الأم الدايه
أو
البنت الخارجه من الحدوته ))
إهادء خاص إلى الشاعرة الكبيرة / سيدة فاروق
من ديوانى الجديد
سميح عزت
البيت من طوب م النور
ودموع عصفور
مخلوطه بطمى جراح الليل ..
والليل
موسوم بميعاد الدهشه ..
موشوم ..
بالآه الرامحه ..
كيف ما الخيل الحرنان
ف عروق الولّـلاده البكر وبتدور
دوران النن ف بحر العين ..
لحظة رشق الحزن النصل المسموم ..
فى بدن الحلم الساكن تلابيب الروح ..
والدم ونيل الوجدان
وتفور ..
فوران الدم ف ساعة طلق مخاض الكلمه
البنت الغنوه ..
وتخلى القلب الأبيض كما لوز القطن
يشب يشب يزوم
يمسك بضوافره ..
فى شواشى الروح العطشانه حنان
ويشد .. يشد .. يشد
ف جريد الروح المنقوع ف حنين
أولاد الغربه .. لحضن أمان
والغربة ماهيش ترحال
بين ألف مدينة .. آلاف الأميال
في سكه جبال وصخور
الغربة حاجات جوانا مانعرفهاش
بس بنعرفها
لحظة ما تجف الحنه
على كفوف الأحلام
وتشقق ..
تتساقط ..
ف حجور الأيام ..
ونبص نلاقى ..
الحنه ماسابت حتى اللون
على كف الحلم الكمشان
على نبضه ف زاويةْ قلب برئ محزون
بيحاول يتدفى ..
بغنوات العمر وبالمواويل
تبكى الغنوات ..
وتشد ف طوق المواويل
الجرح ينز الدمع يسيل
يتبل النبض يزيد البرد تزيد
الرعشة .. .. تفور
يغلى الخوف ف دماغ اللحظه ف نبع وريد
الأم الكون
يجلدها السوط المدهون تباريح
فتضيق الروح
وتصير :
كمسافةْ بتفصل بين رمشين
يُطلق رحم الغربه الكاين
جوا الروح أسيان ..
والطلق فى عز البرد صعيب
بيغرب حَجَر العين بين الأجفان
وبيتنى نخاع الشريان
والأم الدايه ..
بتهز ف جزع النخله
تتجمض تحزق فتميل
على صدر الأمل الساكن أمر التكوين
سبحان البارئ .. كن فيكون
"ضلمه ونور
ضلمه ونور
ضلمه وضلمه وضلمه
بنت "
الأم الدايه ..
تتشاهد ف الودنين
قبل مايقرص حلم البنت الشيطان
فتعيط برده البنت بحرقه ..
مع أول شهقه تغز ضلوعها الخضرا
مع أول بصه ف وش النور
تبكى الأم وهى بتحضن
وردة كينونةْ الإنسان
وتقص الحبل السرى ..
بسن الألم الباكى وتكويه بدموعها
تعجن حنتها بدمع العين
وتغنى :
" ياحنه ياحنه "
والحبل السرى المقطوع موصول
بين القلبين ..
يتنهد لبن السرسوب
فى النهد يفجر فيه التحنان
نييييل ..
تغاريد ..
أحلام ..
أنهار أشعار ..
الأم ترضع وليدتها
سرسوب الكلمات .. تتاوب وتنام
الأم تنام
وإيديها الملفوفة على خصر البنت
بتكلبش وتتبت موت
على طرح مخاض الأحلام
فتحلم ..
بالحلمه بتتشقق
ولبنها بيتألم
والملح بيترش على السلم ..
والبنت حبيسه ف طرحه وفستان
لون اللبن .. لون الأكفان
والزفه إيدين ..
بتشد البنت من الحضن العطشان لزمان
ما فيهوش للوأد مكان
والبنت بتنده ضمينى يا أمى ..
أنا ماشبعتش لسه حنان
يبكو الاتنين ..
والناس بتبارك مش عارفين ..
إن بنات الروح والقلب
فراقهم يشبه موت الولدان
والبنت الخارجه من الحدوته
بتنط السور
علشان تلحق بكره ..
بكره مجهز ليها جراح مش ف الحسبان
قبل ماتُخطر فيه ..
وتطيَّر ضفايرها فى براح الضحكه
على شكل دواير ببراءةْ ريشة رسام
بيحرر ألوان اللوحة من الأحزان
و تشبك توكةْ فرحتها ف نوار المشمش
وزهور الياسمين
تتفزع الأم تقوم م النوم ..
تلاقى البنت اتخطفت من حِجر حنانها
تتعصب بدموع المواويل ..
وتقرط جامد على راسها
داير مايدور
بالمنديل المشغول
من وجع الترحال
وتغنى :
" شجر الحنه يجرّح إيدى
وأقرطف أوراقها
واكوّم اكوّم
يا حنه يا حنه يا حلم الفتى
بديلك بنيه يا عينى وفطامى ابتدا "
.................
.................
كعب السنين يتششق
تتشقق الخطوه العفيه
ينده بكا أم الصبيه ..
كان بدرى لسه ع الفطام
ياقلبى من حضن البُنيه ..
وغصب عنى كان فطامك
يابنتى من حضنى وعنيه
........................
يدبحنى نصل الدمع يشقنى بالطول
وانا ..
شاعر ماليش ديَّه
........................
........................
إيضاح
السطور الموضوعة بين علامتى تنصيص من قصيدة " بنت " للشاعرة الكبيرة سيدة فاروق