محمدعبدالرحمن مشرف المنتدى الاسلامي
عدد الرسائل : 1645 العمر : 45 المكان : مكان ما يكونوا الحالة : متزوج + 2 الهواية : أحلم ببكرة تاريخ التسجيل : 21/03/2010 التـقــييــم : 18
| موضوع: مصر ضخمة أم قوية؟ الأربعاء 20 يوليو 2011, 12:36 pm | |
| مصر ضخمة أم قوية؟
كتب : معتز بالله عبد الفتاح ما الفارق بين الرجل القوى والرجل الضخم؟ القوة تعنى «القدرة»، أما الضخامة فقد ترتبط بالوزن الثقيل وضعف المرونة وضعف فى القدرة. المصريون كثيرون، ولكن الكفاءة ضعيفة، لأن الطعام الذى نأكله غير صحى، والتعليم الذى نحصل عليه غير كافٍ. ولكن الأسوأ من ذلك أننا أحيانا نكون أعداء أنفسنا.
سأحكى لحضراتكم حكاية لن أستطيع أن أروى كل تفاصيلها لكن لابد أن أنقلها لكم كى نتحسب لدلالتها. فى واحد من المناصب المهمة التى جاء لى معلومات عن أن أفضل من يشغلها هو فلان الفلانى، ما سألت عنه شخصا خبيرا ومحترما قط إلا وصفه بكل الصفات الإيجابية الممكنة. ويبدو أن العقول المحترمة يرصد ويقدر بعضها بعضا حتى إن اختلفوا مع الشخص فى بعض الموضوعات. «هل يمكن يا فلان أن تتولى المنصب العلانى؟» هذا سؤالى. وكان رده: «هل ترضاها لى يا معتز أن أهان وأن تهان أسرتى مثلما يحدث الآن؟» يسترسل فلان ليوضح كيف أن المناخ مسمم وأنه يرى أن واجبه الأخلاقى أن يخدم وطنه وهو يريد ذلك وهو قادر عليه بحكم الخبرة والتعليم ولكنه يرى أن البعض أصبحت له رغبة ملحة فى النيل من الآخرين بحق أو بباطل. قال آخر معلقا على موقف فلان: عنده حق لأن «مصر كلها قدمت بلاغات فى بعضها ضد بعضها». المبالغة قائمة فى العبارة الأخيرة، ولكن نحن نواجه مشكلة أخلاقية، إن لم تحل، لن تحل المشكلات الأخرى.
هذه المشكلة الأخلاقية هى التى تجعل الكثيرين يخشون أن يخدموا الوطن لأنهم لو فعلوا ذلك، فسيفقدون إنسانيتهم. ويا له من نظام فاسد، ذلك الذى يجعلك تفاضل بين إنسانيتك ووطنيتك!
هذا يجعل الكثيرين من الناس المحترمين، والحمد لله ليس كلهم، يرفضون تولى مناصب عامة؛ فالعملة الرديئة شديدة المهارة فى طرد العملة الجيدة. والإعلام المعيب الهماز المشاء بنميم يلعب الدور الأكبر فى هذه المسألة بأن يتسابق دون روية، إلا إذا أخذنا عبارة «كلام جرايد» على محمل أن المكتوب فى الصحف أو فى برامج التليفزيون أقرب إلى «أصوات بلا معنى» مثل من يسعل أو يعطس أو مثل رصاصات الصوت التى تحدث ضجيجا وليس لها تأثير.
هل نريد لبلادنا أن تكون قوية أم تكون «تخينة؟» هل كل الأقوياء والأمناء مطلوب منهم أن ينسحبوا من العمل العام إرضاء للسباقين بالشتم وفينا سمّاعون لهم؟ هل سيحكمنا منطق «إن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منهم إذا هم يسخطون؟» هل سيحكمنا منطق: «إن تصبكم حسنة تسؤهم؟».
هل نحن مستعدون لمواجهة الحقيقة؟
إذن فلنتأمل العبارة التالية: مبارك لم يكن مشكلة مصر الوحيدة. هو كان فقط أولها. اعتبروه مات واعملوا من أجل الوطن، كل فى مجاله. الإجابة: لا لن نعمل حتى يحاكم. طيب لو تمت محاكمته، هيا نعمل لخدمة الوطن. الإجابة: لا، لن نعمل حتى يتم محاكمة كل أفراد حكمه. عظيم، لو تمت محاكمة نظام حكمه، هيا نعمل. الإجابة: لا، لن نعمل حتى كذا وكذا. وهكذا. إذن لن نعمل أبدا.
القادم أصعب من الماضى، ولكن كتيبة الإصلاح من غير مدعى البطولة أمامهم معركتان: معركة مع التخلف وهذا أسهل، ومعركة مع الفساد وهذا أصعب.
| |
|