الإسلاميون والفزاعة نحوهم
تحياتى ,
أولا أود أن أفرغ محتوى العنوان وأوضح مامعنى كلمة إسلامى وكلمة فزاعة فى عصرنا الحديث,وتعنى كلمة إسلامى هنا هو الفرد الذى يحاول أن يجد فى الإسلام مخرجا للخروج من ازمة أو مدخلا للدخول فى مغامرة عن طريق نص صريح أو إجتهاد فقهى تبناه هو أو سمعه من أحد علماء الدين,والحقيقة التى لاتخفى إلا على جاهل هو ان الإسلام حقا به كل مخارج الأزمات ومداخل المتاهات فأنا لاأعتبره دين الهى فقط بقدر ماأعتبره أيدولوجيا تساعد الإنسان فى محاولات الفهم,إذن هو دين يعتمد أيضا على العقل ومنهج يحتاج إلى طريقة فى التنفيذ,والتنفيذ يحتاج إلى تفكير ,ولهذا توصل الإنسان إلى أفكار عديدة تساعد البشرية فى وضع منهج يسيروا عليه,مثل الأفكار الليبرالية واليسارية والعلمانية وأيضا الإسلام السياسى.
إذن لكل الجماعات الإسلامية الموجودة حاليا فى مصر أو خارجها كامل الحق فى التشبث بأفكاارها والدفاع عنها بالطرق المشروعة عن طريق محاولة كسب الشارع بالإقناع والنتائج السليمة وليس بالإستغلال وتغييب العقول.
قبل 25 يناير الماضى –أعنى قبل الثورة العظيمة التى لاأشك فيها ذرة أنها سوف تنجح-إستخدم النظام السابق كافة وسائله الإعلامية والأمنية فى القضاء على مايسمى بالجماعات الإسلامية ليس خوفا على سقوط النظام منهم أو تشويش الإسلاميون عليهم فقط ولكن إيمانا بالمخطط الغربى للقضاء على قوة هذه الجماعات او على الأقل محاصرتها وعدم تمكينها فى الإنتشار, ولاأخفى عليكم أن إنتشارها أيضا هو مخطط تلعب عليه أطراف خارجية تريد فرض سيطرتها على المجتمع الشرقى كله لعدم إمكان الطرف الغربى فى السيطرة على العالم فهى توازنات لانعلم جيدا إلى أين ستذهب بنا نحن الضعاف ,ولانملك قدر من الحرية والإنسانية لكى نتفرغ لنفهم مايحدث حولنا من مخططات تلعب بنا جميعا.
وإذا رجعنا للعنوان مرة أخرى وتحديدا كلمة "فزاعة" وهو مصطلح يطلق لإرهاب الناس من شئ ما ليأتى هذا الإرهاب فى مصلحة جهة معنية لاتريد لهذا الشئ أن يتوسع او ينطلق,فقديما أستخدم النظام السابق لغة التخوين لكل معارضيه وأحيانا كان يستخدم المعارضة فى مهاجمة المعارضة الأخرى ليتفرغ هو فى مايصنع من فساد وإستبداد بمساعدة تجاهل المعارضة للقضية الحقيقية والتفرغ للتخوين والتشويه ,فكان مثلا يستخدم بعض مدعى الليبرالية واليسارية لتصفية الجماعات الإسلامية معنويا فى الإعلام ,لذلك إنحاز الإعلام سابقا للفكر الليبرالى المزيف ليظلم العديد من الإسلاميين فى عدم الظهور للناس والإحتكاك بهم,والغريب فى هذا الموضوع انه حدث مالايتوقعه النظام فللإسلاميين وجود كبير ف الشارع المصرى لايخفى على احد ولايستهان به ,وهذا دليل واضح على عدم إيمان الشارع بالمصرى بفكر إعلام النظام ومنهجه,وأيضا من جهة اخرى كان النظام يستخدم الإسلاميين أنفسهم فى مواجهة بعضهم البعض,فكان يجند بعض من السلفيين والتنظيمين فى مواجهة الإخوان المسلمين أحيانا إذا لم يقبلوا المساومة تجاه موضوع معين,ويتعامل بعدم إنسانية تجاه البعض الأخر إذا رفض العمل لصالح أمن النظام.
