بخصوص محاكمة مبارك ورموز نظامه
أود أن أقول بداية أن اليوم وهو يوم 3 أغسطس لعام 2011 هو يوم تاريخى ليس للشعب المصرى الفقط وإنما لدولة القانون مصر ودولة العدالة بالشرق الأوسط.
عندما أعلن تاريخ المحمكة تشكك المعظم حول حضور الرئيس السابق من عدمه,وحول جدية المحاكمات وبطئها وهذليتها,وحينما يظهر الرئيس السابق فى قفص الإتهام هذه دلالة واحدة من ضمن دلائل نجاح الثورة,ولكن حينما يقال ان هذه المحاكمة العلنية أخرست جميع المشككين والمغرضين أقول لهم أن الضغط جاء بعامل إيجابى ربما لرفع الحرج عن المجلس العسكرى وقادة الجيش الذين كانوا فى منظومة مبارك,وهذا بمبدأ صفو النية,أو لربما قطع الطريق أمام أى محاولة للتواطؤ مع النظام القديم وتشتيت أهداف الثورة.
الإعتصامات المتوالية للحركات السياسية بميادين مصر والمليونيات المنظمة لتحقيق أهداف الثورة شكلت تكتلا واضح ضد أى محاولات إصلاح النظام,لأن الثورة بالأساس جائت لإسقاطه بعد التيقن بمحالة إصلاحه,وليعلم الجميع أن اول مطالب الثوار هى المحاكمة العادلة للقتلة الثوار,ولكن الهدف الأساسى للثورة والذى يغفل عنه الناس أن الثورة جائت للبناء والتقدم وليست للتشفى ولكن ليعلم الجميع أيضا أن البناء على الأساسات السليمة تحتاج الى هدم وإزالة القواعد الهشة والضعيفة,فلابد من محاكمة المتهمين أمام قضاء نزيه وعادل يرضى جميع الأطراف,رغم أننى أعلم أنه لايمكن إرضاء الاطراف كلها ,ولكنه على الأقل يرضى أهالى الشهداء الذين لو
أستطاعوا ان يقدموا أمثال مبارك للمحاكمات فأنه لايعيد لهم شهدائهم ولكنهم مثل أى مظلوم يودوون أن يودعون شهدائهم منتصرين.
ظهر مبارك فى المحكمة قائلا للقاضى "أفندم" عندما ناداه ولك أن تتخيل أن الذى كان ينحنى له الملايين ,يمثل اليوم فى قفص الإتهام وهو مريضا,وبغض النظر عن مبارك كصفته القديمة ,طلب الدفاع إستعداء المشير ورئيس أركان الجيش المصرى ولو حضروا فعلا فإن هذا يمثل ضمان كبير جدا لجدية العدالة,وأن لاأحد مهما كان منصبه ليس فوق القانون,فإذا مثل المشير وقيادات المجلس العسكرى كشاهد فى هذه القضية فهذا معناه إختفاء تام لدولة الإله,وظهور لدولة الديمقراطية الحقيقة التى كانت من اهم مطالب الثورة.
وكما قالو دولة الظلم ساعة ودولة العدل كل ساعة ,فأننى أجزم أننا نكون قد عبرنا مرحلة كبيرة لإنتهاء الديكتاتورية بحثا عن حرية حقيقية وعدالة إجتماعية وتمثيل مستحق لكل الفئات السياسية فى المجالس الإنتخابية, وهذا معناه ان الثورة تمضى فى طريقها على الدرب السليم ,بشرط أن تجد من يغذيها ويحافظ عليها,فالثورة مستمرة حتى تتحقق المطالب التوافقية ,وتأتى المطالب بالتوازى مع عدم تعطيل العمل ,فمصر كما تحتاج لثورتك تجتاج أيضا أن تراك فى مصنعك,فالخوف كل الخوف أن يتفرغ المصريون الى تحديد مصير مبارك ,ويتركون الوطن لمصير مجهول.
وأخيرا أّذكركم بقول الزعيم الهندى غاندى حيث قال"كن أنت التغيير الذى تحلم به".
وشكرا