صاحبة الرسالة ...

صاحبة الرسالة

في هذا اليوم, وفي تلك الساعة المبكرة , أيقظته رسالة على هاتفه النقال , تردد أن يقاوم رغبته الشديدة في النوم بعد ليلة طويلة من ليالي السمر مع الأصدقاء , والتي امتدت حتى الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة , ذلك اليوم الذي تنتظره الأبدان لتعانق الراحة والهدوء , بعد صخب أسبوع كامل في بلاد شديدة الحرارة , لكن ضوء النافذة , وما دار في عقله من حسابات ومراجعات أعدها للراتب المنتظر ,يقسمها بين الهدايا والمتطلبات من ناحية, والمبالغ المستحقة في الأقساط الشهرية من ناحية أخرى , ويُمني النفس بالخطأ كلما تعثر في ترشيد الاستهلاك , فيعيد الحسابات تارة أخرى , كل ذلك جعله ينتفض حتى يري من صاحب رسالة الخامسة صباحاً , "يا لها من زوجة غريبة الأطوار ؟ , تعلم علم اليقين بخلودي للنوم , وترسل رسالة في ذلك الوقت " , لقد تطاير من عقله أي فكر – لا قدر الله – من المصائب والنوائب فهي سطحية بسيطة ربما لا تهتم بتلك الأمور , ولم يعتاد منها أن تُحتم عليها الظروف أن ترسل له رسالة فحسب أو تٌحادثه في أوقات غير معلومة ومتفق عليها ,إنما ذلك من جراء أمر خطير أو بالغ الخطورة , لقد افتقد ذلك الإحساس لأنها كثيراً ما تختار أوقات غير مناسبة لأمور غير مناسبة , وفي بلادة وخمول وعندما أدرك هوية صاحبة الرسالة أخذ الهاتف ومال على الفراش غير منتبه , وفي عيون مكسرة بين الكسل والإرهاق , طالع قولها وكأنها أمام عينيه , " أشعر الآن أنك متزوج من أخرى وأنجبت لك بنتاً وولد , مش عارفه أنام !! طمني ضروري وكلمني أو رد عليا,أنا مبطلتش بكاء من بقالي يومين " وكأنه يقرأ رسالة خدمية معتادة لشبكة الهاتف المحمول , في هدوء ألقى هاتفه جانباً وتسلل على أطراف أصابعه حني يشرب بعض الماء ويواصل التفكير في الحسابات دون أن يزعج النائمين من حوله في الغرفة , لكن ثّم أمر ثالث قفز في دائرة التفكير خاصته , إلى متى ستظل تلك الزوجة تشعرني أنني خائن خائن , انفجرت عينيه تتسع وتستقبل الضوء الذي احتل الغرفة , أهو شعور الخيانة من يجعل المرء يظن بالآخرين الخيانة , أم هو شيطان الكتابة والأدب الذي ألقى بعقله ذلك الفكر المغلوط !!؟؟ , فقديماً قالوا أن الزوج اللعوب هو ذلك الرجل الذي يشك كثيراً في زوجته وهو الأكثر اتهاماً لها بالخيانة , لكنه لم يقرأ العكس , يا ويل ذلك الهاتف الثالث الذي احتل الرأس لقد أطاح بالحسابات والراتب , بل طرد الضوء من عينيه واستبدله بحرقه وسعير ومكث في رأسه مهيمناً ومتفرداً , ألهذا الحد أضرته موهبته في الكتابة والسرد القصصي فسبح خياله الواسع إلى تلك المنطقة البعيدة !!؟, أم ترى كثرة النصح لزوجته بكل ما هو جميل وأنيق جعلها تتبنى تلك الفكرة عنه ولا تتنازل عنها حتى وهو بين يديها أليفاً حانياً , يقول في عينيها الشعر , ويهديها عرش بلقيس ,, فتقذفه وقتها بخوفها عليه من الفتيات ومن شكها في حلاوة لسانه واهتمامه بملبسه ومظهره ,وترقيق صوته كلما خاطب النساء , أو ابتسم للصبايا في شوارع قريته ببراءة وأدب, عاود إلى فراشه مشقوق الرأس ... يوجه لنفسه الاتهامات ,,, أليس هو من صرفها إلى أن تقرأ ما يكتب حتى تصبح إحداهن ,تثني عليه كلما أراد ذلك فتروي ظمأ علو نفسه !! , أليس هو من صرفها إلى كيفيه الملبس وكيفيه الأداء وأعطاها وصفاً دقيقاً لتلك الفتاة التي كم بات يتمناها إن لم تكن هي بالطبع موجودة بالحياة أو خلقها الله من لدن آدم وحتى عهدهما هذا , حتى لا يقع في شرك كبير لايغتفر من قِبلها , فنسجت