إذن فالحديث هنا ليس عن الجماعات والتنظيمات الإسلامية ولكن عن فكر الإسلام السياسى نفسه الذى يقبل التعددية والإختلاف مع الأفكار الاخرى,فدعونى أقول أن الليبرالية نشأت فى حضن الأزهر الشريف والعلمانية ليست منهجا يخالف الإسلام ,فكل هذا كلام يستخدم الأن لتضييع الوقت وتغييب العقول وهذه طريقة لايقبلها الإسلام ولا أى ديانة أخرى.
وإذا كنا نريد التحول الديموقراطى الحقيقى فلنرى أى الأنظمة تصلح لدينا ,فمصر مشبعة بالفكر السياسى والإختلاف الواضح والصريح,وهذا يدل على انك تحتاج نظام يتماشى مع كل هذه الإختلافات أو معظمها على الأقل ,فإقصاء فكر معين له وجود فى الشارع المصرى فهذا معناه عقبة فى طريق التحول الديموقراطى,فيجب إحتواء كل الأفكار وإفراز طريقة تؤهل المصريين للشروع فى البناء,ولكم أمثال فى تركيا وتونس,حيث حصل حزب النهضة الإسلامى التونسى على أغلبية المجلس القادم الذى يعبر عن ثورة شعب تونس العظيم,ولكن أرى فارق واضح بين طريقة حصول الحزب الإسلامى هناك على أغلبية الأصوات والطريقة التى تريد بها هنا الأحزاب الإسلامية أن تحصل على أغلبية المجلس القادم,إذن إختلفت الطريقة والفكر واحد.
ومن الغباء أن لانعترف بوجود شريحة كبيرة فى المجتمع المصرى تحاول فرد سيطرتها على البرلمان القادم تعبر عن الفكر الإسلامى ومن الغباء أيضا أن لانعترف بأن هناك شريحة أكبر وأكبر من الشريحة الأولى تعبر عن الفكر المدنى الحديث (ليبرالى أو يسارى) بوعى أو بدون إعمالا بمبدأ أن الدين لله والوطن للجميع,فكل هذه الإختلافات فى المجتمع المصرى لاتعبر إلا عن أنه يسير فى الإتجاه السليم ,ودعونا نقول أن المعرقلات أو المطبات الصناعية المتعمدة التى وضعت أمام الثورة العظيمة سوف لاتنتج برلمانا يعبر عن طموح الثورة وأهدافها كلها ولكن أقول أن إستمرار الثورة فى الوقت الحالى هو ماسيجعل البرلمانات القادمة اكثر وعيا وإدراكا للأمور.
لذلك أدعو كل القوى المدنية بعدم إستخدام الفزاعة تجاه الإسلاميين الحقيقين الذين يؤمنون بالتعدد والإختلاف ويتفرغون فقط لإظهار فكرهم الجاد للشعب والذى سريعا سيصل إليهم لأن المصرييون فى غاية التشوق لخوض حياة سياسية ديموقراطية نزيهة تنهض بهم.
وادعو أيضا كل القوى الإسلامية بعدم إستخدام لغة التكفير لمعارضيهم والعمل الجاد على مدنية الدولة لأن الإسلام عموما لايعرف الدولة الدينية ولكن يعرف فكر الإسلام السياسى الذى يقبل التعدد والإختلاف.
فمصر تتسع قاعدتها لجميع الأفكار والقيم لطالما انها تستخدم فى إتجاه شرعى وأخلاقى يحترم كل الرؤا والأفكار ويستوعب كل الإختلافات,فمصر أيها القادة أولا
وشكرا