إن الحديث عن ارتفاع الأسعار في الوطن العربي يطول شرحه، وبكاء الناس من غلو المعيشة وتدني الأجور وقلة فرص العمل تخلق جو من فساد الأخلاق عند البعض، والبعض ينحرف تجاه السرقة والمخدرات وخلافه، وتفشي الأمراض وانعدام الثقافة والتعليم بسبب غلو المعيشة، ويؤثر ذلك على الأغلبية في الوطن العربي، وهل سبب ارتفاع الأسعار هو لأن الموارد قلت أو انتهت، أدعو الله أن تفحم الموارد في الوطن العربي وتصبح هباءً منثوراً، وعذراً على هذه الجمل، كي يعيش الكل على درجة واحدة، طالما أن الإنسانية انعدمت في هذه الدول، حيث ترى إهدار المليارات في سباق السيارات وفي سباق الخيل و... الخ، وهناك الملايين يعيشون على النفايات، وملايين لا يجدون قوت يومهم في دول الإسلام والمسلمين يا مسلمين، والكلام عن العدل والدين لا ينقطع، أي عدل هذا وأي دين يتكلمون عنه مشايخ هذه الدول، وأمول الدول وحقوق الشعوب تحت أقدام أشخاص من السهل حصرهم وللأسف يتحكمون ويذلون ملايين، وهل الخوف من المستقبل يجعل الإنسان يأكل رزق أخيه الإنسان؟!.. وللعلم يا آكلي أرزاق الناس بالباطل إن الأموال حين تصل إلى كمية معينة تصبح أرقام فقط ولا فائدة خاصة إذا كانت تزيد عن المتطلبات الأساسية، وغير ذلك هي أرقام في أرقام، وسوف اضرب لكم مثل على هذه الأرقام وربما يستفيد منه البعض، لو تخيلنا أحد الأشخاص يمتلك في منزله عشرة آلاف كوب من الماء أو ما شابه ذلك، هل سيقوم باستعمال هذا الكم؟!... أم سيستعمل أكواب بعدد أفراد الأسرة؟!.. والباقي سوف يتراكم عليه التراب.
هكذا الأموال، وبهذا أصبح المسلمين وليس الإسلام رمزاً للعالم في الظلم والاستبداد، وهناك مقولة تقول أن سيد القوم خادمهم، وليس ناهبهم، وأن كل إنسان يعلم ما قدم في حياته، الشيء الذي يجعل العالم بأسره ينظر إلى الشعوب العربية نظرة احتقار، هو ومع ارتفاع الأسعار وقهر هذه الشعوب ومع ذلك كأنهم أموات، وليس لهم أي تأثير أو اعتراض على ما يحصل لهم من ظلم وبطش ليس له مثيل في العالم، وهنا تكون الشعوب العربية بهذا الاستسلام والجبن والخوف قد يكون قد وصلوا إلى قوم فرعون حين استخف قومه فأطاعوه، ثم بعد ذلك يستحي نسائهم ويقتل أبناءهم، منفرد باقتصاد البلاد هو ومن حوله من الظالمين.
ألا يكفيكم يا من تأكلون أموال الشعوب بالباطل وتغتصبون الحقوق أن تعتبروا من آل فرعون؟!.. أم أنكم تريدون أن تصبحوا مثل فرعون الذي طغى في البلاد؟!.. وأعتقد لا يوجد أحد إلا ويعرف عن مصير فرعون كما وعده الله جل وعلا يوم القيامة، جهنم وبئس المصير، ووعد كل من يسلك هذا الطريق، سوف يكون مصيره مثل مصير آل فرعون، ولكن الفرق بين ظلم فرعون وظلم هذا العصر أن فرعون لم يسلم لرب العالمين، فيا ليت رجال الدين يتوقفوا ولو لجزء بسيط عن النفاق والدجل ويرشدوا فراعنة هذا العصر ولا يخشوا في الله لومة لائم، وأن الحياة لن تدوم لأحد، وسوف نقف أمام الله جميعاً، فيا حسرة على من ظلم نفسه في الحياة الدنيا، ولن ينفعه مال الأرض يوم القيامة.
بقلم ناصر56