| قصائد محمود درويش ( متجدد ) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الأحد 24 أغسطس 2008, 4:52 am | |
|
عن إنسان
وضعوا على فمه السلاسل | ربطوا يديه بصخرة الموتى ، | و قالوا : أنت قاتل ! | *** | أخذوا طعامه و الملابس و البيارق | ورموه في زنزانة الموتى ، | وقالوا : أنت سارق ! | طردوه من كل المرافيء | أخذوا حبيبته الصغيرة ، | ثم قالوا : أنت لاجيء ! | *** | يا دامي العينين و الكفين ! | إن الليل زائل | لا غرفة التوقيف باقية | و لا زرد السلاسل ! | نيرون مات ، ولم تمت روما ... | بعينيها تقاتل ! | وحبوب سنبلة تجف | ستملأ الوادي سنابل ..! |
| |
|
| |
مختار محمود أديـب عمـاري
عدد الرسائل : 2683 العمر : 59 المكان : السعودية الحالة : موكن يعني تمام الهواية : قراءة تاريخ التسجيل : 24/01/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الأحد 24 أغسطس 2008, 1:02 pm | |
| | |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الأحد 24 أغسطس 2008, 1:16 pm | |
| جزاك الله خيرا على المرور أستاذى
لقد ترك لنا محمود درويش ارثا ثقافيا كبيرا يجب الاستفادة منه بأقصى حد و لى عودة ان شاء الله و المزيد من القصائد | |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الأحد 24 أغسطس 2008, 1:26 pm | |
| قصيدة أخرى لشاعرنا الراحل و عاد في كفن يحكون في بلادنا
| يحكون في شجن
| عن صاحبي الذي مضى
| و عاد في كفن
| *
| كان اسمه.. .
| لا تذكروا اسمه!
| خلوه في قلوبنا...
| لا تدعوا الكلمة
| تضيع في الهواء، كالرماد...
| خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
| طريقه إليه. ..
| أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
| أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
| أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
| أخاف أن تنام في قلوبنا
| جراح نا ...
| أخاف أن تنام !!
| -2-
| العمر... عمر برعم لا يذكر المطر...
| لم يبك تحت شرفة القمر
| لم يوقف الساعات بالسهر...
| و ما تداعت عند حائط يداه ...
| و لم تسافر خلف خيط شهوة ...عيناه!
| و لم يقبل حلوة...
| لم يعرف الغزل
| غير أغاني مطرب ضيعه الأمل
| و لم يقل : لحلوة الله !
| إلا مرتين
| لت تلتفت إليه ... ما أعطته إلا طرف عين
| كان الفتى صغيرا ...
| فغاب عن طريقها
| و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!
| -3-
| يحكون في بلادنا
| يحكون في شجن
| عن صاحبي الذي مضى
| و عاد في كفن
| ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
| لأمه : الوداع !
| ما قال للأحباب... للأصحاب :
| موعدنا غدا !
| و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
| تقول إني عائد... و تسكت الظنون
| و لم يخط كلمة...
| تضيء ليل أمه التي...
| تخاطب السماء و الأشياء ،
| تقول : يا وسادة السرير!
| يا حقيبة الثياب!
| يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
| أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
| يداه سلتان من ريحان
| و صدره و سادة النجوم و القمر
| و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
| أما رأيتم شاردا
| مسافرا لا يحسن السفر!
| راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
| إن جاع في طريقه ؟
| من يرحم الغريب ؟
| قلبي عليه من غوائل الدروب !
| قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
| قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
| يا دروب ! يا سحاب !
| قولوا لها : لن تحملي الجواب
| فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
| لأنه ...
| لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
| -4-
| يا أمه!
| لا تقلعي الدموع من جذورها !
| للدمع يا والدتي جذور ،
| تخاطب المساء كل يوم...
| تقول : يا قافلة المساء !
| من أين تعبرين ؟
| غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
| سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
| لحظتين !
| لتمسحي الجبين و العينين
| و تحملي من دمعنا تذكار
| لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
| يا أمه !
