| وقال الأطفال......... | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
رؤية جديدة عماري متقدم
عدد الرسائل : 164 العمر : 38 المكان : النت الحالة : والله ماشيه الهواية : ............ تاريخ التسجيل : 28/04/2011 التـقــييــم : 0
| موضوع: وقال الأطفال......... الإثنين 09 مايو 2011, 10:21 pm | |
|
تبدأ الحكاية بصرخة، ثم بكاء.. ممزوجين بضحكات ودموع الفرح وزغاريد وتهاني.
ألم يستوقفك هذا المشهد قبلاً؟، كيف للحظة بداية الحياة أن تكون بهذا التناقض والإنفصام؟ .. ألم تتساءل من ذي قبل، لماذا يبكي الوليد ولم يضحك؟ .. لماذا لم يبتسم حتى .. أو على أقل التقادير وخصوصاً أنه لا يملك معلومة ولم يسمع خبراً ولم يرَ بعد .. فلماذا لا تظهر معالم وجهه "تمثالية" وهو أجدر أن يكون..
لماذا يبكى الوليد، ولماذا يبكون جميعاً؟
! أنا أخبرك .. إنهم يعرفون الحقيقة
فالحقيقة يا سيدي تولد معهم .. أو فيهم، هم يعلمونها جيداً .. حتى أنهم ينبئوننا ويحذرونا بتلك الصرخة، في حين أننا نضحك ونحتفل ولا نبالي.. لم توقفنا تلك الصرخة، ولم نتأملها.
حتى أننا نبكي حين تظهر تلك الحقيقة بدلاً من أن نضحك ونبتسم.. لأننا فهمنا كل شئ على النقيض.. فباتت إستجاباتنا خلاف المنتظر.
هون عليك يا صديقي.. الأمر أبسط من أن تعيد قراءة المقدمة لتفهم غموض ما أكتب .. الغامض ليس ما كتبته أنا .. بل ما تحتويه رؤوسنا أشد غموضاً وغوراً !
تماماً كشعور الشخص البالغ والناضج قبل خضوعه لاختبار .. يبدأ باهتمام شديد لتخطي تلك المرحلة .. ثم التوتر الأشد بمرور الوقت.. ثم وقت الإمتحان .. ثم النتيجة التي يعقبها راحة أو شقاء. هذا المثال ماهو إلا نموذجاً مصغراً من الحقيقة التي أتحدث عنها أنا.. الحقيقة التي لم يبرع فيها إلا الأطفال.. بينما برع البالغون الراشدون في نموذجها.. ليس إلا!
وعليه .. فأنا أرى أن بكاء الطفل الوليد حال قدومه ماهو إلا تعبير عن كشفه لحقيقة تلك الحياة الدنيا.. أنها لا تُـستقبل إلا بالبكاء وأنها لا تدعو للسرور والإحتفال بينما نفعل نحن .. لكن الغاية المنشودة مكنونة وراء هذه الحياة.. الإمتحان أو النموذج الذي أخبرتك عنه الذي لا يسبقه إلا كل توتر وقلق .. هل صادفت أحداً استعد ليوم الامتحان بالزغاريد من قبل؟
كنت متفائلاً حين اكتشفت أننا نولد على أتم علم بالحقيقة وأننا فُطرنا على دراية تامة بها .. لكني حزنت حين تقدم بي العمر.. ووجدتني ووجدت الكبار يتمسكون بهذا الإمتحان ويصرون على أن يعيشون كل لحظة في صالح شهواتهم لا في صالح ورقة التقييم .. ونبكي عند فراقها .. بينما كان من الأجدر أن نضحك ونبتسم.. لأن الإمتحان قد انتهى.. وأن الإجازة قد حانت!
حزنت لأني اكتشفت مدى قوة الحياة على تغييرنا.. وكسر مبادئنا .. وتعليمنا فن الإلتواء
نعم .. ولا تتعجب فهاك أمثلة حية
لماذا يغضب الآباء حين يبدر من طفلهم أول كذبة وتقوم الدنيا ولا تقعد بسبب تلك الكذبة، بينما لا يهتم أحد بكذب الكبار رغم أنهم يعرفون أنه كاذب؟
لأن الطفل ثوب أبيض .. فأول بقعة تظهر فيه تثير الغضب.. وبالفعل نغضب، لكننا نغضب ولا ننظف.. فتقع بقعة ثانية.. وأخرى ثالثة وتقل وطأة الغضب في كل مرة.. حتى يصل بنا الحال أن يكبر الطفل ويعظم.. ويبلغ ويرشد ثم يكذب ولا يلومه أحد .. لأنه كبير !!