له تلك الفتاة وزوّجته بها , ثم عاشت جحيمها منفردة كل ليلة , أتراه أخطأ عندما راودها عن أن تكون أكثر نحافة مما هي عليه متعللا أن الدر منتظم جميل المنظر , لكنه ليس يعيبه أن ليس ينتظم , أي شك هذا الذي انتقل منها إليه , فأصبح الآن رفيقه كالذنب ,, حقيق أنها ليست مكتملة ,, ولكن من منهن مكتملة الصفات !, صحيح أنها لا تجيد أن تتعامل مع الشبكة العنكبوتية وتواكب فتوحاته فيها وترحل خلف ما يخطه قلمه من مقالات وقصائد , فتعانقها بالردود والمباركة , وتزين له الألفاظ وتحسن له الحديث كما يفعل هو , لكنها زوجة شأنها شأن الزوجات بذلك الكم الكبير من الملل والرتابة , والكثير من الطيبة والرحمة , والفائض عن المطلوب من المرافقة والإيثار ,وليس منطقياً أن يهرب من الإناء الذي يغلي إلى اللهب الذي بأسفله , ويجرب أخرى, ولم يلم نفسه قط , فبقدر هذا الإطلاع وبقدر عالمه الداخلي والخارجي كان يعلم بالقدر الدافع للجهل أنه ليس جميلاً وليس مثالياً بالقدر الذي يجعله زوجاً لأفضل من زوجته تلك , فمن يفتن به شاعراً وكاتباً ربما لن يمنحنه هذا الحب الكبير الذي يعاني منه عندما يعلمن أنه يحدث صوتاً وشخيراً أثناء نومه مثلاً , أو ربما يدركن مدى تكاسله وإهماله , وما لا يعرفه عن عيوبه أكثر وأكثر ربما زوجته فقط تعلم لكنها لم تصارحه , ولم تطلب منه أن يتحسن كما فعل , لأنها بعفويتها وريفيتها أدركت بحس الزوجة انه لن يقبل ذلك النقد , فشتان الفرق بين أن تجسد له صورة الرجل التي تتمنى أمامه , من حيث الشكل والمظهر والطول والعرض والوزن كما فعل هو ,وألقاها في بحور الشك تتقاتل مع فتاة الأحلام التي في خياله , لقد أفادتها محدودية الإطلاع على أن تقبله هو زوجها وحسب , بعاداته وسلبياته بلا أمل منها في الأفضل ,لكنه أعمل فيها ما قرأ وحاول الإصلاح والنهوض حتى يجعلها الأفضل في عينه دوماً بصدق منه وبلا تعمد من أن يسدد إلى عقلها تلك الفكرة المجنونة من أن أخرى تشاركها فيه , الضوء يتزايد , والحرارة بدأت في التسلل إلى الغرفة والنهار القوي قادم من ورائها , وهو لم يزل عاجزاً عن إلقاء اللوم عليها , ومتردداً في اتهام نفسه بالجرم والخطأ عندما صارحها بكل ما يحب في النساء وما يتمنى أن تكون عليه , لكنه كثيراً ما أعرب لها عن ارتياحه وسعادته الشديدة بها وأن الكمال صفة الخالق وليس المخلوق ,ولكنها هيهات أن تصرف كلمات تلقتها منه , لقد قضي الأمر , والأمر تطور في تلك الليلة أو قل ذلك الصباح فقد حملت رسالتها أمرا جديداً أنه تزوج وأنجب "ولداً وبنتاً " !! لقد فشلت المحاولات في ردع ذلك التفكير من عقلها على أيه حال , حتى أنه استسلم لتلك الفكرة الجميلة التي دوماً ما تزور عقل الرجال بين الحين والآخر , ولمعت عينيه , أترى لو كانت هناك ثانية كما تقول ...فمن تكون !!؟,وظل يجوب الذاكرة بيتاً بيتاً وقصيدة قصيدة , وقصة قصة , ثم طالع بين ثنايا عقله كل من أثنت عليه حرفاً حرفا , دون التدبر في طولها وعرضها , ولونها ومللها أيضاً.. ,لقد تبقى ساعات على صلاة يوم الجمعة ولابد أن يسعى إلى ذكر الله ويذر هذا التفكير وهذا الشك الذي أوشك أن يكون يقيناً , لقد وضع كل الشروط وكل المعايير لها, تلك الزوجة الثانية حتى يريح زوجته ويريح نفسه , وكأنها تتمثل له وتكتمل كلما أضاف وصفاً أو أمنية , فأيقن أنها هي لا محالة لم تكتب له رداً , ولم تعانق لهعملاً , ولم تمتدح براعة بيانه وبلاغة لسانه , بل كانت أشمل من كل هذا ,,,, وجدها حبيبته التي تزوجها
لكنها أصبحت فيما بعد صاحبة الرسالة ......

