الرفيق ...والرحلة ( الحلقة الرابعة )

مقدمة



الحلقة الأولى



الحلقة الثانية



الحلقة الثالثة





الحلقة الرابعة



,كان الوقت يمر والجميع يتوافد الى الحفل , وانتشر الأمر بين الطلبه والطالبات , مما دفع البعض من أصدقاء البديل الممتنع على التحدث معي بكل الطرق لإقناعي بالعودة ,مرددين أنه يكفي ما حدث فقد شاع الأمر ,وتناقلته الألسنه , والرجوع وحده كفيل بمداواة الأمر , وتبعني منهم البعض حتى منزلي . أحسست وقتها أنني سأكون مبالِغاً فيما أفعل ومن أنا حتى أحدث كل هذا الحرج لإدارة المدرسة وأساتذتي الأفاضل, وقتها أكتفيت بأن أشرح الموضوع للبديل بعد انتهاء الحفل وإبداء وجهة النظر التي أحدثت كل هذا اللغط , توجهت الى المدرسة ثانياً بعد أن تسلمت نسخة التقديم التي كانت بيد الصديق عبدالرحمن وأحمد عبدالحميد , وتزامن دخولي الى القاعة وجود معظم الزوار والحضور , وبينما أنا قادم إذ بي أجده جالساً في مقعد مزدوج لفردين _كذلك الذي نستخدمه بالفصول _
كان هو الآخر تم إقناعه بالتقديم على حده ,وشاءت الأقدار أن نجتمع على هذا المقعد المزدوج لا يلتفت أحدنا الى الآخر وكل فرد منا بيده نسخة التقديم ويعلم ما سيقول , لكم أن تتخيلوا ذلك الموقف العجيب , لايوجد تنسيق فيما بيننا ولا يلتفت أحدنا الى الآخر وبرغم ذلك كان يوماً رائعاً من حيث الإخراج , رغم دهشة البعض من تعامل بعضنا لبعض وذلك التجاهل الملحوظ على غيرالعادة .

أنتهى الحفل وانطلق الجميع يثنون على الفقرات ,بينما تجمع كلاب الركية - كما يقول أستاذنا / جمال أحمد -,وكأن فرصتهم للنيل منا قد لاحت فتبعه من تبعه الى بيته وهم ينفثون السم بكلماتهم , وتبعني من تبعني يرددون جرمه وتسببه في إحراجي , ولكن رغم تجمع هذة النوعية من البشر إلا أن هناك الرفاق الذين عهدناهم دوماً أصدقاء البقاء ورجال المواقف الصعيبة , فقد كان هناك زايد وأبو رفعت وعبدالرحمن وشعراوي وأبو علام , وكل منهم كان يبذل ما في طاقته لإعادة الأمور الى مجراها الطبيعي ,وإرجاع العلاقة كما كانت . ولكن يبقى شيء هام علمته وقتها, عندما تحب بقوة وتصادق بقوة فانت تفارق أيضاً بقوة ويبدو الجرح عميق بعمق العلاقة ,فكان بقدر الجذب التنافر وبقدر الرحمة بيننا كان الكبرياء والغرور ,وبات لهذا السبب فراقنا أيضاً له طابع خاص كما كان لصداقتنا , أذكر ولعلي لآأذكر أننا ظللنا على ذلك الحال ما يقرب من أربعة أشهر ويزيد , وكان خلافاً كبيراً كما ذكرت فلا كلام ولا سلام ولاأدنى تداخل فيما بيننا ,حتى هدأت النفوس وألقى كل منا اللوم على نفسه ولكن بقت عقدة المبادرة , والسعي على المصالحة وكانت المحاولات متواصلة من الأصحاب حتى حان الوقت بمجرد الصدفة , على موقف طريف ,بعدما أصبحت الأحاديث الجانبية تتسلل بيننا في تجمعات الدروس وغيرها ولكن كانت بشكل غير مباشر كأن أضيف كلام في موضوع تتم مناقشته وأوجه كلامي إلى غيره وهو يرد على ما قلت لغيري _وشغل عيال كده هههه_
بدأت الأرض خصبه لتلقي حبوب الإنسجام وكانت الأيام تأخذنا الى أواخر العام الدراسي حيث تجاهل الحضور وعدم الذهاب الى المدرسة والمكوث بالمنازل لترتيب جداول الإمتحانات , رغم إصرار إدارة المدرسة على الإلتزام بالحضور وعقد إمتحانات للطلاب لتحفيزهم على الحضور وعدم الإستخفاف , وبالفعل تم عقد إمتحان لمادة الفيزياء وقتها كانت الترتيبات لأمتحانات آخر العام على أشدها فتم الترتيب على عدم المذاكرة ودخول أمتحان الفيزياء بصورة شكلية لإرضاء المدرسين وبالفعل تم الإتفاق فيما بيننا على عدم المذاكرة أبداً ويعد آثمٌ من يذاكر أو يحصل على درجات تزيد عن الخمسة درجات من 30 في هذا الإختبار ( ربما أعترف بأشياء تجعلنا نسقط من نظر القارئ ولكن الصدق أحرى أن يتبع وأن نعترف بأننا كثيراً كنا أطفال بأنصاف عقول ولانبالي بما نفعل )
كان صديقي وقتها كما قلت وأنا على استعداد للتصالح الغير مباشر كان هو الآخر معنا فيما عزمنا عليه ولكن دون أن أعرف أو يخبرني أحد الأصدقاء ,تم عقد الإمتحان وعبدالرحمن أشعل في عقولنا وقتها أن من يحصل على درجة 1 فقط لاغير سوف نعتبره الأول بيننا ونتوجه ملكاً علينا !!
بدأنا في استلام الأوراق وأذكر وقتها أن أحمد عبدالغفار الشعراوي كتب بالنص امام عيني ( إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك وأكمل .... )
وبدأنا نحن نغير الإجابات بتعمد ونضع إجابة هذا في ذاك ونحسب الدرجات لنفوز بالمركز الأول ودرجة واحدة من ثلاثون

تم تجميع الأوراق وكالعادة أوقعنا عبدالرحمن أحمد عبدالعليم في هذا المأزق وتركنا ,ووقع في هذا الشرك معي صديقي وأحمد عبدالغفار وأيضاً محمد عفيفي نصر

وفى اليوم التالي من الطابور المدرسي توجه الأستاذ / صبري طه وكان الجميع يوقره ويحترمه ,ومعنى أنه سيقول شيئاً فبكل تأكيد أنه شيء كبير وهام , بدأ بمقدمة عن الأخلاق وبعدها الثقة بالنفس وبعدها الغرور الذي يدفع البعض الى التجاوز والإستهزاء بالمعلمين والأساتذة ومهما وصل إليه البعض من مستوى دراسي جيد لا يحق له أن يتهاون ويسخر من الإختبارات التي تفعلها الإدارة , دعونا وقتها أن تنشق الأرض وتبتلعنا في بطنها فالجميع يعلم من يقصده الأستاذ صبري وبجواره أستاذ مادة الفيزياء في قمة الثورة رغم كونه يتميز بالهدوء الشديد والشديد جدا جدا
, شعرنا وقتها بالخجل الشديد وتملكنا الخوف من وصول هذة الواقعة الى الآباء فبلدتنا تعد بيتاً كبيراً وأبائنا تربطهم العلاقات القوية مع الأساتذة والجميع يعاملنا معاملة الآباء وله أن يفعل ما يشاء معنا ,وددنا أن يكون العقاب ملموس ومادي وينتهي الأمر ولكن لم يتحدث أستاذ مادة الفيزياء معنا بشكل مباشر ,وبداخله جرح عميق وحزن مستتر , وبدأ بكلمات قليلة عن الإختبار ,وأذاع الدرجات ولم يقول درجاتنا وكأنه يعاملنا بإحترام منقطع النظير قائلاً أن فلان وفلان وفلان لم يستطيعوا الإجابة الإمتحان مش على مزاجهم أو المدرس على قد حاله !!

تملكنا الخجل من أنفسنا وقتها بشده وأصررنا على الذهاب الى بيته وتقديم إعتذار شافي وعله يسامحنا ويغفر لنا هذة السقطة
كان ممن سيذهب أنا وصديقي ومحمد عفيفي نصر على حد تذكري وبالفعل تجمعنا الأقدار سوياً وبيننا أحد الأصدقاء توجهنا جميعاً الى الأستاذ..... ورحب بنا ونحن لانجد كلمات نرد بها على ما فعلناه ونبرر بها موقفنا السخيف ولكن كانت مبادرة طيبة أننا نعرف أننا أخطأنا ونسلك سبيل الإعتذار, والذهاب الى منزل أحد الأساتذة في حد ذاته, بغير هدف رسمي, كالدروس أو السؤال عن جزئية بالمنهج , حدث غير شائع , وما أجمله أن تفعل ذلك خاضعاً منكسراً طالباً الإعتذار
تمت مناقشات عديدة فيما بيننا على إثرها تم العفو ,واصبحت علاقتنا بهذا الرجل العظيم المتسامح الخلوق وطيده وكبيرة ,بعدما أخبرنا أننا جرحناه وكان يكفي أن نقول أننا لانريد أن نُختبر ولا نحضر .

خرجنا سوياً توجه محمد عفيفي الى طريق منفصل في إتجاه منزله وبقيت مع صديقي سوياً يدور بنا الخجل ونمتنع عن الكلام وكنا منذ دقائق معدودة يبرر كل منا ما فعله الآخر ويساند بعضنا بعضاً للخروج من الواقعة التي فعلناها , قادنا الطريق معاً ,وبدأ شوق الصداقة يخرج تلقائياً ونتحدث على فترات متفاوته ولا أذكر من كان فينا هو الذي قال عنه الرسول الكريم(ص) ( وخيرهم الذي يبدأ بالسلام ) الى أخر الحديث ولكن أظنه هو .

حقيقة لاأذكر شيئاً من هذا الحوار الخاص والشديد الخصوصية كل منا يضع وجهه فى الأرض يتحدث بصوت

منخفض ,في محاولة للتحرر من الخجل الشديد لأول مرة نتعاتب فيها , أنت فعلت كذا ... وأنا قلت .. وأنت قلت ..

ولماذا ... انتهينا وانتهى كل شيء تعانقنا عناقاً طويلاً فاضت فيه الدموع بغزاره طال بنا الطريق الذي قطعناه وانبسطت

لنا الأرض تشهد معانقة نسمات الربيع في شهر إبريل, كنا نخاف أن يترك أحدنا الآخر , فكم من شوق لدينا للمكوث سوياً

ومعرفة أدق التفاصيل عند الآخر لما يزيد عن أربعة أشهر مضت .

تعانقنا لمرات متعددة, وابتسمنا ابتسامة رقيقة تمحو ما كان بيننا, وقبلني كعادته من رأسي كما كان يفعل دوماً , وما زال

يتوه عني قليلاً ويسبح في خيال بعيد لايعرفه أحد ثم يميل عليّ ويجذبني إليه مقبلاً رأسي وفي عينيه سؤال لايعرف أحد

جوابه .

ويقول بحبك ياأبوعبده....

وأنا أحبك ف الله يامحمد

ودائماً أشرف بمرورك العطر على كل ماأكتب

وربما لكم كثير الفضل فيما وصل إليه الكثير هنا

وأدام الله تشجيعكم لنا

دم بخير

الصديق الغالي محمد مغاوري _مع حفظ المقامات_

أنت من المتابعين الرائعين الذين لهم دور بارز في دفع هذة الحلقات إلى الأمام

ونحن على الدرب معاً سنكمل إن شاء الله

ودوماً أسعد بمرورك الكريم العطر

دم بخير

أقسم أن كلماتكم تكاد تخترق القلب

وأجد نفسي مدين لكم بكل الفضل

ونزولاً لرغبة البعض , وحاجة في نفسي , قمت بإرجاء الحلقات

لحين زوال الوعكة الإمتحانية التي يمر بها المنتدى

دمتم بخير

إلى أن نلتقي

لكم كل الود

مستر هشام السيد كتب /

ولكن عرفت لماذا يجمع كل الناس على حبك.

مع تمنياتى بمزيد من التوفيق ورقى فى الاداء

اخوك و جارك فى امارة الحكام ابوظبى وانت عارف........

*****
سعادتي لاتوصف بردك الكريم

وكم أنت رائع كأخ وقريب وصديق ورفيق فى الغربة

ولاعجب أن تقطن إمارة الحكام أبو ظبي ؟!!!

فأنت أرباب وأرباب وأرباب ...

وبلغ على لساني الصحاب

قول لهم إيش جاب لجاب !!!

الأستاذ مختار محمود كتب :

لا أعرف مالذي أبكاني في نهاية هذه الحلقة

ربما الصدق والعفوية

وربما قراءتي المتتالية للسلسلة مرة واحدة هذا الصباح

فكنت متعايشا معها ولم أنفصل عنها

ربما.........

ولعلني متعاطف بعض الشيء مع جيل رسم ملمحا جادا

في عمارنا الطيبة

دعنا من العواطف ولننتقل لهذه السيرة الذاتية

في البدء لم أتحمس كثيرا لكونها سيرة

فتابعت دون أن أتداخل باعتباري جزء من النص

فأنا متلقي وأعد من مثلث الإبداع

1-الأسماء في السيرة الذاتية مهمة جدا ولكن الاسراف فيها

وتكرارها بدون توظيف سوف يبعد من لا يهمه الشخوص

عن معايشة ما يسرد

2-تحية للكاتب على النفس الروائي الطويل والحميمية في السرد

3- أجهدني تداخل الخط وكدت أرحل في منتصف الحلقة

4- ربما تتسبب لك الصراحة المفرطة في الصدامية ولا أعرف بم أنصحك

إلا القول بأن الزمار لا يخفي ذقنه وتمام الإبداع تمام الصدق

5- أعلم أن كم السرد مجهد ولكن برجاء الاهتمام بعلامات الترقيم

فهي ستريحك كثيرا في إيصال ما تريد

وسنكمل في حلقة أخرى


*****

انتظرتك طويلاً وما تمنيته أقل بكثير مما أعطيتني إياه من وقتك ومن نصحك ومن تعمقك لما

سردته من وحي صدقي

أعدك بما تقر له عينك فيما تبقى

على أن تظل تلقي الضوء على طريقي حتى أصل

دم مبدعاً