هكذا لونتنا الحياة .. واستطاعت بلؤمها أن تداعب نفوسنا الأمارة بالسوء وتغذيها
نعم.. فالحياة الدنيا هي أعظم غذاء للنفس الأمارة بالسوء
إذا سمعت رجلاً أو (امرأة) ناضجاً يضحك بصوت عالٍ على الملأ .. فمن المؤكد أنك ستحكم عليه بأنه رجل مجنون .. أو رجل خارج على الذوق وحسن السلوك.. وإن كانت مرأة فهي غير محترمة، بينما تضحك أنت في نفسك وتطرب لسماع ضحكة طفلك الصغير التي ترن في الحيّ بأكمله!.. هو لا يرى مانعاً في الحياة يحول بينه وبين التعبير عما في داخله
وإذا رأيت الشخص العظيم ينتحب ويبكي لشئ أصابه فلا يصدر منك غير السخرية أو أنه رجل فاقد للأهلية.. يبكي كما الصبيان .. كم هو شخص تافه، وقد ينتهي بك الحال بأن تضحك أنت ورفقتك ساخرين منه!
هل تعلم أن الطفل يضحك بشدة حين تقذفه أنت لأعلى لأنه وجدك شخصاً أميناً محلاً للثقة لذلك سوف تلتقطه مرة أخرى رغم أنك قد تكون أول مرة تحمله فيها.. بينما نحن الكبار لا نبدأ معاملاتنا إلا بالشك في الآخرين حتى يثبت منهم خلاف ذلك.. وويل لمن يبدأ تعاملاته بحسن الظن.. مثل الأطفال !
للطفل عطاء لا يتوقف..
هل تذكر موقف طفلة عمر بن الخطاب التي وأدها بالتراب.. هل تذكرين معي حين كان يحفر لها حفرة ليضعها فيها ويقتلها بينما هي تنفض عن لحيته التراب الذي غطاها !
عزيزتي إن الأطفال لا يعرفون سوء الظن .. فمن أين أتينا نحن به؟؟
هل تعلم أن بعض الروايات تقول إن الطفل الذي قد يبول عليك وأنت تحمله هذا دليل محبته؟ .. نعم فهو لا يملك شيئاً يعط إياه إلا بوله.. ولا يعرف أن بوله نجس على أي حال.. لكنه أحبك بعد أن حملته وداعبته وقرر أن يهبك كل ما يملك !!
عزيزي الراشد إن الطفل ينظر إليك دائماً من مستوى سفلي، رافعاً رقبته ليلمح نهايتك.. يراك شخصاً عظيماً.. ويرى فيك قدوته ويتمنى أن يكون مثلك .. وأنت تحتقره وتراه صغيرا ضعيفاً !
كتب الأديب أندرليه مارلو: حين سألت القس الذي أمضى خمسة عشر عاماً يتلقى الإعترافات، ماذا تعلمت من البشر .. فأجاب:
!تعلمت أن الناس أتعس كثيراً مما نظن، وأنه ليس هناك أشخاص كبار
نعم .. هذا القس الذي أصاب الفلسفة توصل إلى أنه ما من شخص كبير .. لأن الفطرة والقيم والأخلاق من المفترض أن تكون في الجميع ولم توجد إلا في الاطفال.. إذاً .. فما من شخص كبير !
إسمع معى إجابة طفلة صغيرة حين سُئلت عن عجائب الدنيا السبع، بينما كل البالغين ما بين هاتف بإسم أهرامات الجيزة بمصر.. وما بين صائح بتاج محل.. وآخر يصيح معلناً عن سور الصين العظيم .. حتى انتهينا إلى سبعتنا .. وإحتلفنا فيها.
!قالت الطفلة: عجائب الدنيا السبع هي.. أن ترى، وتسمع، وتلمس، وتتذوق، وتشعر، وتضحك.. وتحب
استطردت: رغم بساطة تلك السبعة إلا أنها لا تُشترى بمال.. ولا تُبنى بيد، لأنها ببساطة داخل قلوبنا وجوارحنا !