| لا تقلعي الدموع من جذورها
| خلي ببئر القلب دمعتين !
| فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
| أو صديقه أنا
| خلي لنا ...
| للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
| -5-
| يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
| حرائق الرصاص في وجناته
| وصدره... ووجهه...
| لا تشرحوا الأمور!
| أنا رأيتا جرحه
| حدقّت في أبعاده كثيرا...
| " قلبي على أطفالنا "
| و كل أم تحضن السريرا !
| يا أصدقاء الراحل البعيد
| لا تسألوا : متى يعود
| لا تسألوا كثيرا
| بل اسألوا : متى
|
| |
|
| |
thestar عماري بيحاول
عدد الرسائل : 89 العمر : 37 المكان : ammmmmmmm الحالة : sngle الهواية : politics and vetrinary تاريخ التسجيل : 15/12/2007 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الأحد 24 أغسطس 2008, 1:34 pm | |
| يرحم الله محمود درويش واعان الامة علي واقعها المرير ، وجزي الله كاتبة الموضوع خير | |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الثلاثاء 26 أغسطس 2008, 2:19 pm | |
| قصيدة رسالة من المنفى -1- | تحيّة ... و قبلة
| و ليس عندي ما أقول بعد
| من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟
| و دورة الزمان دون حد
| و كل ما في غربتي
| زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد
| ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
| بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
| من أين أبتدي ؟
| و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
| لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
| لا يرجع الغريب للديار
| لا ينزل الأمطار
| لا ينبت الريش على
| جناح طير ضائع .. منهد
| من أين أبتدي
| تحيّة .. و قبلة.. و بعد ..
| أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير
| أقول للعصفور
| إن صادفتها يا طير
| لا تنسني ، و قل : بخير
| أنا بخير
| أنا بخير
| ما زال في عيني بصر !
| ما زال في السما قمر !
| و ثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
| تمزقت أطرافه
| لكنني رتقته... و لم يزل بخير
| و صرت شابا جاور العشرين
| تصوّريني ... صرت في العشرين
| و صرت كالشباب يا أماه
| أواجه الحياه
| و أحمل العبء كما الرجال يحملون
| و أشتغل
| في مطعم ... و أغسل الصحون
| و أصنع القهوة للزبون
| و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين
| ليفرح الزبون
| -3-
| قد صرت في العشرين
| وصرت كالشباب يا أماه
| أدخن التبغ ، و أتكي على الجدار
| أقول للحلوة : آه
| كما يقول الآخرون
| " يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ،
| تصوروا كم مرة هي الحياة
| بدونهن ... مرة هي الحياة " .
| و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
| يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان
| إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ "
| أنا بخير
| أنا بخير
| عندي رغيف أسمر
| و سلة صغيرة من الخضار
| -4-
| سمعت في المذياع
| قال الجميع : كلنا بخير
| لا أحد حزين ؛
| فكيف حال والدي
| ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله
| و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟
| و كيف حال إخوتي
| هل أصبحوا موظفين ؟
| سمعت يوما والدي يقول :
| سيصبحون كلهم معلمين ...
| سمعته يقول
| ( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
| لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
| و كيف حال أختنا
| هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟
| و كيف حال جدّتي
| ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
| تدعو لنا
| بالخير ... و الشباب ... و الثواب !
| و كيف حال بيتنا
| و العتبة الملساء ... و الوجاق ... و الأبواب !
| سمعت في المذياع
| رسائل المشردين ... للمشردين
| جميعهم بخير !
| لكنني حزين ...
| تكاد أن تأكلني الظنون
| لم يحمل المذياع عنكم خبرا ...
| و لو حزين
| و لو حزين
| -5-
| الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
| يطارد الغريب أينما مضى ..
| ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
| حتى نموت مرتين
| فمرة نموت في الحياة
| و مرة نموت عند الموت!
| هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
| هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء !
| هل يذكر المساء
| مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟
| هل يذكر المساء
| مهاجرا مات بلا كفن ؟
| يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
| أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
| - كأي شيء ميت - إنسان ؟
| هل تذكرين أنني إنسان
| و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
| أماه يا أماه
| لمن كتبت هذه الأوراق
| أي بريد ذاهب يحملها ؟
| سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ...
