سامحني صديقي الليبرالي فليس هذا ذنبي !
سمعتك وأن تقول إن "إستغلال الدين" في الترويج السياسي عملية لا أخلاقية كما أن العملية السياسية كي تكون عادلة فلا بد من ضمانة عدم وجود أحزاب على أساس ديني!
ليس ذنبي أني أمتلك فريق كرة يتقن ألعاب الهواء لماذا إذا تريد إصدار قانون يمنع إحراز الأهداف بالرأس!
ليست مشكلتي أنك تصر على تقديم طرح يخالف عقائد الناس ورغباتهم وهويتهم الإسلامية والعربية, من فضلك أنت اخترت ذلك والديموقراطية التي اخترتها تحتم علي أن أصمت ولا أتكلم ولتطرح فكرك على الشعب ولأطرح فكري على الشعب وليختار الشعب ما يشاء, من فضلك لا تلمني على أني أطرح للشعب ما يريده!
هل هذه الديموقراطية أن ترفض طرحي لمجرد أنه ليس طرحك أنت! هل من الديموقراطية أن ترفض ما يريده الشعب لأنه ليس ما تريده أنت؟
من فضلك لا تلم إلا نفسك ولا تلمني أنا, لو كنت تتكلم بالسياسة فأنت من أعطيتني الفرصة على طبق من ذهب, أنت من طرح للناس ما يخالف معتقدهم وطبيعتهم فانصرفوا عنك تلقائيا
عندما تذهب لتسخر من الحجاب فلا ترجع وتبكي أننا حولنا المعركة السياسية لمعركة غير متكافئة فأنت من صنع هذا
حين تقول إنه لا يجب أن يوجد ما يمنع زواج المسلمة من المسيحي, فينظر لك الناس وقد ظنوا بعقلك الظنون فلا تتعجب!
حين تقول إن صديقتك الحميمة كانت يهودية في معرض الحديث عن إنفتاحك الثقافي فلا تلوم السلفيين والإخوان!
حين تكون كل أفلامك دائرة في نطاق الزنا والفاحشة فلا تلوم الناس أنها لا تحترمك!
حين تسخر علنا من رموز مصر الإسلامية التي احترمها الشعب المصري كله بل وترفض مشاركتها بدافعها الوطني في حل مشكلات الوطن لأن هذا تكريس للدين في السياسة فلا تلوم الناس!
حين تسخر من مليونية 29 يوليو بحجة أنها مليونية الجهل والمستوى الإجتماعي القليل لأن أغلب المشاركين فيها يرتدون الجلاليب فلا تحزن حين يولي الناخبون ظهورهم لك وهم الذين يمثل مرتدو الجلاليب فيهم 80 في المائة من الشعب في الدلتا والصعيد, وقتها فلا تتهم إلا غبائك السياسي!
حين تسخر من نفس المليونية وتقول "يا راجل دول كلهم عالم من الأرياف" من فضلك أنت قلت هذا وأنت مسئول عنه فقط أطالبك أن تكون بنفس الشجاعة وأنت تتقبل نتيجة كلامك في نتائج المحليات والبرلمان في الأرياف هذا العام بإذن الله
حين تخرج على الناس وتقول إن السلفيين كانوا عملاء لأمن الدولة فأنت عمليا أسقطت نفسك من نظر مشاهديك فهو لن يراك إلا جاهلا أو كاذبا وكلاهما لا يصلح لتمثيل الناس سياسيا في الإنتخابات النيابية!
حين تتهم الإخوان المسلمين بالركوب على الثورة وتشمت في طرد فارس الميدان الشيخ صفوت حجازي على يد شرذمة قلائل في الميدان فأنت تجازف مجازفة كفيلة بأن تضعك ومبارك وأنس الفقي في سلة واحدة, من فضلك وقتها لا تلمني!
حين تروج إشاعات كاذبة عن السلفيين من قطع الأذان والعمالة لأمن الدولة وحرق بيوت النساء الامنات ثم تأتي بممثلي السلفيين للدفاع عن أنفسهم فأنت قدمت أقوى دعاية للسلفيين بين من لم يعرفوهم وهذه هي الخدمة الأجمل التي قمت بها
قابلت العشرات من البسطاء ممن كانوا لا يعرفون من هم السلفيين ولكنك نجحت أن تضع رموز السلفية الدعوية مثل فضيلة الشيخ محمد حسان والشيخ أبو إسحق والشيخ محمد حسين يعقوب وغيرهم في سلة واحدة مع الأحزاب ذات الإنتماء السلفي فكانت النتيجة إيجابية تماما على عكس مرادك !
