ميكروباص

- جيزة جيزة جيزة
يلا نفرين ميدان الجيزة علشان نطلع

وأخيرا الحمولة كملت و السواق دور العربية و طار من الموقف
و قبل ما يدوس برجله عالبنزين شغل التسجيل اللي سماعاته تخلي الودان تصفر و الصداع يدق في النافوخ
اتكوم الركاب على بعض و هو طاير بالعربية وعمال يروح يمين و شمال و يعمل غرز وكأنهم راكبين العربة الطائشة

صوت حريمي من الكنبة الأخيرة صرخ مرة واحدة

- وطي صوت البتاع ده شوية حرام عليك دماغنا هتنفجر

طنش و كأنه ماسمعش حاجة و كمل السباق

اتكررت الصرخة مرة تانية
- عايز تندمج قوي كده ابقى حط السماعات عندك بدل ما انت لازقهالنا ورا راسنا كده

بص في المراية بسخرية و مد إيده قلب الشريط و اشتغلت أغنية الدنيا خربانة و عاش معاها و بقت العربية تتطوح مع الأغنية وكأنها ممونة سولار غير خالي من الكحول

وصل الميكروباص عند الجامعة و نزل معظم الركاب و مافضلش غير خمس ستات المفروض إنهم هينزلوا آخر الخط
بصلهم السواق و قالهم
- يلا يا جماعة أنا هلف من الدوران اللي جاي

ردت اللي في الكنبة الأخيرة و قالتله
- آخر الخط الميدان
ازاي بقى عايز تلف ان شاء الله ؟!!!
وصلنا الأول و بعد كده ابقى ارجع براحتك

بص في المراية تاني و قال:
- أنا آخري هنا خلاص واللي مش عاجبه يخليه راكب و يرجع معايا تاني

- طيب اطلع بينا عالقسم

- الظابط نمرته على موبايلي اهو تاخدي تكلميه علشان ما أسمعش صوتك تاني؟

- ماشي هات أكلمه وأكلم اللي يتشددله كمان

- يوووه ده انتي شكلك بتاعت مشاكل و عاملة قلق من الصبح ووجع دماغ
و شكلك هتضيعي الاصطباحة اللي الواحد عاملها
عالعموم أنا اللي عندي قولته و اللي مش هتنزل هنا دلوقتي ترجع تاني و تبقى تشوفلها عربية تانية

اتنين من الخمسة خدوها من قاصرها و نزلوا
بص السواق و راه لقى التلاتة قاعدين و كأنهم بيتحدوه فداس عالبنزين مرة واحدة و طارت العربية أمريكاني
و وصل للدوران و لف فعلا
بصت اللي في الكنبة الأخيرة للي جنبها و اللي قدامها وحست منهم بنظرات لوم

خرجت براسها من الشباك فجأة و بدأت ترأع بالصوت
- يا لهوي إلحقونا يا ناس..إلحقوناااااا

و لأن أم السواق كانت داعية عليه كان واقف ظابط عند الجامعة و لما سمع الإستغاثة ركب الموتسيكل و طار ورا العربية لحد ما وقفها و نط من عالموتسيكل و جري بسرعة فتح الباب اللي جنب السواق و جابه من لياقة التيشيرت و نزل فيه تلطيش يمين و شمال مع كام شلوت خلفي و هو بيصرخ و يقوله انت خاطفهم و لا عملتلهم ايه يابن الـ.....

- و الله ما عملت حاجة يا باشا

- ما عملتش حاجة
ازاي؟! ده انت ليلة أهلك سودة النهاردة و هوديك في ستين داهية

جرجره خطوتين ناحية الشباك الأخير و بص للتلاتة اللي في العربية و قالهم
- عمل ايه الحيوان ده؟

ردت و قالتله
- مش عايز ينزلنا في الميدان و لف بينا و قال هرجع أرميكو مكان ما جبتكو

- بس كده؟؟؟

- آه

- طيب يا ختي
بقى عاملة الأزعرينه دي كلها علشان ما وصلكوش للميدان؟
يلا غور وصلهم

- ماشي يا باشا تحت أمرك

ركب الظابط الموتسيكل و السواق دخل عربيته و مسك الدريكسيون بشيء من الغل و لف مرة تانية و رجع في اتجاه الميدان من غير أي حركة أو لفظ بشكل آلي أو ميكانيكي منعه من البص في المراية
و قبل الميدان بكام متر و قفت العربية الملاكي اللي قدامه فجأة
داس عالفرامل بكل قوته بس التصادم كان أسرع من رجليه و خبط في العربية اللي قدامه و نزل صاحبها بسرعة مسك في خناقه و بدأ مسلسل التلطيش من تاني

نزلت اللي في الكنبة الأخيرة بسرعة و مشيت في الشارع و هي كاتمة الضحك و بتقول في سرها
- صحيح اللي بيجي عالولايه ما بيكسبش

اسلام بارع قصصى من الطراز الأول

نهاية القصة جميل جدا وخلانا كلنا نضحك زيها

بس انا بقى مكنتش هاقول اللى ييجى ع الولايا عمره ما يكسب

لالالالالالالا

كنت هأقول (إن كيدكن عظيم)

حكاية واقعية ولذيذة وان كنت تتشكل فى شكل قصصى بحواريتها واحداثها تكون نكهتها
وربما استفدت منها كترميز واسقاط لفكرة مثل قصة القبر المنطلق
وشكرا على تصوريك الجميل وان كنت اراه حدث قد يمر لكثير الاهم اجادة التعبير عنه

على القصه على الاسلوب على التشويق يعنى اللى يقرأ اول سطر ما يقدرش يشيل عينه قبل ما يكمل القصه على الابتسامه اللى رسمتها على وجه كل عضو قرأ الموضوع..

مررت هنا فوجدت ردا للاستاذ السيد السعيد أرى فيه شهادة تقدير للأستاذ إسلام على ما كتب
وما دمنا فى باب الحكى والسرد العمارى فما الخلل فى أن يخرج كل منا ما بداخلة


بعد هذا الحوار أرانى أكثر حماسا لطرح شىء ما (لن اسميه )ربما يحظى بتعليق منكم و من الأستاذ السيد السعيد علام وفى هذا كفايه

اقتباس :

ده نقدى الشخصى انا مجرد هاوى فى كتابة القصص وده لايخرج عن انه رأيى

[quote="ALi ZaYeD"][/quote مع أحترامي التام لوجة نظر حضرتك ولكن هذا المنطق لا يصح ف الأعمال الأدبية والحكم بيننا الأستاذ مختار محمود أو السيد سعيد يا ريت نعرف رأيهم