تحياتى
لاأخفى عليكم كم المشاعر والأحاسيس التى انتابتنى عندما شاهدت دعايا للحزب الوطنى لإنتخاباته البرلمانية الحالية قائلا فيها :
"علشان تتطمن على مستقبل أولادك ...صوتك لمرشحى الوطنى"
تذكرت شعار المراحل السابقة حينما فاجئنا بعد 25 عاما من الحكم "بفكر جديد...وعبور للمستقبل"
وتطلعنا معه نحو هذا العبور وهذا المستقبل
وجاء الوعد بالغاء قانون الطوارئ والعمل على تعديل مواد الدستور وتنمية الحياة السياسية فى مصر ونشر الديمقراطية السليمة واحتواء الازمة الطائفية وتحسين مستوى المعيشة وتحديد حد ادنى للاجور بما يتناسب مع الأسعار ووعود تاخذك الى مستقبل يسبق بكثير مستقبل الدول المتقدمة الأن.
هذا العبور الذى أخذنا معه الى أحلام وردية تناطح بها السحاب وهذا الفكر الجديد الذى بلغى دراماتيكية الحركة وبطئ السير نحو التقدم أو حتى أشباه التقدم
ولاتستغرب حينما يطل علينا الحزب الوطنى المتحكم فى الأمور بمؤتمر سنوى يحكى فيها إنجازاته الكثيرة ويضع شعار ربما كان اكثر غرابة وهو :
"من أجلك أنت "
ذلك السبب الذى جعل الطبقة السفلى يشكون فى انفسهم ويشككون فى قدراتهم العقلية ويتسألون متى نستطيع اللحاق بركب الإنجازات العظيم هذا ؟
ليرد أعضاء الحزب قائلين "هذه التنمية سوف لايحسها المواطن البسيط حاليا ولكن نعمل عليها الأن حتى يدركها لاحقا"
2005- 2010
_وعدنا الحزب الوطنى بالغاء قانون الطوارئ وأخلف
-وعدنا بمستوى معيشة افضل وضاعت المعيشة فى البحث عن رغيف عيش وانبوبة بوتاجاز
-وعدنا برعاية صحية أفضل وحققنا أعلى نسبة أمراض سرطانية ف العالم ووصلت أمراض الكبد الى 13 مليون
مواطن و 7مليون مريض بالسكر و20 مليون شاب أصيبوا بالإكتئاب
-وعدنا بتوفير فرص عمل للشباب حتى وصل عدد الشباب المنتحرين الى 3000 شاب فى هذه الفترة و4مليون مهاجر و6 مليون طب هجرة وبالإضافة للغرقى الذين التهمهم البحر غدرا
-نسبة تجارة المخدرات تتزايد طيلة هذه الفترة
-يوجد أكثر من 20 مليون قضية ف المحاكم ومنها قضايا من 38 عاما ولم يحكم فيها بعد
-تمتع بميزة العلاج على نفقة الدولة الوزراء فى حين ينام كل يوم الالاف على رصيف المستشفيات بأنصاف أجسادهم وأكبادهم أملا فى الحصول على مايمنحهم تكمنهم من أكل العيش
-إزدادت فى هذه الفترة أطفال الشوارع والمتسولين والباعة الجائلين
-فى هذه الفترة مثل الحزب ف البرلمان نائب للقمار ونائب للنصب ونائب يطالب برمى المتظاهرين بالرصاص ونائب يسب فى المجلس ونائب يرفع حذائه ونائب يهلل ونائب ينام ونائب يترك الجلسة ويلعب بالهاتف
-فى هذه الفترة تخاذل الحزب تجاه حرب غزة وحرب لبنان والإستطيان وتراجعت أهميتنا كدولة قائدة الى دولة مُقادة
-ضاعت كرامة بعض المصريين العاملين بالخارج او بالأخص فى الدول العربية
- تراجع دول مصر الأقليمى والدولى فى هذه الفترة واتسعت الفجوة بين كوننا دولة قوية وكوننا دولة هشة وضعيفة
-تراجع مستوى التعليم فى جميع مراحله
-انتشر الفساد فى كل مؤسسات الدولة حتى وصل ذروته.
-وصلت اسعار الإحتياجات العادية الى أرقام لم تصل اليها فيما قبل
- وعد الحزب الوطنى بارتفاع معدل الأجور حتى وصل الى 400 جنيه فى حين ان المواطن لايكفيه ضعف هذا
المرتب لكى يعيش حياه تقرب الى الادمية
-ارتفعت معدلات العنوسة لما وجد من معوقات للزواج
وأخيرا وعد الرئيس مبارك بانتخابات نزيهة هذا العام فين حين ان هذا العام لم يدخل نائب عن الشعب فى مجلس الشورى الا بالتزوير والتسويد والبلطجة ..
فالرئيس مبارك وهو رئيس الحزب الوطنى يوعد ويوفى وأيضا يوعد ويخلف
فى هذه الفترة لم يجد جديد فى حياة المصرى البسيط سوى انهيار بعض من قيمه والهبوط لأسفل
فى هذه الفترة أصبح حلم المواطن المصرى ان يلحق قطار الأدمية لاحياة الترف والمترفين.
لم أندهش من شعار الحزب الوطنى عندما قال "علشان تتطمن على مستقبل اولادك ...أنتخب مرشحى الوطنى"
لأن حزب كهذا أصبح يكتسب اللاشرعية يوما بعد يوم ومعنى أن ينقلب أعضاء الحزب على الحزب نفسه فهذا لايمثل الا نفاق جزء كبير من أعضائه وتعنت من الأخرين.
شعار "علشان تطمن على مستقبل أولادك" ..حلم جدا يأخذنا ايه الحزب الوطنى كالعادة نناطح السحب ثم نسقط فجأة وتتوقف الاحلام أو تموت.
وأنا أؤكد ان من وضع هذا الشعار كان يقصده كهذا :
"علشان تتطمن على مستقبل أولادك ...لازم احلامك تموت أو أنت اللى تموت "
نحن أمام تحدى جديد وشعار جديد وبرلمان جديد ..فهل ترى ستتجدد الدماء أم تتبخر الوعود
فى الإنتظار
وشكرا