| و أنت يا أماه
| ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ...
| لعلّكم أحياء
| لعلّكم أموات
| لعلّكم مثلي بلا عنوان
| ما قيمة الإنسان
| بلا وطن
| بلا علم
| ودونما عنوان
| ما قيمة الإنسان
| ما قيمة الإنسان
| بلا وطن
| بلا علم
| ودونما عنوان
| ما قيمة الإنسان
|
| |
|
| |
ندى الياسمين عماري أصيل
عدد الرسائل : 548 العمر : 34 المكان : فلســــــــطين الحالة : متفائله على طول الهواية : الســــــفر تاريخ التسجيل : 19/08/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الثلاثاء 26 أغسطس 2008, 3:41 pm | |
| الله عليكي يا نوراي بجد بشكرك عالنقل الجميل والفكره الاجمل دي بجد انا بحب كل قصائده لاني بحس بقد ايه هو بيحب الوطن وبيعتز بيه وبيعبر عن المأساه بكلمات فوق الوصف وبتمس احساس اي حد بيحس وانا عن نفسي اكتر حاجه بحب قصيدة وعاد في كفن بجد قصيده مؤثره جدااااااا ربنا يرحمه بئا كان رسالتنا للعالم وما زال طبعا مدامت قصايده الجميله دي موجوده مش عارفه اؤلك ايه ينوراي بس بشكرك بجد من كل قلبي ويعطيكي الف عافيه عالمجهووود تسلم ايدك وربنا يجازيكي على اهتمامك ونقلك الجميل ندى الياسمين
| |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الثلاثاء 26 أغسطس 2008, 3:53 pm | |
| جزاك الله خيرا أختى ان شاء الله
اتمنى منك المزيد من المشاركات
و فعلا محمود درويش كان يعتبر صوت فلسطين
قد يكون جسده دفن فى التراب و لكنه حاضر معنا بقصائده و اعماله | |
|
| |
سميح عزت الهيو شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 2323 العمر : 55 المكان : "عنوانى أرض الله .. فعلا ماليش عنوان " الحالة : "إسمى بنى آدم .. وقضيتى إنسان " الهواية : الشعر والأدب تاريخ التسجيل : 02/10/2008 التـقــييــم : 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) السبت 11 أكتوبر 2008, 12:25 pm | |
|
"وحبوب سنبلة تجف
| ستملأ الوادي سنابل ..!" | إذا اشتد الظلام وحلك فلابد الفجر آت آت لن أقول وداعاً محمود درويش .. فمحمود درويش مازال عطر روحه بيننا فى كل ماكتب وشكراً لكاتبة الموضوع المتجدد | |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الخميس 23 أكتوبر 2008, 7:46 pm | |
| أنا من هناك
|
|
| أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ . ولدت كما تولد الناس. لي والدة
| وبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ.
| ولي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ
| ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ
| مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ.
| أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها،
| وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ.
| تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ
| تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ
| هي: الوطنُ...