بجد والله يابشمهندس أحمد حسيت ان أنا بقرأ للكاتب شريف شوقي أو للدكتور نبيل فاروق..

سرحت مع القصة بشكل غريب وكنت أتمني انها تبأة أطول من كده..لأن طريقة سردك ليها ممتعة جداااااااااااا..

لو ان هناك ثالثة ورابعة ولم تتوقف عند الاولى ولاثانية ستجد : هي هي نفس الرسالة

احييك يا بوحميد على سلاسة الالفاظ والجمل وقدرتك على نقل ما أردته انت لى كمتلقي بكل سهولة ودون جهد منك ....

هن واحدة وهم كثر

الله الله الله بكل ماتحمله الكلمة من معني من أجمل ماقرأت لك ..لي عودة مطولة علي نصك سلمت يداك وسلم قلمك المبدع عن حق....

اية دة يا بشمهندس

بس انا حسيت
انى بقرا اللى د/نبيل فاروق

اسلوب اكتر من رائع

بس حتت مقلب
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

أشعر الآن أنك متزوج من أخرى وأنجبت لك بنتاً وولد , مش عارفه أنام !! طمني ضروري وكلمني أو رد عليا,أنا مبطلتش بكاء من بقالي يومين

خلط بين العامية والفصحي يربك المتلقي

لو كانت عامية قح لكانت أوقع وخاصة أنها تعتبر جملة حوارية

ما علينا لكل مذهبه

المهم أن السرد أجهدني طوله

وعلامات الترقيم غير الموظفة

والتفاصيل التي لا تخدم المراد من النص

وخرجت بصورة شعرية جميلة هي:-

(وليس منطقياً أن يهرب من الإناء الذي يغلي إلى اللهب الذي بأسفله , ويجرب أخرى)

كفاية أنا هانهب

اسيرة الاحلام كتب:: بجد والله يابشمهندس أحمد حسيت ان أنا بقرأ للكاتب شريف شوقي أو للدكتور نبيل فاروق..

سرحت مع القصة بشكل غريب وكنت أتمني انها تبأة أطول من كده..لأن طريقة سردك ليها ممتعة جداااااااااااا..

