَّه خطابه للإنسان في كثير من الآيات و لم يتعرض للغة هذا الإنسان ، و إليك بعض الأمثلة على ذلك :
قال جَلَّ جَلالُه :} يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ { .
و قال جَلَّ جَلالُه : } أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ { .
و قال سبحانه و تعالى : }أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى {

3. خطاب القرآن للناس :

كما و وجَّه خطابه إلى الناس في عدد من الآيات القرآنية الكريمة ، و لم يخص فئة دون أخرى ، و هذه بعض الأمثلة :
قال عَزَّ وجل : } الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ{ ، و ليس في هذه الآية ذكرٌ للغةٍ خاصة أو قوم خاص ، بل الآية تصرح بأن القرآن منزل ليكون وسيلة لإخراج الناس جميعاً من دون تمييز من الظلمات إلى النور .
و كذلك قوله جَلَّ جَلالُه : إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ .

و لو تأملنا الخطاب القرآني خاصة في المسائل العامة كالدعوة إلى عبادة الله و التوحيد و غيرهما لوجدناه خطاباً عاماً ، حيث يكون الخطاب فيها بـ " يا أيها الناس " ، و مثال ذلك هو سورة الحج ، فإن فيها خطابات متعددة للناس جميعاً ، كما في قول الله عَزَّ و جَلَّ :يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ .

و كما في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }.'

و كما في قوله عَزَّ و جَلَّ : } قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ { .

هذا مضافاً إلى الخطابات الكثيرة الأخرى الموجودة في غير سورة الحج ، أمثال قوله تعالى :} قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{

و قوله جَلَّ جَلالُه : } يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ { .
و قوله سبحانه :} قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ { .

4. خطاب القرآن للعالَمين :

تبين مما ذكرنا بأن الله عَزَّ و جَلَّ أنزل القرآن للناس عامة و ليس للعرب خاصة ـ كما قد يُتَصوَّر ـ ، و هنا نريد التأكيد على أن القرآن الكريم ليس للناس جميعاً فحسب ، بل هو كتابٌ مرسل إلى العالمين الذي هو أعم من الناس ، و يشهد على ذلك عدد غير قليل من الآيات التي تصرح بهذا الأمر ، و من تلك الآيات :
قال الله جَلَّ جَلالُه :} وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ { .
و قال تعالى :} إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ { .
قال ابن منظور : العالَمُ : الخَلْق كلُّه‏ ، و قال الزجاج : معنى العالمِينَ‏ كل ما خَلق الله ، كما قال : و هو ربُّ كل شي‏ء ، و هو جمع عالَم .
إلى غيرها من الآيات الدالة على عمومية القرآن الكريم و الرسالة الإسلامية و أنها غير مختصة بمكان أو زمان معين أو فئة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shabab-el3amar.yoo7.com/
 
القرآن الكريم (معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) موضوع جميل جدااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة التى ابكت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
» اخلاق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
» حوار بين سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وابليس اللعين
» رسالة من محمد صلى الله عليه وسلم ،،
» هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم .ارجو التثبيت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبـــاب العمـــــار :: واحــة الإســـلام :: القرآن الكريم.-
انتقل الى: