Amr Emam عماري أصيل
عدد الرسائل : 10742 العمر : 39 المكان : قلب مصر الحالة : خاطب مستجد الهواية : المعرفة والإبداع تاريخ التسجيل : 12/04/2007 التـقــييــم : 0
| موضوع: الجسد العمارى المصرى .. الخميس 21 أبريل 2011, 5:45 pm | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
"والله أنا شايف إني أضرب الرصاصة الأول وبعدين أنتو ترسموا العلامة فوق الرصاصة على مهلكوا".. اسماعيل يس فى احد أفلامه .. ربما لم يدرك اسماعيل يس وقتها أن كلامه هذا معبر جدا عن حالنا اليوم .. فنحن هكذا نعيش وهكذا نحيا .. ودنك منين يا جحا ..
انتشرت جرائم القتل بآلة السكين .. نلغى بالقانون آلة السكين ,, كثرت حالات حرجة للفتيات بسبب أخطاء بعض الاطباء وقت ختانهن .. عليه نلغى مسألة الختان بل ونحرمها حتى وإن أحلها الله ,, وهذه هى طريقتنا فى معالجة الامور ..
ليس لدينا هدف ولا هوية تنظيم .. وليس لدينا سياسة أو خطة أو إطار أو مرجعية او رؤية للوصول لهذا الهدف الذى لا نعرفه أصلا .. يكفي ان ترمى بحصوة صغيرة على خط من النمل لتدرك معنى الفوضى بعد النظام .. تعمدنا أن نعيش بالنظام النملى .. ولكن يكفى النمل أن تفخر برجوعها للنظام بعد شتاتها ..
نعيش كقطرة الماء التى تسقط على صخرة وهى تحاول أن تلملم ما بقي من اطرافها .. ثم تتهاوى مرة بعد مرة حتى تصطدم بالصخرة فى منتهى اليأس فلا تصبح شيئا ولكن يكفي هذه القطرة أنها سعت للتلاحم والتكون والتضام ..
ورغم أن جزيئات الحديد صعيفة جداااا إذا ما كان كل جزيء مستقل بذاته إلا أن علاقة التشابك والترابط بين كل جزيء والآخر علاقة قوية هائلة يرفض كل جزئ إلا أن يتشابك مع أخيه .. نحن أبعد ما يكون عن جزيئات الحديد فى حال تشابكه رغم أن الجزئ متقارب لحد كبير .. نرفض التضام والتشابك .. نقبل بترحاب كل من يمزقنا ويبعدنا عن أصل واعتصموا بحبل الله ..
فردية فى الأهداف .. وفردية فى القرارات .. وفردية فى السبيل للوصول للهدف وفردية فى رسم المستقبل .. شتات .. شتات .. شتات ..
كان من الممكن أن يكون هذا منطقيا وموافقا لقوانين الطبيعة إذا كنا نحمل هويات مختلفة وأهداف مختلفة ونحتاج الوصول لنتائج مختلفة .. ولكن الكارثة أن تجد الاهداف واحدة والهويات واحدة وما زلنا نمزق فى بعضنا .. وندلس أفكارنا حتى نكون مختلفين .. لا لشئ .. المهم أنا مختلف .. فى ايه ؟؟ لست أدرى .. أنا مختلف إذاً فأنا موجود .. إذاً فأنا مثقف .. أدرك الواقع .. افهم ما يدور بحولى ..
الجسد العمارى الذى هو صورة مصغرة لأصل الجسد المصرى الكبير .. هل أصبح هذا الجسد مترهل لا يستطيع الحركة او القذف للأمام ؟؟
الكل فى تسارع مستمر دون جدوى ودون أدنى تعقل أو تريث لمراجعة النفس .. الكل لديه الأنا كبيرة جدااااااا وعالية جدااااااا .. لابد أن اكون أنا فى المقدمة .. أنا وفقط دون ان أبالى بمن خلفى أو فى ظهرى ..
الكل يجرى فى سباق .. المهم ان يجرى .. فهو يظن أنه إذا توقف سيسبقه غيره
لأى هدف يريد ان يصل؟؟ .. لا يدرى
ماذا يريد أن يحقق ؟؟ لا يدرى
المهم أن يكون فى الصدارة .. فى الصدارة وفقط .. حتى إذا وصل لمبتغاه وقف وحده .. يفكر .. ما الذى حققته بعد وصولى للصدارة ؟؟ أى شهوة حققتها حين وصلت أنا وحدى للامام .؟؟ يشعر حينها أنه إنسان ماسخ فارغ .. كان يتمنى ان يكون فى الواجهة لا لشئ سوى فراغ روحه وهواء نفسه ..
هكذا نعيش .. بلاجدوى وبلا هدف .. نتعايش الوهم ونتسامر به فى النهار قبل الليل .. وكأننا اتفنا على ان نعيش بنظام فوضوى كنظام النمل شكلا فقط .. لكن ليتنا ننتج ما ينتجه النمل ....
ما احوجنا للتجمع والتلاحم الجسدى الأصلى الأصيل !! .. ماذا ننتظر !!؟ ننتظر شدة أقوى مما نعيشها الآن ؟؟ محنة أعظم مما نحن فيه ؟؟ فتنة قاسية نذوب فيها أكثر ممنا نحياها اليوم ؟؟
أتساءل .. وأدعوكم للتساؤل معى .. إلى أين يذهب الجسد المصرى فى ظل هذه الظروف القاسية ؟؟ وما هى قرائتك للمستقبل دون تنجيم او ادعاء على الغيب ؟؟
. .
| |
|