عندما تخرج على الناس في شهر القرءان وتقول لهم إن قطع يد السارق لا أصل له في الإسلام في الوقت الذي يكون فيه ثلاثة أرباع المصريون يقرئون قول الله تعالى "والسارق والسارقة فأقطعوا أيديهما....." فلا تلومن إلا نفسك, الناس هم من سيقولون عنك انك جاهل!
حين يخرج ممثل حركة شبابية ليكذب على الهواء ويقول إن السلفيين كانوا يكفرون من نزلوا في ميدان التحرير يوم 25 يناير فأنت تفقد مصداقيتك مباشرة, كيف رفض أبو سفيان أن يكذب على ملك الروم حتى لا يؤثر عنه رفاقه كذبه وهم قلة لا من يكذب على الهواء ليراه 80 مليون مصري!
سيدي أنت بطرحك هذا من حولت العملية السياسية من منافسة إلا مخاصمة! يا سيدي لا يوجد حزب شيوعي في الولايات المتحدة ولن يوجد!
لا يوجد حزب إسلامي في أوروبا كلها ولن يوجد!
ليس لأنهم يعترضون على الأحزاب ذات المرجعية الدينية لأن الحزب الحاكم في الدانمرك وألمانيا أحزاب يمينية متطرفة أصلا!
كل القصة مدارها أن أحدا لا ينشئ حزبا على مبدأ يخالف هوية وثقافة البلد التي يعمل بها
سامحني يا صديقي ولا تلمني ولكن لم نفسك, ليس ذنبي أنك لا وجود لك في الشارع!
ليس ذنبي أن أحدا لم يكن يعرف إسمك قبل الثورة بل قبل ثلاثة أشهر من الأن أصلا إلا في أوساط ضيقة جدا!
ليس ذنبي يا سيدي أنني في الوقت الذي كنت أسير فيه القوافل الطبية للقرى والنجوع وأنشأ الجمعيات الخيرية وأرعى الأرامل والأيتام وأساعد المرضى كنت أنت تحاضر في مدرجات كليات الإقتصاد والعلوم السياسية!
سامحني يا صديقي ليس ذنبي أني اخترت العمل في الشارع واخترت أنت الجهاد على قنوات التوك شو!
سامحني يا صديقي أنا لم أنل شرعيتي من صحف رخصها المجلس للأعلى للصحافة الذي كان يشرف عليه صفوت الشريف بل استمديت شرعيتي من أشرطة ومحاضرات ظلت تحارب طويلا ويعتقل حاملها ويغلق محلات بائعها!
سامحني يا صاحبي أنا لم أكسب حب الناس من برامج التوك شو التي غالبا ما يتحكم فيها ظباط أمن الدولة ولكن اكتسبت شعبيتي من مشاهدة الناس للظلم الذي تعرضت له !
اعذرني صديقي ليس ذنبي أن بعض الناس لا يستطيعون للأن أن يصدقوا أنك ثوري حقيقي ليس هذا خطئي وأعرف أنك مظلوم ولكن كيف تفسر للناس صورك مع رموز النظام السابق وأنت تبتسم ملء شفتيك؟
اعذرني يا صديقي فالنظام السابق لم ينكل بي إلا بقلمك إما هجوما علي أو صمتا على ظلمه لي وأنت الذي كانت بيدك وسائل الكتابة!
سامحني يا صديقي الشعب يعجز أن يفهم كيف يكون كتاب الأهرام والأخبار وروز اليوسف سابقا ثوريين! أعرف أنك مظلوم وأن هذه كانت مرحلة من حياتك ولكن حاول أن تقنع الناس بذلك !
ليس ذنبي يا صديقي أن الشعب المصري متدين ولا يقبل أنصاف الحلول فيما يتعلق بعقيدته أو هويته بدلا من أن تطالبني بأن أتنكر لما يطالب به الشعب فإني أطالبك أنت أن توافق الشعب فيما يريد ثم تضع يدي في يدك لنبني بلدنا مرة أخرى
سامحني صديقي في كل ذلك فهو ليس ذنبي
----
مروان عادل
مهندس برمجيات
عضو حزب الإصلاح وجبهة الإرادة الشعبية