|
| |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الخميس 30 أكتوبر 2008, 10:09 pm | |
|
صلاة أخيرة
يخيّل لي أن عمري قصير | و أني على الأرض سائح | و أن صديقة قلبي الكسير | تخون إذا غبت عنها | و تشرب خمرا | لغيري، | لأني على الأرض سائح! | يخيل لي أن خنجر غدر | سيحفر ظهري | فتكتب إحدى الجرائد: | "كان يجاهد" | و يحزن أهلي و جيراننا | و يفرح أعداؤنا | و بعد شهور قليلة | يقولون: كان! | يخيل لي أن شعري الحزين | و هذي المراثي، ستصبح ذكرى | و أن أغاني الفرح | وقوس قزح | سينشدها آخرون | و أن فمي سوف يبقى مدمّى | على الرمل و العوسج | فشكرا لمن يحملون | توابيت أمواتهم! | و عفوا من المبصرين | أمامي لافتة النجم | في ليلة المدلج! | يخيل لي يا صليب بلادي | ستحرق يوما | و تصبح ذكرى ووشما | وحين سينزل عنك رمادي | ستضحك عين القدر | و تغمز: ماتا معا | لو أني، لو أني | أقبّل حتى الحجر | و أهتّف لم تبق إلاّ بلادي! | بلادي يا طفلة أمه | تموت القيود على قدميها | لتأتي قيود جديدة | متى نشرب الكأس نخبك | حتى و لو في قصيدة؟ | ففرعون مات | و نيرون مات | و كل السنابل في أرض بابل | عادت إليها الحياة! | متى نشرب الكأس نخبك | حتى و لو في الأغاني | أيا مهرة يمتطيها طغاة الزمان | و تفلت منا | من الزمن الأول | _لجامك هذا.. دمي ! | _و سرجك هذا.. دمي | إلى أين أنت إذن رائحة | أنا قد وصلت إلى حفرة | و أنت أماما.. أماما | إلى أين؟ | يا مهرتي الجامحة؟! | يخيل لي أن بحر الرماد | سينبت بعدي | نبيذا و قمحا | و أني لن أطعمه | لأني بظلمة لحدي | و حيدّ مع الجمجمة | لأني صنعت مع الآخرين | خميرة أيامنا القادمة | و أخشاب مركبنا في بحار الرماد | يخيل لي أن عمري قصير | و أني على الأرض سائح | و لو بقيت في دمي | نبضة واحدة | تعيد الحياة إليّ | لو أني | أفارق شوك مسالكنا الصاعدة | لقلت ادفنوني حالا | أنا توأم القمة المارده!! |
| |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الجمعة 31 أكتوبر 2008, 10:56 pm | |
| أنا يوسف يا أبي
أَنا يوسفٌ يا أَبي. يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني، لا يريدونني بينهم يا أَبي.
يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني وهم طردوني من الحقلِ هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي
حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك، فماذا صنعتُ لهم يا أَبي? الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ، ومالت عليَّ السَّنابلُ، والطَّيعسل حطَّتْ على راحتيَّ فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي، ولماذا أَنا?
أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا، وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب; والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي.. أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي: رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟ | |
|
| |
nouray عماري عامل قلق
عدد الرسائل : 474 العمر : 35 المكان : ساعات بيتنا و ساعات فى الكلية الحالة : صابرة و الله المستعان الهواية : هو فيه حاجة كده ......... تاريخ التسجيل : 29/07/2008 التـقــييــم : 0
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الأربعاء 10 ديسمبر 2008, 2:10 am | |
| حــــالة حصـــار هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ، نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، :وما يفعل العاطلون عن العمل !نُرَبِّي الأملْ
بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً :لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ في حلكة الأَقبية
هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً
سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ
أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ
هنا، لا أَنا هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...
يقولُ على حافَّة الموت: لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ: حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي. سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي، وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن، وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...
في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ بين تذكُّرِ أَوَّلها. ونسيانِ آخرِها.
هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت، لا وَقْتَ للوقت. نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله: ننسي الأَلمْ.
الألمْ هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا. فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها. لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ بمنظار دبّابةٍ...
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا، واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا. أَيها الواقفون على عتبات البيوت! اُخرجوا من صباحاتنا، نطمئنَّ إلى أَننا بَشَرٌ مثلكُمْ!
نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ: نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا في جرائدِ أَمسِ الجريحِ، ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا لمواليد بُرْجِ الحصار.
كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له: ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ وتعالَ غداً !
أُفكِّر، من دون جدوى: بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ، وفي هذه اللحظة العابرةْ؟ فتوجعنُي الخاطرةْ وتنتعشُ الذاكرةْ
عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين
الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ قَيْدَ التَشَابُهِ... عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا هو الوحيُ... أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها
إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور! يحاصرني في المنام كلامي كلامي الذي لم أَقُلْهُ، ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي
شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...
نحبُّ الحياةَ غداً عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة كما هي، عاديّةً ماكرةْ رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ فليكن خفيفاً على القلب والخاصرةْ فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!
