لمن لا يعرف "عليشة" من الأخوان والأخوات خارج مدينة الرياض، فهي حي من أحياء المدينة القديمة، مشهور بوجود مباني خاصة لجامعة الملك سعود للبنات، ومباني "المباحث العامة" لوزارة الداخلية.
ولا أعلم هل كان هناك تخطيط مسبق لوضع هذه المباني في حي واحد، فكلاهما مصمم ليكون شبه "معتقل" لمن يقطنه، فتيات الجامعة والمعتقلين السياسيين. والفرق الوحيد هو أن أحد هذين المكانين قد بدأ في رفض واقعه المؤلم.
فمن منتصف الشهر السابق، بدأ عدد من المعتقلين السياسيين إضرابا عن الطعام، في حركة احتجاج على سوء المعاملة، والأوضاع المتردية داخل السجون، وعلى سجن البعض دون أي محاكمة أو توجيه تهم لهم.
ويبدو أن خبر هذا الإضراب المنظم قد وصل إلى بعض السجون السياسية الأخرى المنتشرة في الرياض وما حولها، فصارت المشاركة جماعية، لكن إدارة السجون السياسية رفضت (كما في ستة حالات سابقة خلال هذا العام) أن تتفاوض مع المضربين.
يتردد اسم الدكتور سعيد بن زعير كمحرك أول لهذا الإضراب، فهو أحد المعارضين السياسيين الذين طال اعتقالهم، وقد أنظم إليه مؤخرا عددا من المعارضين السعوديين المعروفين، مثل الدكتور سعيد الغامدي والشيخ خالد الراشد والشيخ جاسر القحطاني.
وقد كانت الاعتقالات هذا العام متركزة على شخصيات عملت على المطالبة بالإصلاح والتغيير، ومعظمهم من المنتسبين "لحركة الملكية الدستورية"، التي تدعو لمزيد من مشاركة الشعب في الحكم، وإلى انتخاب مجلس الشورى من قبل المواطنين.