اعترف أنني إلى وقت قريب كنت "استهيف" جيل الشباب من عينة هيثم وعمرو ووائل وتامر ولا أرى فيهم أي استعداد لتحمل المسؤلية على عكس السادة العقلاء من أبناء جيلي من عينة الأخ بيومي ومغاوري وأبو سريع وسبع الليل... إلى أن جاء يوم 25 يوم يناير سنة 2011 لاكتشف أنني طوال السنوات الماضية كنت عديم النظر قليل المفهومية وان جيلي من السادة المغاوير سالفي الذكر ظل لمدة ثلاثون عاما يسير جنب الحيط مخافة أن يرتكب فعلة تغضب النظام ويكون ثمنها أن يذهب (جيلي وليس النظام) إلى جهة من اثنتين: إما أن يذهب في سنتين داهية أو يذهب وراء الشمس. وبسبب هذا الخوف الذي عشش في أدمغتنا كما تعشش الغربان فوق قمم الأشجار و أيضا بسبب حجج واهية وزائفة وغير حقيقية مثل "اكل العيش" وتربية العيال" . لم يفكر احد من جيلي في الذهاب إلى ميدان التحرير أو الي إي ميدان أخر ولا في رفع شعار مثل " الشعب يريد إسقاط النظام" أو شعار "مش حنمشي... هو يمشي" ولا في التصدي لجحافل حبيب العادلي. بينما جيل الشباب من عينة الأخ هيثم وعمرو ووائل وتامر فعل كل ذلك وأكثر فاسقطوا النظام وحققوا انجازا تاريخيا لم يتحقق على مدى تاريخ مصر كله. فطوال تاريخ مصر المكتوب و المدون جاءت كل أنظمة الحكم بطريق من اثنين:
1- إما تأتي قوة أجنبية لتحكم مصر مثل العثمانيين و المماليك أو تحتل مصر وتأتي بمن يحكم صوريا او من الباطن مثل الانجليز
2- وإما أن ينتفض العسكر فيقتلوا الحاكم ويحكموا بدلا منه أو يأتوا بمن يحكم باسمهم.
هذان الطريقان كانا هما الأساس في تغيير نظام الحكم في مصر على مدى تاريخها. إما قيام الشعب بإسقاط نظام الحكم القائم ووضع نظام أخر بدلا منه فهذا ما لم يحدث إلا على أيدي الأخوة هيثم وعمرو ووائل وتامر الذين لقنوا جيلي وكل الأجيال السابقة و اللاحقة دروسا في فنون الثورة و التغيير فيا أخ هيثم أنت وعمرو ووائل وتامر ... صباح الخير و الحرية و الديمقراطية وسمحوا لي ان اشد علي أيدكم واقبل الأرض تحت إقدامكم واقبلوا مني اعتذاري وأسفي الشديدين لعجزي عن فعل ما فعلتم... فانا انتمي لجيل... أنضحك عليه من طوب الأرض. بدءا من الإخوة و الأخوات الريان و السعد و توفيق عبد الحي والمرأة الحديدية ومرورا بالأخ الدكتور فتحي سرور الذي ظل لمدة عشرين عاما يغني لجيلي " أو يغني عليه " أغنية واحدة وهي أغنية " المجلس سيد قراره " ومعناها ببساطة أن السادة النواب الهابطين على المجلس الموقر ببراشوت التزوير هم أنفسهم المنوط بهم الفصل في مدى صحة عضويتهم بالمجلس من عدمها. وانتهاءا بالسيد وجيه سياج و الدكتور يوسف بطرس غالي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من فرض ضرائب على ملابسنا الداخلية. جيل أتبهدل واتمرمط برا وبحرا...... برا في قطارات الصعيد وقليوب وكفر الدوار و العياط و البدرشين و بحرا في العبارة السلام98 وسالم اكسبريس.
جيل أكل لحوم الحمير والكلاب على اعتبار أنها كفتة وكباب باختصار أنا من جيل يتمتع بقدر كبير من حسن الظن الذي هو من سوء الفطن. واكبر دليل على ما يتمتع به جيلي من حسن الظن هو أخي وصديقي "عبده فتح الباب"الذي عاد من السعودية منذ عدة سنوات ومعه تحويشة العمر واراد أن يستثمرها في مشروع مضمون فدله احد أولاد الحلال على شركة الريان لتوظيف الأموال وفي اليوم التالي توكل الأخ فتح الباب على الله وذهب إلى شركة الريان فوجدها مغلقة بالضبة و المفتاح ومشمعة بالشمع الأحمر.. استفسر عن الموضوع قيل له أن الريان دخل السجن. فذهب الأخ فتح الباب إلى السجن و توكل على الله و أعطى التحويشة للأخ الريان.
تحياتي إلى الإخوة هيثم وعمرو ووائل وتامر والى كل الزهور التي أينعت في ميدان التحرير يوم 25 يناير سنة 2011 وما بعدها. والى"كل الورد اللي فتح في جناين مصر" وتحياتي إلى أبناء جيلي الإخوة بيومي ومغاوري وأبو سريع وسبع الليل ورجائي ألا تكون ثورة 25 يناير قطعت عيشكم أو عطلت تربية عيالكم وتحية خاصة إلى أخي وصديقي "عبده فتح الباب" الذي مازال ينتظر إلى يومنا هذا أرباحه من شركة الريان وعاشت مصر وطنا للحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية