احمد فتحي شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 1683 العمر : 42 المكان : بينكم الحالة : متزوج الهواية : الشعر -القراءة تاريخ التسجيل : 18/10/2008 التـقــييــم : 2
| موضوع: السلف والسلفية للمفكر الاسلامي د.محمد عمارة الأربعاء 05 أغسطس 2009, 1:23 pm | |
| السلف والسلفية..كتاب للدكتور محمد عمارة السلف والسلفية والسلفيون، والتطور الفكري لتيار "السلفية" في تاريخ الحضارة الإسلامية، هو مادة هذا الكتاب الذي بين أيدينا للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة. والكتاب هو دراسة من أجل تحرير وتصحيح وضبط مصطلح السلفية ومتصلاته من التعبيرات التي تخص قضايا الفكر والدعوة.
في البداية يشير المؤلف إلى اختلاط المفاهيم لدى الكثيرين فيما يخص مصطلح "السلفية"، حيث يراه البعض معبراً عن التقليد والجمود ومخاصمة العقل والتمدن والعودة إلى عصور البداوة ومجتمعاتها والرفض لجميع ما لدى الآخرين.
ويرى بعض الغربيين أنه يعبر عن "الفاشية الإسلامية" التي تهدد بالإرهاب المدنية الغربية، والتي تجاوز خطرها خطر النازية والشيوعية في القرن العشرين، ويرى آخرون أنها "السلفية الجهادية" التي حملت السلاح لمحاربة حكام البلاد الإسلامية، وهزت الاستقرار في مجتمعات المسلمين، ويراها بعض الصوفية "الانحراف العقائدي" الذي أدخل عقائد أخرى إلى الإسلام.
على جانب آخر يرى البعض أن "السلفية" هي الفرقة الوحيدة الناجية من النار؛ لأنها هي التي بقيت على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بينما انحدرت كل فرق المسلمين إلى هاوية الهلاك.
العصر الذهبي
و"السلف" لغة الماضي، وفي الاصطلاح هو العصر الذهبي الذي يمثل نقاء الفهم والتطبيق للمرجعية الدينية والفكرية، قبل ظهور الخلاف والمذاهب والتصورات التي وفدت على الحياة الفكرية الإسلامية بعد الفتوحات، و"السلف" في اصطلاح المال والتجارة هو إقراض الأموال قرضاً حسناً، أي لا منفعة فيه للمقرض في الدنيا..
وبعد "السلف" الذين يشملون الصحابة والتابعين والأئمة العظام للمذاهب الكبرى من تابعي التابعين يأتي "الخلف"، الذين يلونهم في التسلسل الزمني، ثم تأتي أجيال "المتأخرين" ثم "المحدثين" ثم "المعاصرين".
أما السلفية -كما يراها المؤلف- فهي بعبارة الإمام محمد عبده: "فهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى"، وبرغم وضوح هذا التعريف فإن فصائل السلفية تعددت في تراثنا الإسلامي، فمنهم من يقف عند ظواهر النصوص، ومنهم من يُعمل العقل في الفهم بين مسرف في التأويل أو مقتصد.
ويقول المؤلف: إن كل حركات الإحياء ودعوات التجديد هي سلفية، ودعاتها وفلاسفتها هم سلفيون في جانب من جوانب إحيائهم وتجديدهم؛ لأنهم يستلهمون "المنابع" لتجديد الواقع واستشراف المستقبل.
معنى السلفية
والسلفيون أنواع، فمنهم من "يقلد" السلف، وهؤلاء هم أهل الجمود والتقليد، ومنهم من يرجع إلى السلف فيجتهد في ميراثهم وتراثهم، مميزاً فيه "الثوابت" عن "المتغيرات"، ومنهم من يستلهم من فقه السلف ما يتطلبه فقه الواقع الجديد.
ومنهم من يهاجر من واقعه إلى واقع السلف الذي تجاوزه الزمن، ومنهم من "سلفه" عصر الازدهار والإبداع في تاريخنا الحضاري، ومنهم من سلفه عصر الركاكة والتراجع في مسيرتنا الحضارية.
| |
|
احمد فتحي شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 1683 العمر : 42 المكان : بينكم الحالة : متزوج الهواية : الشعر -القراءة تاريخ التسجيل : 18/10/2008 التـقــييــم : 2
| موضوع: رد: السلف والسلفية للمفكر الاسلامي د.محمد عمارة الأربعاء 05 أغسطس 2009, 1:23 pm | |
| ومع صدق وصلاحية إدخال أغلب تيارات الفكر تحت مصطلح السلفيين، إلا أن هذا المصطلح اشتهر به أولئك الذين غلبوا "النص" على "الرأي" و"القياس" و"التأويل" وغيرها من سبل وآليات النظر العقلي، فوقفوا عند "الرواية" أكثر من وقوفهم عند "الدراية" وحرموا الاشتغال "بعلم الكلام"، فضلا عن الفلسفات الوافدة على حضارة الإسلام، وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم -أحياناً- "أهل الحديث" لاشتغالهم بصناعة المأثور وعلوم الرواية ورفضهم علوم النظر العقلي.
واشتهر أمر هذه المدرسة الفكرية في العصر العباسي؛ لأن ازدهار مدارس الرأي والنظر الفلسفي والعقلاني وتأثيرات الوافد اليوناني والفارسي، أفزعت قطاعًا كبيرًا من عامة الأمة وعلمائها، وكان إمام هذه المدرسة هو أبو عبد الله أحمد بن حنبل (164-241 هـ) ـ (780 ـ 855م) صاحب المسند الشهير والورع الأشهر.
ومن أبرز أئمة هذه المدرسة: البخاري ومسلم وأبو داود والطبراني والبيهقي وابن راهويه، وأيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهم.
ويشير المؤلف إلى أن العصر العباسي شهد ترجمة العديد من كتب الفلاسفة اليونانيين، وكانت هذه الترجمة هي استعانة إسلامية بسلاح العقلانية اليونانية للرد على فلسفتهم المغرقة في الباطنية، وليس لتكون فلسفة الإسلام والمسلمين، لكن ترجمة هذه الفلسفة أضفت على هذا الفكر عند شريحة من فلاسفة الإسلام هالة قاربت القداسة، وبرغم أن تأثير هؤلاء ظل بعيداً عن جمهور الأمة، فإن فكرها أزعج قطاعاً من علماء المسلمين، فولد تياراً تبلور في "السلفية" كفرقة وتيار فكري، اعتصم بالنصوص الدينية ولا شيء غير النصوص!
أصول المنهج السلفي
وصاغ الإمام أحمد بن حنبل منهج السلفية -المنهج النصوصي- الذي يأخذ الإسلام أصولاً وفروعاً من النصوص والمأثورات، وذلك في مواجهة منهج متكلمي المعتزلة، الذين كان للعقل والتأويل شأن عظيم في منهجهم، وصاغ الإمام ابن القيم أركان المنهج النصوصي في خمسة أصول:
الأول: النصوص.. فإذا وجد النص أفتى به ولم يلتفت إلى ما خالفه ولا من خالفه كائنا من كان.
الثاني: ما أفتى به الصحابة، فإنه إذا وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم فيها لم يعدها إلى غيرها.
الثالث: إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب والسنة، ولم يخرج عن أقوالهم.
الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس.
الخامس: القياس للضرورة، فإذا لم يكن عنده في المسألة نص ولا قول للصحابة أو واحد منهم ولا أثر مرسل أو ضعيف، عدل إلى القياس فاستعمله للضرورة.
وانطلاقاً من هذا المنهج النصوصي رأى أصحابه أن علماء الأمة قسمان: حفاظ الحديث والفقهاء، وبسبب من المثالية والقداسة التي أضفاها هذا المنهج السلفي على "النصوص" امتدت هذه "المثالية" إلى العصر الذي قيلت فيه، وشاع في الحركة السلفية تعظيم الماضي، وزاد هذا التعظيم كلما اقترب من عصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
| |
|
احمد فتحي شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 1683 العمر : 42 المكان : بينكم الحالة : متزوج الهواية : الشعر -القراءة تاريخ التسجيل : 18/10/2008 التـقــييــم : 2
| موضوع: رد: السلف والسلفية للمفكر الاسلامي د.محمد عمارة الأربعاء 05 أغسطس 2009, 1:24 pm | |
| الاعتدال الاعتزاليويرى المؤلف أن هناك ظاهرة طبيعية في تاريخ الأفكار هي التطور الذي تمر به، فالأشعرية التي بدأها أبو الحسن الأشعري كرد فعل شديد المحافظة إزاء عقلانية المعتزلة، تطورت على يد جيل المجددين لها من أمثال: الباقلاني والجويني وحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، الذين خرجوا من رد الفعل إلى الفعل، وإلى إعطائها جرعة من العقلانية التي استوعبت "الاعتدال الاعتزالي"، وبهذا التطور، الذي تجلت فيه كثير من معالم الوسطية الإسلامية، استقطبت الأشعرية جمهور أمة الإسلام.
وأيضاً حدث هذا التطور للسلفية على يد كوكبة من العلماء الأعلام وفي مقدمتهم: أبو الوفاء بن عقيل وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية، فبعد أن كان الفقه -في السلفية النصوصية- هو فقه النصوص فقط، نجد تأكيد ابن القيم على "فقه الواقع" الذي هو الطريق إلى "فقه الواجب".
