سميح عزت الهيو شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 2323 العمر : 55 المكان : "عنوانى أرض الله .. فعلا ماليش عنوان " الحالة : "إسمى بنى آدم .. وقضيتى إنسان " الهواية : الشعر والأدب تاريخ التسجيل : 02/10/2008 التـقــييــم : 1
| موضوع: د. سعيد شوقى وتجليات فى رباعيات الشاعر/محمد الشرنوبى شاهين الخميس 23 أكتوبر 2008, 11:52 am | |
|
الإسم: | د. سعيد شوقي | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | البلد: | مصر | | الجنس: | ذكر | | تاريخ الميلاد: | تشرين الأول 16, 1961 القليوبية | | المهنة: | أستاذ جامعى /أكاديمي/تعليمي | | | | اسم الشركة: | قسم اللغة العربية - كلية الآداب - جامعة المنوفية | | | | | السيرة الذاتيّة: | أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنوفية | تجليات الموت في رباعيات الشاعر : محمد الشرنوبي شاهين ( عميد شعراء القليوبية )د.سعيد شوقي ________ تجليات الموت في رباعيات الشرنوبي " [1] " __________________________ ربما لا أكون مغاليا حين أقرر – بداية - أن ظهور دال الموت هو من أهم سمات رباعيات " [2] " الشرنوبي " [3] " دون بقية أشعاره " [4] " ، فلقد تواتر في (43) رباعية من جملة (176) ، بمعنى أنه يشكل ربع الرباعيات ، وهذه سمة قد تبدو مستغربة للمتتبع لأشعار الشرنوبي من بدايته في الأربعينيات إلى الآن ، إذ إن ظهور دال الموت في أشعاره الأولى والمتوسطة لم يكن بمثل هذا الكم . وربما كان السؤال عن سبب ذلك طبيعيا ، لكنه بلا شك ليس مسألة سنية شخصية فقط ، إنما هو مسألة سياسية واجتماعية واقتصادية . والحق أن دراسة لدال الموت في أشعار الشرنوبي واجبة ، ولقد كنت قد خططت لها وعزمت على إتمامها ، لكن الوقت داهمني ومرت الحياة سريعة وجاء المؤتمر ولابد من إتمام شيء دون براح فكانت هذه المداخلة ، ونعد إن شاء الله بإتمام عملنا . إن لدال الموت خفاء في أعمال الشرنوبي الأولى كما بينا ، لم يظهر إلا على هامش النكسة وبموت عبد الناصر ، الزعيم المعضل في حياة شاعرنا ، الشهد والدموع معا ، لقد زغرد الشاعر له وهو في سجنه ، كما عبر أحمد عبد المعطي حجازي ذات يوم ، من أنه عندما رأى موكبه من شباك الزنزانة هتف له ، إنها أزمة جيل بكامله ، ظهر أيضا في رثاء أم كلثوم لكن بصور خافتة إذ تحول رثاء الشرنوبي للست إلى مديح تام لحي ، أيضا ظهر في رثاء الشهيد عبد المنعم رياض رفضا للموت في قصيدة ( رياض ما متشي ) ، إن الشرنوبي في كل حالات ذكره للموت في بداياته بعث شخوصه حية مرة أخرى وكأنها لم تمت " [5] " ، لأن إحساسه بالموت في ذلك الزمن لم يكن كالفترة التالية ، بعد ذلك لم يظهر الموت إلا فرادى مثلا في قصيدة ( نشيد الموت ) في ديوان الزمن الحرام ص 21 ، على إثر دخول أتوبيس على طابور الصباح لمدرسة ابتدائية ، ومثلا في قصيدة ( من جورج بوش إلى عزرائيل الموت ) في ديوان آهات وطنية ص 24 ، لكنه ما كاد يكتب الرباعيات حتى انفتحت ماسورة الموت . وحقيقة يمكن تقسيم الموت دراسة في شعره إلى نقاط كثيرة تصلح للمقاربة ، نذكر منها موت الفن والأدب والشعر ومن أمثلته : لما الرغيف بقى له طابورالشعر سورق عندنا في البحورما أكثر الشعراء لكين شعرهمفي عرض قارئ يقرا حبة سطور ( الرباعيات ص 49 )وموت الأوطان والأخوة والعروبة ومن أمثلته : الدم يا ابو الفتح صار للركبلما فلسطيني وعراقي اتنكببيعبوا دم ولحم في البراميلفي صحة الخوجة وسلامة العرب ( الرباعيات ص 52 )وموت في الداخل من فساد المحليات ، ومن أمثلته : مجلس مدينة يشجر الطرقاتويسبها عطشانة تموت من سكاتواللي ما بيهمك توصي عليهمسئول حكومي يبرر الإهمالات ( الرباعيات ص 13 )أو هكذا : مريت على بيت الحبايب وكانمايل