[color=#000000]
مع تجدد الحديث مؤخرا عن مشروع قناة البحرين فى اسرائيل، والتي تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، وذلك عقب موافقة البنك الدولي على تمويل هذا المشروع، وما أعلنه وزير المواصلات الاسرائيلي فى فبراير الماضي عن اتفاق مع الاردن على مشروع مشترك لإنشاء خط سكة حديد يمتد من اسرائيل إلى العراق ودول الخليج عبر الاردن. مع تجدد الحديث حول هذا المشروع تبرز عدة تهديدات أمنية واقتصادية تضر بلدة بالأمن العربي على مستوييه القومي والقطري، ينبغي التنبيه لمخاطرها والتحسب جيدا لمواجهتها مبكراً.
فكرة المشروع وأهدافه من وجهة النظر الإسرائيلية
ـ يعتبر البحر الميت ـ من اسمه ـ بحيرة لا قيمة لها، تشكل جزءا من الحدود بين اسرائيل والأردن، شديدة الملوحة، إذ تبلغ نسبة الملوحة بها تسعة أضعاف ملوحة المحيط، ولذلك تنعدم فيها وحولها مظاهر الحياة. وتتزايد الملوحة بها باستمرار رغم ان نهر الاردن يصب بها بعض مياهه العذبة، وكذلك جداول مائية أخري. ويمتد البحر الميت بطول حوالي 85 كم فاصلا الاردن عن اسرائيل، وبعرض 18 كم فى المتوسط،. كما يقع مستواه تحت سطح البحر بحوالي 399 مترا، ولذلك يعتبر أكثر الأماكن انخفاضا فى العالم.
ـ وتتحكم الحقائق العلمية والجغرافية فى هذا المشروع، فوادي عربة ارتفاعه يتراوح بين 100و200متر عن سطح البحر ولذا فإن أي مشروع يستلزم ان يتم حفر قناة تسير من ايلات على خط الحدود الإسرائيلي ـ الاردني بطول عشرة كيلو مترات ثم ترتفع المياه بواسطة طلمبات عملاقة إلى أعلي لتتحور فى مواسير أو انفاق داخل الجبال، من خلال ترعة صناعية، وذلك بطول اجمالي للقناة التي ستربط البحرين الأحمر والميت يبلغ 320كم، وعبر هذه القناة سيتدفق 2 مليار متر مكعب بشدة من مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت شديد الانخفاض، أو قد تنفذ خطة اسرائيلية أخري تقترح أن يمد المشروع داخل. أراضيها، ثم تمر المياه عبر طلمبات إلى الجانب الأردني حتي تصل إلى البحر الميت.
ـ وتسعي اسرائيل إلى الإسراع فى بدء تنفيذ هذا المشروع لخدمة عدة أهداف، منها ما هو معلن ومنها ما هو خفي، أما المعلن منها فيتمثل فى الآتي:
1 ـ انقاذ البحر الميت من الجفاف بعد أن جفت مصادر المياه العذبة التي كانت تصب فيه، حيث حولت اسرائيل 29% من المياه التي كانت تذهب من الأنهار إلى البحر الميت لصالح استخداماتها الزراعية، خاصة نهر الأردن، وبحيث يعود منسوب المياه الذي كان عليه بداية القرن فى غضون 20 عاما من بدء تشغيل المشروع.
2 ـ أن تضمن اسرائيل صناعة تحلية المياه ووجود عميل دائم يعتمد عليها فى الحصول على احتياجاته من مياه البحر المحلاة. ففي المخطط الاسرائيلي أن تقنع اسرائيل كلا من الاردن والسلطة الفلسطينية بإنشاء مصانع تحلية مياه تعتمد على الخبرة الاسرائيلية ـ وهي محدودة ـ فى هذا المجال لتنفيذ هذا المشروع باهظ التكاليف، وبالتالي يقوم الطرفان الأردني والفلسطيني بتسديد قروض المشروع لأجل غير مسمي.
[color:8bff=#000000:8bff] ـ استغلال فارق الارتفاع بين البحرين فى توليد الكهرباء وزيادة قدرة اسرائيل على انتاجها بحوالي 52% مع توفير كمية من المياه المحلاة تساوي 57% من استهلاك المياه فى اسرائيل من خلال منشآت تحلية المياه التي سيتم انشاؤها على امتداد القناة.