ان شاء المرة الجاية تكون أطول

شكراً لمرورك الجميل يا أسيرة الأحلام

احمد هلول كتب:: لو ان هناك ثالثة ورابعة ولم تتوقف عند الاولى ولاثانية ستجد : هي هي نفس الرسالة

احييك يا بوحميد على سلاسة الالفاظ والجمل وقدرتك على نقل ما أردته انت لى كمتلقي بكل سهولة ودون جهد منك ....

دوماً مرورك له طابع خاص يا أستاذ أحمد

لا تحرمنا دوماً من مرورك المميز

مسعد النجار كتب:: هن واحدة وهم كثر

لا تتعجل يا أستاذ مسعد يا صديقي

احمد فتحي كتب:: الله الله الله بكل ماتحمله الكلمة من معني من أجمل ماقرأت لك ..لي عودة مطولة علي نصك سلمت يداك وسلم قلمك المبدع عن حق....

انتظر عودتك يا صديقي

وما أجمل أن تقرأني بدون سابق إنزار مني حتى أرى روعة انفعالك

حامد محمد كتب:: اية دة يا بشمهندس

بس انا حسيت
انى بقرا اللى د/نبيل فاروق

اسلوب اكتر من رائع

بس حتت مقلب
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

بارك الله فيك يا أستاذ حامد

والأمر ليس مقلب ولا حاجه

مختار محمود كتب:: أشعر الآن أنك متزوج من أخرى وأنجبت لك بنتاً وولد , مش عارفه أنام !! طمني ضروري وكلمني أو رد عليا,أنا مبطلتش بكاء من بقالي يومين

خلط بين العامية والفصحي يربك المتلقي

لو كانت عامية قح لكانت أوقع وخاصة أنها تعتبر جملة حوارية

ما علينا لكل مذهبه

المهم أن السرد أجهدني طوله

وعلامات الترقيم غير الموظفة

والتفاصيل التي لا تخدم المراد من النص

وخرجت بصورة شعرية جميلة هي:-

(وليس منطقياً أن يهرب من الإناء الذي يغلي إلى اللهب الذي بأسفله , ويجرب أخرى)

كفاية أنا هانهب

يا أستاذنا ما أود قوله وقد ترددت كثيراً هو نقل طبيعة الزوجة فقط ومدى خلطها للأمور , وكان من اليسير أن أتخذ الفصحى أو العامية بلا خلط , وأما من أخطاء الترقيم والتفاصيل فهو خطأ مكرر أستحق عليه العقاب الرادع ..

والخلاصة أن مرورك فى حد ذاته هو الجائزة التي نخرج بها

كفاية هو أنا هانهب

ساضيف بجانب لقب شاعر

لقب أديب كبير........

دائما عمنا المهندس أحمد عبد العزيز يخجلنا بكرمه

هو دائما مبدع

وتجاوز مرحلة التشجيع أو التصفيق له

دخل المعمعة ويحاكم كأديب مكتمل

ورده بلادى كتب:: ساضيف بجانب لقب شاعر

لقب أديب كبير........

شكرا يا وردة بس انتي كده بتدبسيني بصراحة ههه

مختار محمود كتب:: دائما عمنا المهندس أحمد عبد العزيز يخجلنا بكرمه

هو دائما مبدع

وتجاوز مرحلة التشجيع أو التصفيق له

دخل المعمعة ويحاكم كأديب مكتمل

بعد ثنائك هذا أقاوم غروري بشدة يااستاذنا

فترفق بي

النص باليوم السابع

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=285211&

» || برومو "صاحبة الرسالة" للكاتب والشاعر : أحمد عبد العزيز ||
» كل سنه وانت طيب يا بشمهندس ( صاحبة الرساله )
» الرسالة الأولى
» الرسالة رقم (8) "التحرير 2030"
» اذا لم تبكيكم هذة الرسالة فأبكوا على حالكم