أمـي
قصة (بامتداد تاريخ الإنسانية)
يحاول أن يتهجى حرفها الأول: عبد الغني عبده
***
استدعتني من بعيد.... قائلة: هذا وقت الاختبار الحقيقي؛ ألم تسطر منذ أيام قليلة "إللي يريد التحرر لا زم بدمه يضحي وبكل غالي وعزيزي... كمحمد البوعزيزي....."؟!!
لم أتمكن من شرف التضحية بدمي وروحي.... فقط سكبت بعض الدماء في كيس بلاستيكي.... ثم "صعدت" إلى هناك حيث "ميدان التحرير"....بينما الملايين تهز شوارع الإسكندرية والسويس ....المحلة الكبرى... بورسعيد...أسيوط....كل... كل أرجائها.
من يومها أقف في حضرتها - ربما هناك ....ربما هنا.... لست أدري – منبهراً مشدوهاً خاشعاً منصتاً لها؛ وهي – كعادتها - تعلم الدنيا...
ويبدو أن صمتي سوف يستمر طويلاً طويلاً؛ فدروسها البليغة أعمق كثيراً من أن يستوعبها فهمي القاصر بين مائة عشية... وربما ألف ضحى.
(الجيزة: 14 فبراير 2011)