وحاضن سقف بيت الجيرانفجأة البيتين ناموا على بعضهمماتوا الأحبة وفطسوا الجيران ( الرباعيات ص 37 )أو من شدة الفقر ، ومن أمثلته : الفقر ماشي على شوك وسلولا مرة فكر عن سمايا يحلهوه والاستعمار أعادي الحياةقلة كرامة وموت وأشياء تعل ( الرباعيات ص 14 )وموت في الخارج بسب الاستعمار ، ومن أمثلته :لو تنولد من تاني يا شيخ يا عمروتشوف حكومات قتالين البشركان قالوا في الأخبار بكل اللغاتعالم من الغيظ طق أو انتحر ( الرباعيات ص 61 )وموت في الداخل في السجون ، ومن أمثلته : الدنيا حالها يوم عسل ويوم بصلسيبك من امبارح وما قد حصلإنت انكتب لك عمر تاني جديدفي يوم ما جاك إفراج من المعتقل ( الرباعيات ص 54 )أو هكذا : في المعتقل لا مله لك ولا دينبين عسكري أزرق وبين جلادينكنا نبات نتمنى يطلع صباحيلقانا جوا الجبانات ميتين ( الرباعيات ص 10 )ومن موت يأتي من الخارج ومن أمثلته : لا حيلة عندك من قريب أو بعيدطول ما أنت محسوب في نظام العبيدالموت يجيك من سلعة مستوردةأو من نفاية عن طريق مستفيد ( الرباعيات ص 40 )ومن موت من عدم تكافؤ الفرص ومن أمثلته : في امتحان شغل الوظيفة ظهرقالوا له عيلتك مش محل نظرأما الوظيفة خدها ابن الوجيهخرج الجدع من عندهم وانتحر ( الرباعيات ص 8 )ومن موت الخيانة والمجتمع ومن أمثلته : سافر عشان هم العيال الكتيرلمراته حول كل ماله الوفيررجع لقاها بددت كل شيءشنق الجدع نفسه بملاية سرير ( الرباعيات ص 8 )
عدل سابقا من قبل سميح عزت الهيو في الخميس 23 أكتوبر 2008, 11:57 am عدل 1 مرات | |
|
سميح عزت الهيو شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 2323 العمر : 55 المكان : "عنوانى أرض الله .. فعلا ماليش عنوان " الحالة : "إسمى بنى آدم .. وقضيتى إنسان " الهواية : الشعر والأدب تاريخ التسجيل : 02/10/2008 التـقــييــم : 1
| موضوع: رد: د. سعيد شوقى وتجليات فى رباعيات الشاعر/محمد الشرنوبى شاهين الخميس 23 أكتوبر 2008, 11:56 am | |
| تكملة الموضوع : المنقول لـ د. سعيد شوقى تجليات الموت فى رباعيات الشاعر / محمد الشرنوبى شاهين وغير ذلك من الأمثلة كثير . إن الموت في شعر الشرنوبي في عجالة هو موت للمجتمع بأسره لناسه وحكامه ومؤسسساته ، ليس هذا فقط ولكنه موت للعالم الخارجي بأسره في سياساته الاستعمارية . يمكن أيضا دراسة كيفية تشخيص هذا الموت في واقع المجتمع للدرجة التي بدت فيها آثاره واضحة على الجميع ، فها هو الطفل في بطن أمه يرفض الخروج للحياة خشية الموت : الطفل من بطن أمه وقت النزول يصرخ بحرقة كأنه عاوز يقول أنا بدي أرجع تاني طرح ما جيت حوشيني يا أمي حياكلني غول ( الرباعيات ص 34 ) وهاهو الشاعر يستنكر استمرارية الحياة على هذه الشاكلة : لو فيه خلود في الدنيا ولا بقاء في هذه العيشة اللي زي الوباء نبقى احنا عايشين في جهنم أكيد والناس جميعا تستحق العزاء ( الرباعيات ص 35 ) أيضا يمكن مقاربة النظر إلى تمني الناس للموت بدلا من الحياة لقسوتها وشدتها : أبو العيال مسكين وغلبه عماه عمره ما حس بطعم صبحه ومساه شارب كاسات المر وبينتظر يوم استقالته من عموم الحياة ( الرباعيات ص 42 ) أيضا يمكن دراسة الهدف التعليمي من سوق دال الموت لتحذير الناس من جراء أفعالهم بعد الموت :
لو تفتكر في الموت ويوم الحساب
وإننا رهن الثواب والعقاب
ما كنت واكل حق غيرك
ولا تربي في كرشك قطط أو كلاب
( الرباعيات ص 21 )
أو هكذا :
غير التراب إيه اللي يملا عنيك
خليك كويس وادفع اللي عليك
أنا باستجير منك وباستسمحك
تبعد يا باشا عن جيوبي إيديك
( الرباعيات ص 23 )
أو هكذا بدلالة ساخرة معكوسة :
بيظبطوك بالسرقة تصرخ حاتوب
وتاني يوم نلقاك بتشرط جيوب
إنت لو اتوفيت بدون قطع إيد
يمكن في يوم الحشر تنشل ذنوب .
