بقلم فضيلة الشيخ :- حسام العيسوي إبراهيم
الإيمان بالله عز وجل هو الأمل لحل كل المشكلات التي عصفت بمصرنا الحبيبة، فلن يستطيع أي قانون أو تشريع مهما كانت قوته وحده أن يحل هذه المشكلات، فنحن نحتاج الآن إلى منهج علمي دقيق يقوم على أساس الإيمان وكيفية تعميقه في نفس الإنسان حتى يتسنى لنا حل هذه المشكلات.
وهذه بعض الأطروحات التي أتمنى من الله عز وجل أن تكون عوناً لنا في نهضة مجتمعنا، والقضاء على مشكلاته.
1- التعليم
إن أي نهضة حقيقية تبدأ من الإنسان، الاهتمام به، تنمية فكره، العمل على الارتقاء بمستواه في كل مجالات حياته، وإن التعليم هو من أول المداخل التي بها يتم تغيير الإنسان، وتنمية سلوكه إلى الأفضل، ويتم ذلك عن طريق إعداد سياسة تعليمية محددة الأهداف والمعالم، تقوم أول ما تقوم على ترقية الإنسان من حيث علاقته بالله عز وجل، وتنمية قدراته ومهاراته النافعة لنفسه ولمجتمعه.
نحتاج مناهج تعليمية متوافقة مع العصر، ومتوافقة مع المجتمع الذي نعيش فيه، كذلك لا تغفل تراثنا الإسلامي العظيم، وبهذا نكون أصحاب فكرة مستقلة ومنهج متميز يمد الإنسانية والعالم بكل خير.
لابد أن يكون موقفنا في التعليم قائماً على الشراكة الحقيقية بين المنتجات التعليمية على مستوى العالم، ولا تكون قائمة على التبعية المطلقة لكل ما يخلفه لنا الغرب من معارف ومعلومات.
ربط التعليم بأساسيات المنهج الإسلامي من حيث تصور الإسلام للإنسان، فهو خليفة الله في أرضه، والقائم على تعمير هذا الكون، والله عز وجل سخَّر له كل مَن فيه، فالإنسان مأمور بنشر الخير في العالم الذي يعيش فيه، وأن تقوم علاقته مع غيره على أساس الحب فكلنا لآدم وآدم من تراب.
2- السياسة والحكم
فما بالنا لو أن حاكماً استشعر أنه محاسب على تقصيره في حق رعاياه، واستشعر أنها أمانة في عنقه وأنه مسئول أمام الله عن هذه الأمانة.
وما بالنا لو استشعر الشعب أنه أيضاً أمين على هذا الرئيس، فهم مسئولون مثله، ومكلفون بإبداء النصح والإرشاد لهذا الرئيس، وأنها أمانة في أعناقهم أن لا يعطونها إلا لمن يستحقها.
وما بالنا لو أن الضمير المؤمن هو الذي يحكم الرئيس والقاضي، فلن يحاول هذا الرئيس أن يتخذ القوة أو يؤثِّر على القاضي ليحكم في صالحه، ولن يحاول القاضي ذو الضمير المؤمن أن يطوَّع النصوص إرضاء لأميره فالشرع سيد على الجميع: الرئيس والشعب، والمسلم والنصراني سواء.
3- الاقتصاد
الاقتصاد عماد الحياة، ولكن السؤال: ما الذي جعل المسئولين السابقين ينهبون كل هذه الثروات، بل إنك لا تكاد ترى فيهم شريفاً واحداً إلا مَن رحم ربي.
أعتقد أنه هو غياب الإيمان من قلوبهم، وعدم استشعار أنهم مسئولون أمام الله عزوجل، كما أني أعتقد بأن رضا الناس بواقعهم ويأسهم من الإصلاح أسهم في تفاقم هذه المشكلة، فاليأس ضد الإيمان بالله.
ما بالنا لو أن كل مواطن لم يسكت عن حقه في أي مصلحة أو حتى في أي وسيلة مواصلات إذا كان له حق عند السائق، أو له حق يخاف المطالبة به عند رئيسه، أعتقد لو أن كل إنسان استشعر أنه مسئول أمام الله عز وجل عن هذا المال فلن يضيع جنيه واحد، ولن يوضع في غير موضعه.
4- السلامة والأمن
الأمن نعمة من الله عز وجل، لا يستشعرها إلا مَن غابت عنه، ولن يستطيع الإنسان العيش بدونه، والإيمان بالله عز وجل يوطِّد لنا هذا الأمن ويجعله واجباً على الجميع أن يحققه لنفسه ولغيره، فهو أمانة على كل إنسان يملكه أن يوفره لغيره ممن لا يملكه.
نؤمن جميعاً لو أن هناك منهج إيماني حقيقي يتم نشره وتعليمه لأفراد المجتمع، فلن نجد سارقاً، ولن نجد بلطجياً، إن غياب هذا المنهج حوّل الحياة إلى غابة ينهش بعضها بعضاً، ويتصرف كل فرد فيها في مال غيره على أنه حق مكتسب له.
أوجز القول إن الإيمان هو الحل لكل مشكلاتنا الحياتية، ولابد أن تتضافر الجهود جميعاً لإرساء معالمه وقيام أسسه، فهو الملجأ والملاذ الوحيد لهذه الأمة، وهو إذ يبدأ من الفرد بإصلاح علاقته بربه، ودعوة غيره إلى الطريق المستقيم، أوقن بأن ذلك هو الحل، ولن يوجد حلاً آخر، فلا نريد أن نضيع جهودنا سنين طويلة تكلفنا الكثير نجري فيه وراء مناهج لا تنفع لمجتمعنا ولا لإصلاح أمتنا فالإيمان هو الحل.