هل تعلم أنك "عجائب" الدنيا السبع.. لكن من وجهة نظر طفلة؟ .. فهل تؤمن يا سيدي بالأطفال؟ .. هل تؤمنين سيدتي أن الأطفال يقولون اتبعونا نهدكم سبيل الرشاد؟
هل تعلمون أننا كنا عجائب الدنيا السبع ثم تراكم علينا تراب الحياة فصرنا كما ننظر الآن إلى تلك الجوارح التي نراها شيئاً طبيعياً.. بينما نرفع رؤوسنا إلى كل مبنى عظيم وصرح شاهق ومال وفير لنحييه ونجله ونعظمه .. ألا ترى أننا
وتظن أنك جرم صغير .. وفيك انطوى العالم الأكبر
أما آن الوقت لأن نغير وجهة الرؤية .. لنبدأ الفحص في كل صغير وقريب .. هل من مشمر لنزيح عنا تراب الحياة.. ونوقظ فينا كل طفل قتلناه
أما آن الآن أن نعود أطفالاً .. لنقر من جديد بالحقيقة التي رأيناها.. ثم تغافلنا عنها؟
بقلم
صديقى العزيز محمود سعودى
| |
|
| |
A$Maa M0hi مشرف عام
عدد الرسائل : 7855 العمر : 32 المكان : zaG الحالة : a7sn mn l 2wl الهواية : song ,, تاريخ التسجيل : 22/02/2011 التـقــييــم : 17
| موضوع: رد: وقال الأطفال......... الإثنين 09 مايو 2011, 10:46 pm | |
| مهما وصفت بكلام مش هيوفى والصمت افضل شئ لان بجد فوق الممتاز | |
|
| |
رؤية جديدة عماري متقدم
عدد الرسائل : 164 العمر : 38 المكان : النت الحالة : والله ماشيه الهواية : ............ تاريخ التسجيل : 28/04/2011 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: وقال الأطفال......... الإثنين 09 مايو 2011, 11:21 pm | |
| - اقتباس :
- مهما وصفت بكلام مش هيوفى والصمت افضل شئ لان بجد فوق الممتاز
سعدت جدا بمروورك يا اسماء | |
|
| |
أسيرة الأحلام عماري أصيل
عدد الرسائل : 7302 تاريخ التسجيل : 11/05/2010 التـقــييــم : 17
| موضوع: رد: وقال الأطفال......... الثلاثاء 10 مايو 2011, 12:07 am | |
| آاااااااااااااه علي عمر فني في حقائق وهمية..
رؤية جديدة..لك مني ومن الشكر أجزله..
الموضوع غاية في الجمال..لا أجد من حروفي شيئآ يقال..
قضيته مابين استغراب تارة وبكاء تارة أخري..نعم.. - اقتباس :
!قالت الطفلة: عجائب الدنيا السبع هي.. أن ترى، وتسمع، وتلمس، وتتذوق، وتشعر، وتضحك.. وتحب الطفل هو من المعجزات السبع..
متابعة لك أينما كنت..
عدل سابقا من قبل اسيرة الاحلام في الثلاثاء 10 مايو 2011, 12:18 am عدل 1 مرات | |
|
| |
A$Maa M0hi مشرف عام
عدد الرسائل : 7855 العمر : 32 المكان : zaG الحالة : a7sn mn l 2wl الهواية : song ,, تاريخ التسجيل : 22/02/2011 التـقــييــم : 17
| موضوع: رد: وقال الأطفال......... الثلاثاء 10 مايو 2011, 12:13 am | |
| - اقتباس :
- الطفل هو من المعجزات السبع..
متابعة لك أينما كنت ..
والله وانا كمان متابعة ليه اينما كان وله منى كامل احترامى بجد
ربنا يبارك ف تفكيرك وتفضل تفيد المنتدى ع طول
شكرا لحضرتك
| |
|
| |
رؤية جديدة عماري متقدم
عدد الرسائل : 164 العمر : 38 المكان : النت الحالة : والله ماشيه الهواية : ............ تاريخ التسجيل : 28/04/2011 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: وقال الأطفال......... الثلاثاء 10 مايو 2011, 9:55 pm | |
| شرفنى مرورك يا استاذة اسيرة | |
|
| |
رؤية جديدة عماري متقدم
عدد الرسائل : 164 العمر : 38 المكان : النت الحالة : والله ماشيه الهواية : ............ تاريخ التسجيل : 28/04/2011 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: وقال الأطفال......... الثلاثاء 10 مايو 2011, 9:56 pm | |
| ربنا يديم مرورك علينا يا استاذة اسماء | |
|
| |
حمدى فتحى تهامى عماري أصيل
عدد الرسائل : 706 العمر : 41 المكان : ابو ظبي - الامارات الحالة : متزوج الهواية : ماتحاولش تبقى حد تانى غير نفسك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تاريخ التسجيل : 31/10/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: وقال الأطفال......... الأربعاء 11 مايو 2011, 7:47 am | |
| - رؤية جديدة كتب:
كنت متفائلاً حين اكتشفت أننا نولد على أتم علم بالحقيقة وأننا فُطرنا على دراية تامة بها .. لكني حزنت حين تقدم بي العمر.. ووجدتني ووجدت الكبار يتمسكون بهذا الإمتحان ويصرون على أن يعيشون كل لحظة في صالح شهواتهم لا في صالح ورقة التقييم .. ونبكي عند فراقها .. بينما كان من الأجدر أن نضحك ونبتسم.. لأن الإمتحان قد انتهى.. وأن الإجازة قد حانت!
حزنت لأني اكتشفت مدى قوة الحياة على تغييرنا.. وكسر مبادئنا .. وتعليمنا فن الإلتواء
[/center]
اقل مايقال انه سرد رائع ومميز جدا ورؤيه جميله من رؤيه جديده . | |
|
| |
| وقال الأطفال......... | |
|