( الرباعيات ص 59 )
أيضا يمكن دراسة فكرة أن الموت لا يخلو من منفعة عند الشاعر :
هم الزيادة كل يوم في البشر
فوق أي حسبة أو عدد منتظر
لو ربنا يحكم على الموت يموت
كان كوكب الأرض بحمولته انفجر
( الرباعيات ص 44 ) أو هكذا :
العمر لما يطول بيصبح رزيل
لكن الحياة لها طعم حلو وجميل
واللي معكر صفونا في الوجود
قاتل ويمشي في جنازة القتيل
( الرباعيات ص 49 )
ويمكن أيضا مقاربة فكرة أن ظهور الموت يميط اللثام عن كثير من الحقائق :
مات الجدع واتجمعوا النواحين
ظهرت له زوجة تانية واتنين بنين
الحرمتين اتخنقوا أما الفقيد
تركوه وراحوا القسم متخرشمين
( الرباعيات ص 6 ) أو كفعل استباق للأحداث هكذا :
اعرف عدوك يا أخي في الوطن
شغل الخواجه ليه في عقلك سكن
دا جي يسرق حتى يوم دفنتك
راح يفتح التربة وياخد الكفن
( الرباعيات ص 12 ) أو فكرة كيفية ظهور دال الموت في النص ، إما باسمه الصريح في كثير من الأمثلة السابقة وإما بعكس دلالته وهي دلالة الحياة وما يقيمها كما يلي :
الزهر يحييه الندى في الحياة
والقلب يحييه الإيمان بالإله
والحب يحييه الضمير السليم
والدنيا ما تسواشي حني الجباة
( الرباعيات ص 22 )
أو فكرة سعي الناس الحثيث وراء قدرهم :
أيام تفوت من عمرنا وتمر
زي الأتوبيس لما بينا يكر
والكل مستعجل على محطته
إنشالله حتى يزق ولا يجر .
( الرباعيات ص 37 )
أيضا يمكن دراسة رباعياته مقارنة برباعيات الخيام ليس على أساس من الترجمة ولكن على أساس من المعارضة ، وهي التي يحاكي فيها الأديب أثر أديب آخر محاكاة دقيقة تدل على براعته ومهارته ومثال ذلك نهج البردة لأحمد شوقي وبردة البوصيري . والحق أن هذه الدراسة هنا أولى من كل النقاط السابقة لأنها عنصر مهيمن هنا بمفهوم رولان بارت " [6] " .
كل هذه الأفكار وغيرها يمكن دراستها ، ولقد حاولت أن آخذ فكرة من غير ما سبق بدت أيضا في رباعياته وأحاول تعميقها لقلة الوقت كما بينت ولسرعة المقاربة ، فليغفر لي الأكاديميون ذلك ، إن ما أود مقاربته هو مفهوم الشرنوبي للموت ،أو ورؤيته للموت ، إن هذه المقاربة تستند إلى حقائق المنهج الاجتماعي الذي يبحث في أبنية الوعي دون أبنية الجمال " [7] " .
