قال بن القيم رحمه الله:
(سبق العلم بنبوة موسى وإيمان آسية فسيق تابوته إلى بيتها فجاء طفل منفرد عن أم إلى امرأة خالية عن ولد! فلله كم فى هذه القصة من عبرة: كم ذبح فرعون فى طلب موسى من ولد ولسان القدر يقول لا نربيه إلا فى حجرك)
انتهى كلام بن القيم رحمه الله
يا الله .. سبحان الله !!
معلوم ان سيدنا موسي تربى فى بيت ألد أعداء الله وألد اعداءه وهو فرعون .. وآمنت آسية زوجة فرعون أضل المضلين فى بقاع الأرض ..
ومن أفجر من فرعون .. ؟؟
فرعون الذى تكبر وأسكتبر وفجر فجورا تبرئ منه إبليس ..
فما من احد على وجه الأرض ادعى انه إله إلا هذا الملعون (فرعون) ..
وفى بعض الإسرائيليات .. يقال انه حينما قال (فرعون) : أنا ربكم الأعلى .. صرخ إبليس صرخة ونادى قائلا : ما وسوسته بهذا وانا برئ مما ادعى فرعون ..
إبليس الملعون يتبرئ من فجور فرعون ..
وأوحى الله إلى أم موسى (فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم)
يا سبحان الله .. كيف تخاف الأم على ولدها من الذبح ثم تأمرها برمي ولدها فى البحر حتى يكون فى مكان آمن ..
إنها أم .. ليست كأى أم .. أنها المؤمنة بربها المستسلمة لأوامره والمنقادة لوحيه ..
علمت أم موسى أن الله قادر على كل شئ وقادر على أن يحفظ رضيعها حتى ولو كان فى وسط النهر ..
قال تعالى (فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)
وعد الله .. إن الله لا يخلف الميعاد ..
وعدها بأن موسى سيرد إليها بل ويكون رسول رب العالمين ..
كم ذبح فرعون من أبناء بنى إسرائيل طلبا فى قتل الطفل موسى حتى لا يقضى على ملكه ..
فيأبى القدر إلا أن يربيه فرعون فى حجره ..
سبحان الله .. !!
إنه امر الله .. فإذا قدر الله شيئا لابد أن ينفذ ..
إن الله إذا أردا شيئا سلب العقول من ذوى العقول ..
يفعل ما يشاء .. ولا ممسك لفعله ..
إن أراد شيئا قال له كن فيكون ..
إنه الله لا إله إلا هو العزيز الحكيم .. فعال لما يريد ..
.
.
.