قال لي كاتبٌ ساخرٌ: لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ، لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ
إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ
إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً، إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ: قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار، فيكبر طفلاً معافي، ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ تارِيخَ آسيا القديمَ. وقد يقعان معاً في شِباك الغرام. وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ). ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟ صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً، والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟ فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟
لم تكن هذه القافيةْ ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ ولا لاقتصاد الأَلمْ إنها زائدةْ كذبابٍ على المائدةْ
الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.
الحصارُ هُوَ الانتظار هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ
وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ
لنا اخوةٌ خلف هذا المدى. اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون. ثم يقولون في سرِّهم: ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ: لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.
خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ. وعَشْرَةُ جرحى. وعشرون بيتاً. وخمسون زيتونةً... بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ
في الطريق المُضَاء بقنديل منفي أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ: الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح، والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ، والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام، وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ إنه مَجْمَعُ الآلهةْ
قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ
إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي فكُنْ شجراً مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي فكُنْ حجراً مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي فكن قمراً في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا هكذا قالت امرأةٌ لابنها في جنازته
أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟
واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا. ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون. ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء: علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط). ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام). ومختلفون علي واجبات النساء (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ). مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص، مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ... ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.
قال لي في الطريق إلى سجنه: عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ كهجاء الوطنْ مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ يكفي لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ وتنظيف حَمأةِ هذا المكان
على الروح أَن تترجَّلْ وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم وكأسَ النبيذِ القديم لنقطع هذا الطريق معاً ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ: أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ
:يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ هاتفي لا يرنُّ ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ فكيف تيقَّنتِ من أَنني !لم أكن ههنا
:يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار... إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ
يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟ تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ
سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر، أَن الضَجَرْ صِفَةٌ من صفات البشرْ
لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ قلبي بريء مضيء مليء، ولا وقت في القلب للامتحان. بلى، لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟ هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي، وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟ لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ. عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ... ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ
جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل أَو في المداخن، أو في الخيام التي نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...
على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ
الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ غيرِ مأهولةٍ، فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ، ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها. كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها عدَّلَتْهُ بجرَّافة. فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ بيضاءُ من غير سوء ...
إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ ولا أَلعبُ الجولف لا أَفهمُ التكنولوجيا، ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ! أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟ لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري، لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء. أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟
في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً تحجَّرَ في أَبَدِهْ في الحصار، يصير المكانُ زماناً تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ
هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ، جغْرافيةْ !
أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه، وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى
الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.
الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين، لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.
الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً من أَحَدْ.
الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ. وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً: كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي. أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !
الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ. وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي، وهلالاً على إصبعي، كي أُخفِّف من وَجَعي !
سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.
أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ: داءِ الأملْ.
وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.
سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في ليل هذا النَفَقْ.
سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين: سلامٌ على شَبَحي.
إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.
إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ بالرياضة والسُخْريةْ وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ
أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ وشاهدةً من رخام الزمن فأسبقهم دائماً في الجنازة: مَنْ مات.. مَنْ ؟
الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!
الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ .. ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن، فالزَمَنُ البربريُّ انتهى. والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ، والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف
هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة البُنّ في دمهم، طازجة.
هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟ قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا، فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس. عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ. فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟ فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟
الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..
فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط نحو آخرَ مثل الغزالة. والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ، وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.
| |
|
| |
أحمد عبدالعزيز شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 3616 العمر : 42 المكان : أبوظبي الحالة : متزوج الهواية : الشعر والأدب تاريخ التسجيل : 30/09/2008 التـقــييــم : 16
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش ( متجدد ) الأربعاء 10 ديسمبر 2008, 1:29 pm | |
| شكراً علي هذة الوجبة الدسمة
ورحم الله محمود درويش الشاعر المبدع
| |
|
| |
| قصائد محمود درويش ( متجدد ) | |
|