وبعد أن كانت السلفية النصوصية تكاد تستبعد القياس قال شيخ الإسلام ابن تيمية: القياس هو ميزان العدل الذي أنزله الله، وبعد أن كانت السلفية عند الإمام أحمد بن حنبل شديدة النفور من التأويل، نجد موقف ابن تيمية بإزاء التأويل متسماً بالتوازن والموضوعية، فهو يميز بين التفسير المقدور وبين مآلات الإلهيات والغيبيات التي لا يعلمها إلا الله.
أكثر من سلفيةويقول الدكتور محمد عمارة مؤلف الكتاب إن هذا التطور ـ الفكري ـ وضعنا إزاء أكثر من سلفية: سلفية نصوصية هي رد فعل للعقلانية اليونانية اللادينية، وسلفية عقلانية هي "فعل" توازن فيه العقل والنقل، سعى به جيل المجددين إلى تجديد دنيا المسلمين بتجديد الإسلام.
ثم يتحدث الكاتب عن السلفية في العصر الحديث وأبرز رموزها الإمام محمد بن عبد الوهّاب، والذي تميزت سلفيته ـ بسبب البداوة والفقر الفكري والفلسفي ـ ، بأنها أقرب إلى رد الفعل السلفي كما كان عند الإمام أحمد، وليس إلى السلفية العقلانية كما كانت عن ابن تيمية وابن القيم.
لكن الشيخ الإمام محمد عبده كان أقرب إلى السلفية العقلانية المستنيرة، فهو يدعو إلى السلفية في ثوابت الدين التي تعود في فهمه إلى المنابع الجوهرية والنقية قبل ظهور الخلاف، وفي ذات الوقت يدعو إلى العقلانية في فهم النصوص لتحرير الفكر من قيد التقليد، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري التي وضعها الله لترد من شططه.
أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ركز على إصلاح العقائد وتقويم التصورات وتصحيح العبادات، وساعدت خشونة البيئة البدوية على تميز الأسلوب الوهابي بالخشونة، ورفض الشيخ أن يحتكم لغير النصوص، فهاجم "القياس" حتى لو كان صحيحاً، وأعلن أن "الرأي" لا وزن له بجانب النصوص..
لقد كانت "سلفية" الشيخ محمد عبد الوهاب رد فعل للبدع والخرافات التي طرأت على عقائد الإسلام وعباداته في بادية نجد فوقفت إيجابياتها عند تنقية هذه العقائد والعبادات من البدع والخرافات، والآن نجد أن "السلفية النجدية"، قد توزعتها العديد من التوجهات، وطرأت عليها الكثير من الانشقاقات، مع تصاعد مد اليقظة الإسلامية، التي تمثل أعظم ظواهر العصر الذي نعيش فيه، ومنها:
ما يسمى بالسلفية العلمية.. التي تحاول استلهام المشروع التجديدي لشيخ الإسلام ابن تيمية، مع مواءمته لمستجدات الواقع المعيش.
وما يسمى بالسلفية الجهادية.. التي سلكت طريق العنف في التغيير.. ومن هذه السلفية الجهادية من يختص بالعنف الامتدادات الاستعمارية الغربية في ديار الإسلام، ومنها من يتوجه بالعنف إلى هز الاستقرار في مجتمعات الإسلام.ومنهذه السلفية المعاصرة فصيل محدود الحجم والتأثير، بلغ في الغلو والجمود حدوداً فاقتالخيال، حتى لقد كتب بعضهم في تكفير أئمة السلفية مثل ابن قيمالجوزية!.
وهكذا نجد أنفسنا تاريخيا وحديثا -كما يقول المؤلف- أمام عدد من "السلفيات" وليس أمام سلفية واحدة.المصدر: إسلام أون لاين
| |
|
أحمد عبدالعزيز شــاعـر عمـاري
عدد الرسائل : 3616 العمر : 42 المكان : أبوظبي الحالة : متزوج الهواية : الشعر والأدب تاريخ التسجيل : 30/09/2008 التـقــييــم : 16
| موضوع: رد: السلف والسلفية للمفكر الاسلامي د.محمد عمارة الأربعاء 05 أغسطس 2009, 2:30 pm | |
| دام إجتهادك تحت راية التجديد وتجلي الحقائق ونقل جيد يصب في صالح قضية جدلية وشائكة , وربما يخاف الكثيرين التحدث فيها , وكم هو جميل أن نعرف بإيجاز مختصر ما قاله أقطاب هذا المجال
دم بخير أخي الحبيب | |
|