إن أول ملمح يمكن ملاحظته في رؤية الشرنوبي للموت هو في تجاهله لهذا الموت : قالت لي نفسي بكره راح ننتهي قلت لها طبعا فاضحكي وقهقهي قالت لي إيه لغز القضا والقدر قلت لها أحسن تقعدي وتتلهي ( الرباعيات ص 4 ) إن التجاهل هنا ليس عن جهل به وإنما عن علم بطبيعة الصراع الخاصة معه ، إنه صراع لا نصر فيه ، صراع ضد عدو مجهول قاهر ، ومن ثم فهو لا يجعل نفسه تنشغل بهذا اللغز عن الحياة ، إنه يعيش الحياة حتى نخاعها ضحكا وقهقهة لأنها هي التي يمتلكها ، إن الموت عصي عن الفهم مثلما هو القضاء والقدر ، ولا يرغب الشاعر لقواه أن تخور تفكيرا في هذه المعميات التي لا طائل من التفكير فيها ولا جدوى من استحضارها ، فمحصلة التفكير حيرة بعد حيرة ، رغم ما خبره من إجابات مذهبية ولاهوتية ، إنه لا يثق في شيء من ذلك ، لا يثق إلا في نفسه في ضحكاته وقهقهاته ، إنه يصل بنفسه إلى متعة في قمة الانسجام مع الحياة ، إن معركته في فقه الموت خاسرة ، إنه يعلم أن مصيرها يتمثل فيما نصح به نفسه أن ( تقعد وتتلهي ) بالعامية المصرية ، بمعنى أنها لن تصل إلى شيء . إنها رؤية زوربوية " [8] " في حب الحياة حتى الثمالة ، رؤية في ممارسة الموت بفعل الحياة ، نموت ونحن نضحك ، تماما مثلما فعل صلاح عبد الصبور : آه لو متنا في شهقة ضحك على لسان الأميرة في مسرحية الأميرة تنتظر ، ومثلما فعل يوسف السباعي في السقا مات ، عندما أمات بطله وهو على أهبة الذهاب للقاء غانية بعد أن دفع أجرتها وأعد نفسه لها بالحشيش بآخر قروش استدانها من أصدقائه ، وهو تماما مثل تذهب العامية المصرية بعبقريتها ( نموت من الضحك ) ، إن معركة الفكر خاسرة لن توصل إلى الإجابة عن الأسئلة الكبرى في الموت ، إنه من أمر ربي كما يصرح القرآن عن الروح " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " " [9] " . ولكي يؤسس الشرنوبي لنفسه بهذا التوجه الحيوي في حب الحياة يقنع نفسه عقليا ، بعد أن أقنع عاطفته ، هكذا : الموت رضينا أو كرهنا قضا أفضل تموت وانت في حالة رضا العقل لو معقول يقول لك كده مش عقل بيصلي بدون مضمضه . ( الرباعيات ص 16 ) إنه يذكر نفسه أن ترسخ وتتثبت ، حتى لا يدخل في محاجة تقليدية بين عقله وعاطفته ، أن يصالح نفسه مع نفسه حتى تسير مكتملة مع المذهب الحيوي الجميل الذي اختطه لنفسه ، إن الموت رضا أو غصبا سيقع فلماذا ينشغل عقليا به ؟ إن ما هو حتمي لا يجب التوقف أمامه ، أما حياته فهي غير حتمية ، هو الذي يصنعها ، هو يتقدم فيها باختياراته ، ولقد اختار حالة الرضا ، إنه موقف وجودي ، من ضحكاته رضا من قهقهاته رضا ، إن الضحك والقهقهات متبوعة بالرضا ، الضحك يستجلب السخرية ، يستجلب المفارقة ، وتمعن القهقهات في تعميق دلالتها . إن الشرنوبي ينظر للعالم بعين الضحك التي هي عين العقل ، فكما يقال " العالم مأساة لمن يشعرون ، ملهاة لمن يضحكون " إن الشرنوبي يضحك من هذا العلم لأنه خبره بعقله فوجده عالم غير منطقي بالمرة ، لا سبب فيه يؤدي إلى نتيجة ، وعلة خارجة من معلول ، تخلى الشرنوبي سريعا عن إحساسه وشعوره بالعالم مثلما كان في أشعاره السابقة ، ولجأ إلى النظر إليه بعين الضحك والسخرية ، إنه تماما الفارق بين الذات التجريبية التي تنخرط في المجتمع ولا تدرك متنقضاته والذات الترانسنتدالية التي تتعالى على المجتمع وتنخرط فيه في ذات الوقت ، تنخرط فيه لتفهمه وتتعالى علية لتدرك متناقضاته وتضحك من جراء ذلك " [10] " . الموت لم يعق الشرنوبي عن ممارسة الحياة وفهم الحياة لأنه تجاهله ، إنه إدانة حضارة عاش فيها ويعيش فيها تقدس الموت وتستعذبه وتعمل له وتعيش به فلا هي عاشت كما ينبغي ولا ماتت كما ينبغي . إن الشاعر يستند في هذه المحاجة العقلية على حقيقة وجودية ترى حتمية وجود الموت ، هكذا : مين اللي يحميك من إدين عزرائيل إن كنت في طيارة أو طوموبيل
من تحت رجلك شم حفنة تراب
من قبل ما تكون للقرافة نزيل
( الرباعيات ص 20 ) | |
|